وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى عدن كبرى مدن الجنوب التي يشهد بعضها اضطرابات مستمرة بعد دعوة الى "العصيان المدني" وجهها الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، بحسبما افادت مصادر امنية وشهود عيان الاحد. واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس وصول هادي بعيد منتصف ليل السبت الاحد الى عدن في زيارة مفاجئة بعد سقوط ثمانية قتلى وعشرات الجرحى في مواجهات اندلعت منذ الخميس في مدينتي عدن والمكلا (حضرموت). وقال المصدر الامني ان هادي "وصل للاطلاع عن كثب عما يدور في عدن بعد تسجيل اعمال عنف تبناها خصوصا التيار المتشدد في الحراك الجنوبي بقيادة علي سالم البيض" نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى. وتوقع المصدر ان يعقد هادي "لقاءات مع الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقيادات امنية وعسكرية لوضع حد لتلك الاختلالات". وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد وصل الى عدن قبل وصول هادي بساعات وعقد اجتماعا ضم قيادات المناطق العسكرية والامنية وناقش الاحداث التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين، بحسب المصدر ذاته. من جهتها، قالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان زيارة هادي "تفقدية للمحافظة يطمئن خلالها على سير الاداء في مختلف المستويات الادارية والتنموية والاقتصادية". واشارت الى ان هادي سيلتقي "بقيادة السلطة المحلية والمسؤولين في المجلس المحلي ومديري عموم المكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية لتدارس قضايا تنفيذ المهام على مختلف الصعد". وفي هذه الاثناء، استمرت الاضطرابات في الجنوب لليوم الرابع على التوالي. وقد اندلعت الاشتباكات بين قوات الامن وناشطي الحراك الجنوبي الخميس فيما كان انصار ومعارضو الوحدة اليمنية يتظاهرون بمناسبة الذكرى الاولى لانتخاب هادي رئيسا توافقيا لليمن. وقتل في الاشتباكات منذ الخميس ثمانية اشخاص بينهم شرطي. واشتبكت الشرطة مع ناشطي التيار المتشدد في الحراك الجنوبي امس الاحد في المكلا حيث اقدم الناشطون على اغلاق الطرقات بالاطارات المشتعلة والحجارة. وقال الناشط ناصر باقزقوز ان "الجيش يستخدم الذخيرة الحية ضد المتظاهرين". واغلق الناشطون الطرقات ايضا في احياء المنصورة والشيخ عثمان ودار السعد في عدن بحسب شهود عيان. وذكر شهود ان ناشطين في سيؤون ثاني كبرى مدن حضرموت في جنوب شرق البلاد، اضرموا النار في احد التجار الشماليين في محاولة منهم لفرض "العصيان المدني"، ما اسفر عن اصابة التاجر بحروق خطيرة. ويتلقى الرجل العلاج في العناية الفائقة بحسب مصدر طبي. كما احرق ناشطون مكتبين تابعين للتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي مؤيد للوحدة) في المكلا. من ناحية اخرى اعتبر الرئيس السابق علي عبدالله صالح بيان مجلس الأمن الذي اكد انه ييعرقل العملية الانتقالية ليس استهدافا له وإنما للمؤتمر الشعبي العام "وذلك على طريقة ما حصل في العراق من اجتثاث لحزب البعث". وقال صالح في لقاء له امس مع قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام: "أرسلنا الوفد إلى الرئيس عبدربه منصور هادي لنستفسر من الذي اشتكى لمجلس الأمن وماهي الأشياء التي يعرقلها علي عبدالله صالح في مؤتمر الحوار لكي نقف مع علي عبدالله صالح أو ننتقده، كما كُلف عدد من القيادات للقاء بسفراء الدول العشر لمناقشة هذا الأمر ومعرفة من أين لهم هذه التقارير وما هي المحطات التي يعرقلها علي عبدالله صالح". واتهم صالح حزب التجميع اليمني الإصلاح اكبر الاحزاب اليمنية بالوقوف وراء مطالب إخراجه من اليمن وإبعاده عن رئاسة المؤتمر والتي ذكرها مجلس الأمن في بيانه الأخير. وقال "هذه كلها مطالب حزب الإصلاح ينامون وعلي عبدالله صالح أمامهم ويصحون وعلي عبدالله صالح أمامهم". وأشار صالح وفقا لموقع المؤتمر نت التابع للحزب الذي يترأسه أن "المؤتمر وحلفاؤه سيحتفلون بمناسبة نقل السلطة بمسيرة الوفاء يوم الأربعاء القادم في العاصمة صنعاء بمهرجان خطابي يجسد الوفاء بالوعد".