في ظل الجراح النازفة والكدمات الحارقة في جسد أرض الرافدين وتنوع الأسى وضروب فجائعه والمحن لا يزال العراق يعيش شامخاً ثقافياً ولم تزل الحياة الأدبية بشتى مباهجها وفي مختلف أطيافها تزهو بجمالياتها فبغداد العاصمة والتي تكتسي هذه الأيام أزهى حللها وتتمختر بخيلاء ما بين المدن العربية لاختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 م وكأنها تزفّ الرسائل وتنشر عبق أريجها المنعش للروح والطارد لدخان الضوضائيات وضجيج الغوغائيين الذين يعيثون فيها فساداً فمن الجميل أن يجتمع مثقفو العراق الجريح على طاولة الفكر يضمدون الأروع أن يتعافى العراق ثقافياً في الفترة التي تكالبت عليه وحوش الإنسانية من كل حدبٍ وصوب ليوصل للعالم إشارة أنه ما زال قلب الأمة النابض. أوجاعهم على وقع الثقافة والفنون والأدب ومن صنوف الروعة أن ينتهز مركز النور للثقافة والإعلام ومقره مملكة السويد هذه الفرصة ليكرم علماً من أعلام الوطن العربي ومن الذين ساهموا وبجدية فاعلة في استنهاض الفكر العربي الأصيل في بغداد الأديب الناقد البروفيسور عبدالرضا علي صاحب العشرات من الكتب النقدية والبحوث الأدبية والأروع أن يتعافى العراق ثقافياً في الفترة التي تكالبت عليه وحوش الإنسانية من كل حدبٍ وصوب ليوصل للعالم إشارة أنه ما زال قلب الأمة النابض وما زالت الثقافة العراقية تعيش وهج الأمل وجمال العمر وعمر الحياة هناك في بغداد يبدو كل شيء غير وغيريته مستقاة من تعاقب الأعصر وتتالي الأزمان وتعاقب المخاوف والفتن ولا يزال صامداً مقاوماً بأدب المتنبي والجواهري وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة ومعروف الرصافي وبأنبياء الله وأحبائه وبكربلاء وبانيقيا حيث مرابع النجف الأشرف ومقر حكومة علي بن أبي طالب وجامع الكوفة الصانع للحضارات وآثار بابل وسومر وأصالة التاريخ وجوهر التراث المستمد من عمق أعماق الخلود وما تنوع مجالس الأدب في مدنها ومحافظاتها ومن بيوت الشعر وقصور الثقافة ومسارح الفنون إلا مؤشر التعافي والعلامة الفارقة والدالة على أن العراق لم يزل فرات الأمة الثقافي الذي لم ولن ينضب ما نطق عربيٌ أحرف العربية وتغنى الشعراء بقوافي العروبة وسجع الحياة ومن الجميل حقا احتفاء مثقفي العراق وأدبائها بمثقفي الوطن العربي وأدبائه وعلى طريقتهم العراقية الخاصة وتلاقح تجاربهم مع أقرانهم ولأنها العراق ولأنهم عراقيون صار الاحتفاء مغايراً ومائزاً حيث تفننوا جميعاً في صياغة أجمل عبارات الحفاوة الثقافية وأنصع فنون الأدب التي تتراقص على أنغامها عروبتهم التليدة لتسجل سيمفونية العشق العربي المثيرة لكل جماليات العمر وكماليات الحياة .