بدأ في قطر أسبوع ثقاقي عراقي هو الأول من نوعه منذ سنوات، ويأتي في اطار احتفالية «الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010». ويشكل الحدث اطلالة عراقية على دول المنطقة في اشارة الى سعي عراقي لاستعادة زمام المبادرة في مجالات عدة وبينها الدور الثقافي العراقي الحيوي في المنطقة العربية. وبدا هذا التوجه واضحاً في تأكيدات وزير الثقافة العراقي الدكتور ماهر الحديثي الذي شدد في حفلة افتتاح الأسبوع مساء اول من أمس على «أننا قدمنا الى الدوحة لنقول إن الثقافة العراقية حية ومزدهرة على رغم الويلات والحروب التي تعاقبت منذ عام 2003، حيث ظل المثقف العراقي ثابت القدم، متواصل العطاء». وفيما نوه الوزير العراقي برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فعاليات الأسبوع الثقافي العراقي، قال: «من بغداد السلام الى دوحة العز والثقافة تتواصل مسيرة الإبداع على خط رصين لتقدم ثقافة عربية متماسكة، ولتثبت للعالم بأسره أن الثقافة العربية جزء لا يتجزأ من الثقافة الإنسانية». وأوضح أن العراق سيعرض في الدوحة جوانب من فنون العراق وإبداعاته المختلفة، كما عبّر عن سعادته بلقاء المثقفين العرب في قطر. واحتضت الدوحة بترحاب أيضاً المشاركة الثقافية العراقية وقال الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث مبارك بن ناصر آل خليفة إن الوفد العراقي جاء حاملاً على عاتقه مسؤولية تقديم ثقافة بلد يعتبر من أهم المراكز الحضارية على مر التاريخ، حيث ازدهرت على أرضه الحضارات السومرية والبابلية والأشورية والكلدانية وغيرها، كما علا فيها شأن الطب والفلك وتألق فيها الفكر وارتقى الفن. ولفت الى أن الثقافة العراقية حاضرة منذ اللحظة الأولى لاحتفالية «الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010»، مشيراً الى عرض أوبريت «بيت الحكمة». وأستهل الأسبوع بعرض فيلم عن حضارة العراق، كما قدمت ثلاث فرق فنية أعمالاً موسيقية وراقصة وغنائية، اضافة الى «مقامات» وأغنيات تراثية، وقدت في هذا الإطار رقصة «العرض» العراقية بالسيف، كما قدمت لوحات فنية تعكس التمازج الثقافي بين العراق ودول مجلس التعاون. ويتضمن الأسبوع العراقي فعاليات عدة بينها معارض للكتاب وفنون تشكيلية وصور يعكس بعضها التراث المعماري، الى جانب السجاد العراقي وما يعكسه من دلالات ابداعية.