افتتح سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على انخفاض وصل في منتصف الأسبوع إلى 71 نقطة تقريباً أي بنسبة 1% تقريباً , لكنه ما لبث أن عاد لتقليص هذه الخسائر في نهاية الجلسات الأسبوعية ليغلق عند نفس مستوى الافتتاح تقريباً , و هذا الأمر يعني أن المتداولين أصبحوا في حيرة من أمرهم حيال إغلاق مراكزهم الاستثمارية أو الإبقاء عليها ,و قد جسّدت هذه الصورة المحيرة إغلاق الشمعة الأسبوعية للمؤشر العام ( شمعة حيرة ) و أيضاً المسار الأفقي للتداولات للأسبوع الماضي . و مما ميز تلك التداولات انخفاض السيولة رغم تعويض خسائر بداية الأسبوع , ففي حين كانت تداولات الأسبوع قبل الماضي قد تجاوزت 26.1 مليار ريال كانت تداولات الأسبوع الماضي قد اكتفت بحوالي 19.4 مليار ريال , أي أقل بحوالي 6.7 مليار ريال و هذا الانخفاض الشديد أرى أنه طبيعي و صحي في ظل الموجة التصحيحية التي يعيشها السوق منذ منتصف يناير الماضي , فلو كانت التداولات مرتفعة مع نزيف النقاط الحاصل منذ شهرين تقريباً لما اكتفى المؤشر العام بدعم 6,927 نقطة و هي أدنى منطقة سجلها السوق منذ شهرين . وفي نظري يعود هذا الانخفاض في التداولات إلى أن المؤشرات البيعيةللأسهم لاتثيرالقلق مما يعني احتفاظ الكثير من المتداولين لأسهمهم , كما يعكس ذلك القناعة لدى المستثمرين بأن الأسعار الحالية للأسهم تُعتبر أسعارا رخيصة بالنظر إلى ما كانت عليه منتصف العام 2012م حينما كان المؤشر العام على مشارف 8,000 نقطة , و أيضاً قلة المخاطرة حالياً لسوق الأسهم السعودية و قلة القنوات الاستثمارية الأخرى في المملكة و هذا ما لمسته من ارتفاع للتداولات خلال العام 2012م مقارنةً بالعام 2011م. أهم الأحداث العالمية كان لتخفيض وكالة ستاندرد أند بوورز التصنيف الائتماني لبريطانيا خلال بداية الأسبوع المنصرم أثراً سلبياً على أسواق الأسهم حول العالم حيث هوت الأسهم الأوروبية و الأمريكية على إثر هذا القرار, لكن ما لبثت أن امتصت هذه الأسواق الأخبار السلبية فعادت للارتفاع في جلسات نهاية الأسبوع لتعوّض جميع الخسائر. لكن في المقابل نجد أن أسواق السلع لم تحذُ حذو أسواق الأسهم , فقد استمرت أسعار النفط بالتراجع للأسبوع الخامس على التوالي , حيث فقد خام وست تكساس خلال الأسبوع المنصرم حوالي دولارين تقريباً ليلامس مستوى 89$ للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر الماضي , لكن من الناحية الفنية فإنني أتوقع إنهاء الموجة التصحيحية الحالية للنفط و دخوله في موجة ارتدادية صاعدة ابتداءً من هذا الأسبوع خاصةً إذا حافظ على دعم 90$ ليتجه نحو مستويات 94.80$ . أما الذهب فلم يعطِ – حتى الآن – أي بوادر تدل على انتهاء موجته الهابطة لكن يتبقى له الدعم الأخير عند 1,520$ للأونصة وهو الملاذ الأخير للمعدن النفيس قبل أن يتجه لمستويات 1,450$ , و يعود ذلك الأمر إلى انخفاض حالة القلق لدى المستثمرين من الأحداث التي عصفت بأكبر اقتصاديات العالم خلال السنوات الأخيرة في الفترة الراهنة وعودة الشهية لأسواق الأسهم وهو الأمر الذي جعل أسواق الأسهم في أمريكا و أوروبا تسجل خلال الأيام القليلة الماضية مستويات قياسية جديدة فيما لا يزال