ليس "دراكولا" الأسطورة، الذي كان يغرز أنيابه في رقبة ضحيته كي يمتصّ دمها، ولا هو عاشق الدم الوسيم إدوارد، بطل سلسلة أفلام الشفق، إنه مصّاص دماء تركي حقيقي، من لحمٍ ودم، دفعته صدمات نفسية تعرض لها إلى إدمان طعم الدم والانتشاء به . وتمّ تشخيص حالة شاب تركي أخيرًا، من قبل فريق من الأطباء النفسيين، على أنها اضطرابات شبيهة بتلك التي كان يعانيها مصّاص الدماء "دراكولا" الأسطورة، غير أن الفارق بينهما هو أن مصّاص الدماء التركي حقيقي، ويعيش بيننا. يقول ديرنس زكريا، أحد الأطباء، الذين عالجوا هذه الحالة المرضية الفريدة من نوعها، لوكالة "إيفي" الأسبانية للأنباء "إنه ليس أول شخص يشرب دم بني جنسه، كالذي يرد في الكتب الأدبية، لكنه الأول من حيث الفصام في شخصيته المضطربة واستهلاكه الدم البشري". وكانت قد تصدرت وسائل الإعلام التركية عناوين مختلفة عن هذه القضية، مثل "أوّل مصّاص دماء تركي"، و"ثلاث حالات دموية حوّلته إلى دراكولا". إدمان كحول أوضح الطبيب المتخصص أنه عندما تمّ تشخيص حالته المرضية في عام 2011، أقرّ الشاب بأنه ومنذ أكثر من سنتين كان يحب شرب الدم. وأثناء خضوعه للعلاج، توصّل الطبيب النفساني إلى أن الشاب كان يعاني اكتئابًا مزمنًا، ومشاكل في الإدمان على الكحول. اعتراف بالغباء يروي ديرنس زكريا، في مقال نشره في إحدى الصحف المحلية التركية، قائلًا "كان الشاب قد تزوّج وعمره 23 عاماً. وقد احتوى ملف مصّاص الدماء التركي على حالات دموية، تتحدّث إحداها عن قيامه بجرح يده، وصدره، وبطنه بشفرة حلاقة، لينزف الدم في كأسٍ كي يشربه. وكلما كان يشعر بالحاجة إلى شرب الدم، كانت لديه مصادر يمكنه اللجوء إليها متى ما شاء. فقد كان يستمتع برائحة ومذاق الدم، رغم اعتقاده بأن تصرفه ذاك، كان ينمّ عن غباء". وجبة مفضّلة في الواقع، فقد تمّ اعتقال "الدراكولا" التركي مرّاتٍ عدة لقيامه بطعن وعضّ العديد من الأشخاص، من أجل شرب دمائهم. وبلغ الأمر به، في بعض الأحيان، إلى أن يبعث والده إلى بنوك الدم للحصول على الدم , يؤكد زكريا، العضو في الفريق الطبي، الذي يعالج المريض في مستشفى دنيزلي العسكري التركي، أن مريضه لم يكن يهدف من خلال تصرفه إلى إلحاق الضرر بالآخرين، موضحاً أن سبب حالته الصحية يعود إلى "بعض المشاكل المعقدة التي عاناها في الماضي"، واصفاً إيّاه بأنه "شاب يعاني الكثير من المشاكل", ويشير زكريا أيضاً إلى أن الشاب المريض مرّ بظروفٍ مؤلمة في حياته، مثل موت ابنته البالغة من العمر أربعة أشهر، ومقتل عمه أمام عينيه، إضافة إلى موت آخر بصورة بشعة , دفع العلاج، الذي خضع له مصّاص الدماء الشاب، الذي تراوح ما بين جلسات نفسية وطبية، دفع دراكولا التركي إلى أن يتخلّى عن استهلاك الدم، مع صعوبة في الشفاء من الانفصام في شخصيته المضطربة.