قبل أيام قليلة كان هناك اليوم العالمي لغسل الأيدي، وتم تنظيم حملات في عدد من الدول العربية لتنبيه المواطنين عموما، وتلاميذ المدارس على وجه خاص، بضرورة غسل الأيدي عدة مرات في اليوم!! اعتقد ان تلك الحملة ينبغي ان تتحول الى حملات وطنية بمعنى ان تتولى السلطات الصحية في كل دولة مهمة التوعية بضرورة غسل الأيدي بالماء والصابون على نحو منتظم، أخذا في الاعتبار اننا شعوب تستخدم الأيدي للأكل من نفس الصحن / الطبق .. فنحن نعاني من جهل مطبق بأبسط مقتضيات الصحة العامة ابتداء برمي النفايات عشوائيا بدلا من حشرها في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق، وليس انتهاء بحشر اصابعنا في فتحات انوفنا ل»تسليكها»، ومنا من يتناول طعاما ثم يكتفي بمسح يده اليمنى باليسرى وهناك من يعقب ذلك بتمرير اليدين على الوجه، وبعدها مباشرة قد يقرر تبادل التحية معك ويطخك كذا بوسة فتحسب انك تبوس رأس خروف متبل ومُبهَّر كل الأشياء حولنا تحمل عشرات ومئات الآلاف من المايكروبات (هكذا ينبغي ان تكتب وليس ميكروبات) وكتبت هنا قبل أشهر قليلة منبها الى ان لوحة مفاتيح الكمبيوتر (الكيبورد) بها من المايكروبات ما يفوق ما تجده على مقعد مرحاض، لسبب بديهي وهو ان مقعد المرحاض يخضع للتنظيف ولو مرة واحدة في اليوم، بينما لا نفكر قط في تنظيف كيبورد الكمبيوتر، رغم ان تمرير قطعة قماش أو منديل ورقي رطب يقلل من عدد المايكروبات فيه .. أزرار التلفون سيم سيم.. نفس الشيء.. أي انها مستودع ضخم للمايكروبات.. أما أقذر الأشياء في المحال العامة فهو السلم الكهربائي (اسكاليتر) فلو سندت يدك على حافته كما يفعل معظم الناس فلا تضع يدك في فمك او عينك إلا بعد غسلها جيدا بالصابون، بعد أن ثبت بفحص مئات السلالم الكهربائية أنه لا يوجد ولا واحد منها يخلو من آثار فضلات بشرية.. والسر في ذلك ان نحو 40% من مستخدمي المراحيض في بلد مثل بريطانيا لا يغسلون أيديهم وهم خارجون منها.. ولو كان هذا هو الحال في بريطانيا فقس على ذلك و»كلك نظر»،.. ودعوني أقرف عيشتكم أكثر.. في أماكن العمل والفنادق وغيرها حيث توجد عدة دورات مياه، يتم الوصول اليها من خلال باب مشترك، وقد يحرص كثيرون على غسل أيديهم فور الخروج من المراحيض، ولكنهم لا يدركون ان الباب المشترك الذي يوصل دورات المياه بالممرات لا يقل تلوثا عن باب المرحاض نفسه.. شخصيا لا أمسك شيئا يتعلق بدورات المياه إلا بمنديل ورقي أو استخدم كوعي لفتح وإغلاق الأبواب في حال عدم توفر مثل ذلك المنديل في كل المستشفيات المحترمة تجد سوائل تعقيم على الجدران، ورغم ان المستشفيات أنظف من معظم البيوت إلا أنها مرتع لأنواع خطرة من الجراثيم ذات المناعة ضد المضادات الحيوية المعروفة ولهذا فمن الخير لك ان تضع يديك في جيبك وأنت تغادر أي مستشفى لتفادي ملامسة فمك او انفك او عينيك إلى أن يتسنى لك غسلهما [email protected]