الذهب يواصل نزيفه منذ أن سجّل أعلى مستوى له على الاطلاق حينما لامس 1,920$ في سبتمبر من العام 2011م . أهم الأحداث المحلية وافقت هيئة السوق على طلب شركة هرفي زيادة رأس مالها من (300) مليون ريال إلى (330) مليون ريال وذلك بمنح سهم مجاني مقابل كل (10) أسهم قائمة. كما وافقت الهيئة علىطلب شركة مجموعة الطيار بزيادة رأس مالها من (800) مليون ريال إلى (1,2) مليار ريال وذلك بمنح سهم مجاني مقابل كل (2) أسهم قائمة. كما أعلنت الهيئة رفع تعليق التداول على شركة المتحدة للتأمين بعد إعلانها قوائمها المالية . في المقابل من المتوقع أن تعلن هيئة سوق المال عن تاريخ بدأ التداول على أسهم شركة الوطنية للرعاية الطبية ( رعاية ) خلال هذا الأسبوع , يُذكر أنه قد تم تحديد سهميَن لكل مكتتب كما أودعت الأسهم في المحافظ الاستثمارية خلال الأسبوع قبل الماضي , كما اتوقع أن يصل سعر السهم في اليوم الأول لإدراجه ما بين 65 – 75 ريالا للسهم . التحليل الفني من الملاحظ على الرسم البياني لسوق الأسهم السعودية أن المؤشر العام استطاع احترام دعم 6,950 نقطة كإغلاق أسبوعي لكن ضعف التداولات خلال الارتداد توحي بأن النقطة المذكورة آنفاً لم ينته عندها التصحيح لكنها فقط محطة ارتداد و أن دعم 6,800 نقطة هي المستوى المعوّل عليه أن يكون المحطة الأخيرة في مشوار الهبوط كما توحي بذلك المؤشرات الفنية , أما على المدى المتوسط فالهبوط الحاصل هو أمر صحي جداً و ذلك لتكوين قواعد سعرية للمؤشر العام تساعده مستقبلاً على استهداف مناطق عليا جديدة قد نراها في الربع الثالث من هذا العام خاصةً و أن المؤشرات الاقتصادية في المملكة توحي بأن التوجه القادم للمستثمرين سيكون سوق الأسهم و هذا يتضح من خلال كثرة الصفقات الخاصة في الأسهم و ظهور أسماء جديدة في قوائم ملاك الشركات و تتأكد هذه النظرة إذا ما تم احترام مستوى 6,800 و بعدها تم اختراق مقاومة 7,200 و التي كانت عصية على السوق طوال اثنى عشر شهراً مضت . أما من حيث القطاعات فنجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية تمكّن من الثبات فوق دعم 5,900 نقطة بنجاح ليدخل بعد ذلك في موجة ارتدادية صاعدة قد تستمر حتى منتصف هذا الأسبوع و هو ما قد يدفع المؤشر العام للاستمرار في موجته الارتدادية التي بدأها يوم الثلاثاء الماضي , لكن هذا الأمر لا يكفي لنحكم بإيجابية الأوضاع بل يجب اختراق قمة 6,200 نقطة حتى نحكم بانتهاء الموجة التصحيحية و دخول القطاع في موجة صاعدة رئيسية . كذلك الحال على قطاع المصارف , فقد استطاع من احترام مستوى 15,000 نقطة لكن الارتداد الحاصل بعد ذلك على القطاع لم يكن قوياً لنحكم بانتهاء موجة الهبوط , لذا من المتوقع أن يستمر ضغط القطاع على المؤشر العام خلال هذا الأسبوع لكن دون كسر الدعم المذكور . أما أهم القطاعات الايجابية لهذا الأسبوع فهي قطاع الاسمنت والتجزئة والزراعة والاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي و التشييد والبناء و التطوير العقاري و النقل والاعلام و الفنادق . في المقابل نجد أن قطاع الطاقة هو القطاع الوحيد المتوقع أن يكون أداؤه سلبياً لهذا الأسبوع. محلل أسواق مالية Tweetr: @DAM_UNITED