افتتح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي امس الاثنين بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وسط إجراءات أمنية مشددة. وفي أولى الجلسات ، قال هادي :»الذي لا يعجبه هذا الحوار فالباب أمامه .. لا تغيروا اتجاه الحوار» ، تعقيبا على محاولات البعض إثارة حالة من الفوضى واعتراض مقدم الجلسة. واضاف: ان «المفتاح الاساسي لمعالجة كافة القضايا هي القضية الجنوبية»، في اشارة الى استمرار شريحة واسعة من الجنوبيين برفع مطالب العودة الى دول الجنوب او بقيام دولة فدرالية. ودعا هادي الى «التوافق على رؤية عقلانية حول القضية الجنوبية» معتبرا ان ذلك «سيقودنا حتما عقد اجتماعي جديد من خلال دستور جديد ... بعيدا عن العصبيات الاسرية والقبيلة والمناطقية». النفق المظلم وحذر هادي من «العودة الى النفق المظلم» اذا ما فشل الحوار الذي قال انه يشكل «لحظة فارقة تتطلب منا ارادة قوية (...) ولن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها». وذكر بان المبادرة الخليجية التي كانت في اساس اتفاق انتقال السلطة، «رسمت لنا خريطة طريق واضخة للخروج من الازمة». ويناقش المؤتمر من خلال جلساته العامة وفرق العمل تسع قضايا تشمل القضية الجنوبية وقضية صعدة والقضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة ، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة والحكم الرشيد وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما ، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات. كما سيناقش المؤتمر قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة، وينظر في تشكيل لجنة لصياغة الدستور وإعداد الضمانات الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار. باسنودة وكرمان يقاطعان وعقدت الجلسة الأولى في ظل تشديد أمني واسع على كل منافذ ومداخل العاصمة صنعاء وانتشار أكثر من ستين ألف جندي لتأمين فعاليات الحوار الوطني. وتغيب عن الجلسة رئيس الحكومة محمد سالم باسنودة ، وذكرت تقارير أنه قاطعها احتجاجا على مشاركة «متهمين بقتل شباب الثورة». من ناحيتها ,أكدت الناشطة اليمنية حائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان لوكالة فرانس برس انها لن تشارك في الحوار الوطني احتجاجا على تهميش الشباب الذين قادوا الحركة الاحتجاجية في اليمن ومشاركة جهات متورطة في قمعهم الدامي على حد قولها. وقالت كرمان التي ورد اسمها في قائمة هيئة الحوار المؤلفة من 565 مندوبا يمثلون كافة الاطراف اليمنية، «لن اشارك في جلسات مؤتمر الحوار نتيجة الاختلال الكبير في تمثيل الشباب والمرأة والمجتمع المدني». كما عللت كرمان عدم مشاركتها ب»مشاركة افراد تورطوا بقتل الشباب وبقاء الجيش منقسما». واخذت كرمان على السلطة الانتقالية عدم تنفيذ ما نص عليه اتفاق انتقال السلطة. وقالت في تصريحاتها لوكالة فرانس برس ان «الجيش لايزال منقسما وكان يجب ان يتم توحيده وانهاء انقسامه في الاسابيع التالية لتولي الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة»، وذلك بالرغم من اتخاذ الرئيس عدة قرارات في اطار اعادة هيكلة الجيش. واضافت ان «الادارة الانتقالية ممثلة بالرئيس والحكومة لم تقم باتخاذ الاجراءات اللازمة لكفالة النزاهة والرشد في الادارات العامة ولا يزال الفاسدون في كافة المناصب المدنية والعسكرية والامنية دون اي مساءلة او حساب على اساءات استغلال السلطة السابقة». الى ذلك اعتبرت كرمان ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما زال يلعب دورا سياسيا كبيرا في البلاد الامر الذي اثر برأيها على توزيع المقاعد في الحوار. ويحظى حزب صالح، اي المؤتمر الشعبي العام، على 112 مقعدا من اصل 565، وهي اكبر حصة لفريق سياسي مشارك في الحوار. وأعلنت أحزاب اللقاء المشترك ، المشاركة في الحكومة ، تحفظها على الأسماء المشاركة في الحوار وقالت في بيان لها إن قائمة المشاركين «مخيبة للآمال من حيث كونها أخلت بالمعادلة السياسية والوطنية لصالح طرف بعينه الأمر الذي يضع مسار الحوار الوطني على المحك» . احتجاج شباب الثورة واحتج عدد من شباب الثورة في بيان لهم على مشاركة «بعض من تلطخت أيديهم بدماء شباب الثورة» في الحوار» ، وأكدوا أن مكانهم من المفترض أن يكون خلف القضبان وليس المشاركة في رسم مستقبل اليمن. ابن عمر: لحظة تاريخية وقال بن عمر للصحافيين قبيل افتتاح الحوار، انها «لحظة تاريخية واليمن هو نموذج للانتقال الديموقراطي في المنطقة». وأضاف « إنها عملية سياسية يخوضها اليمنيون ... المجتمع اليمني متضامن ويساعد اليمنيين، مجلس الأمن تكلم بصوت واحد ومجلس التعاون الخليجي قدم الكثير ... هذه الفرصة يجب ان يقطفها اليمنيون». احتجاجات في الجنوب وفي الجنوب، قتل ناشط الاثنين في مواجهات بين متظاهرين انفصاليين معارضين للحوار الوطني والشرطة في مدينة تريم بمحافظة حضرموت (جنوب)، فيما نزل الالاف الى الشارع في عدن وفي مدن جنوبية اخرى رفضا للحوار بحسبما افاد ناشطون. وذكر الناشط فؤاد راشد لوكالة فرانس برس ان «الحراك الجنوبي نفذ عصيانا مدنيا في تريم لرفض الحوار وحصلت مصادمات مع الشرطة» ما اسفر عن «مقتل ناشط واصابة آخر واعتقال اربعة». ويأتي ذلك فيما نزل الالاف للتظاهر في ساحة العروض في عدن وفي مدينة المكلا، كبرى مدن حضرموت، رافعين شعار «لا للحوار، نعم للاستقلال»، بحسبما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وفي عدن، بدا الالاف من انصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال بالتظاهر من ساعات الصباح بعد ان باتوا الليلة قبل الماضية في العراء في ساحة العروض.