تكلمنا كثيراً عن أنواع التحاليل التي غالباً ما تستخدم في معرفة اتجاه السوق أو السهم ومنها التحليل الفني والتحليل المالي والتحليل الأساسي والتي يأتي أسهلها تعليماً هو التحليلي الفني لبساطة أدواته وسهولتها وجدوى استخدامها تلك التي لا يزال كثيرون يرفضون مبدأها متأثرين بما سبق من تحاليل فنية ظهرت على السطح قبل وأثناء « الانهيار « كما يصفونه والذي بدأ في مثل هذه الأيام من العام 2006 أي قبل سبع سنين من الآن والذي لايزال في أذهان المتعاملين الذين عاصروا تلك الفترة بالإضافة إلى من دخل السوق بعدها بسبب كثرة الحديث عن الأمر لما لنتائجه الكارثية من تأثير على نفوس المتعاملين فضلاً عن أموالهم التي ذهب أكثر من 90% منها إن لم يكن أكثر ... إن التحليل الفني في تلك الأيام أظهر بشكل واضح أن تصحيحا شرسا بات قريبا وقد أشار بعض المخضرمين الاقتصاديين فضلا عن بعض المحللين الفنيين إليها إلا أن قلة قد استمعت لهم أما الفئة الكبرى فرفضت ذلك بسبب اندفاع السوق بشكل رهيب بالإضافة إلى التركيز الإعلامي على استهداف المؤشر لمناطق مرتفعة أكثر من القيم التي وصل إليها نزيد عليها بعض التحليلات الفنية المشوهة التي وافقت ذلك السيناريو ... إن سوء توقعاتهم المبالغة بها والتي لم تأت كما حصل فيما بعد أساء كثيراً إلى سمعة هذا النوع من التحليل ولا يزال بعض الزملاء المحللين الفنيين يحاولون قدر استطاعتهم وبالأدلة القاطعة إثبات جدوى هذا النوع من التحليل إلا أن قلة قليلة بدأت بالاقتناع والفئة الأكبر لاتزال تمارس نفس الخطأ الذي مارسوه قبل سنوات وهو الاعتماد الكلي على ما يقرأونه على صفحات الانترنت ومواقع التوصيات وغيرها غير آبهين بما لذلك من نتائج سيئة حيث إن من يعتد على الأكل فقط فسوف يصل لزمن لن يفكر فيه في تعلم الاصطياد ويبقى رهين تلك الصفحات . المؤشر العام افتتح المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 7062 نقطة وانطلق منها مرتفعاً في الجلسة الأولى كاسبا 24 نقطة حيث لم يتمكن أن الزخم الشرائي لم يستطع أن يتجاوز أحجام أوامر البيع المتمركزة بالقرب من مستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند 7084 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق حيث وصل إلى مناطق 7087 وأغلق عندها إلا أنه لم يستطع أن يحقق إغلاقا إيجابيا في الجلسة الثانية حيث وصل إلى مناطق 7094 نقطة والتي تعرض عندها لموجة بيع أعادته في الجلسة ذاتها ليغلق عند مستويات 7071 نقطة أي بخسارة مقدارها 16 نقطة ليكون ذلك إشارة واضحة للمتعاملين أن البائعين حاضرون بقوة عند هذه المستويات ولن تكون سوى مناطق خروج بالنسبة لهم بغض النظر عن طبيعة الخروج أكان خروجا كاملا من السوق أو جنيا للأرباح فقط وهو ما أدى إلى استمرار الهبوط في الجلسة الثالثة والرابعة إلى أن وصل إلى مستويات السبعة آلاف نقطة تحديدا حيث يتمركز حاجز نفسي جيدا دفع بالمتعاملين للدخول الشرائي ليرتفع في الجلسة الأخيرة بتسع نقاط فقط وينهي تعاملاته عند مستويات 7034 نقطة ولتكون بذلك حصيلة تداولات المؤشر خلال الجلسات الخمسة الماضية تراجع بقيمة 28 نقطة وهو ما نسبته 0.4% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية المذكورة أعلاه وبإجمالي تداولات بلغت 27.8 مليار ريال أي بتراجع طفيف عن تداولات الأسبوع ما قبل الماضي وتحديدا ب 172 مليون ريال وهو ما نسبته 0.6% فقط أي يمكننا القول إنه لا تغيير واضحا في قيم التداولات يمكن أن يشكل إشارة واضحة ... إن إغلاق المؤشر عند هذه المستويات بالقرب من مستويات المقاومة المذكورة لستة أسابيع متواصلة دون التمكن من اختراقها يعطي انطباعات متناقضة بعض الشيء حيث إن البعض متخوف من الإقدام على الشراء خشية استمرار فشل المؤشر في الاختراق خصوصا وأن مقاومتين من النوع الشرس تنتظر المؤشر في طريقه الصاعد أولها 7084 نقطة المتمثلة كما قلنا أعلاه بحاجز فيبوناتشي وثانيها يتمثل بسقف المسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ ما يقارب الثمانية أشهر ونصف عند مناطق 7179 نقطة والتي إن تم اختراقها فسوف تفتح الباب أمام المؤشر العام للصعود إلى مستويات المقاومة التالية عند الثمانية آلاف نقطة ... أما البعض الآخر فيضع احتمالية استخدام كبار المستثمرين أسلوب الضغط على صغار المتعاملين ودفعهم للملل وذلك لبيع أسهمهم عند هذه المستويات أو دونها تمهيدا للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الأسهم عند أدنى مستوى ممكن وهؤلاء لايفضلون البيع بل الاحتفاظ بالأسهم حتى لو تراجعت الأسعار أكثر من ذلك وغالبا ما يكون بعض هؤلاء من المتعاملين الذين يستخدمون النموذج الاستثماري في التداول . قطاع شركات الاستثمار المتعدد انخفضت قيم تداولات قطاع شركات الاستثمار المتعدد خلال تداولات الأسبوع الماضي بما نسبته 25% عما كانت عليه في الأسبوع ما قبل الماضي حيث جاءت تداولات الأخير عند مستويات 644 مليون ريال بعد أن كانت فيما سبقه 869 مليون ريال أي بفارق 224 مليون ريال تراجع مؤشر القطاع من خلالها بما قيمته 56 نقطة وهو ما نسبته 1.49% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مستويات 3794 نقطة حيث ارتفع في الجلسة الأولى 51 نقطة إلى أن وصل إلى مستويات 3908 التي تعرض عندها لموجة بيع كونها على بعد 21 نقطة فقط من مناطق المقاومة الأولى للمؤشر عند مستويات 3929 نقطة والمتمثلة بقمة الموجة الصاعدة الأخيرة والتي فشل في تجاوزها فدفعته للتراجع إلى مستويات 2677 نقطة والتي أصبحت هي الأخرى دعما جيدا عندما حدث تدخل شرائي كبير كبح هبوط المؤشر ودفعه لأعلى في موجة صاعدة أخرى تستهدف مبدئيا مناطق المقاومة المذكورة والتي اختبر المؤشر مناطقها في الأسبوع الماضي إلا أن موجة البيع المذكورة دفعته للتراجع والبدء في مسلسل هبوطه المتتالي والإغلاقات السلبية كذلك في الجلسات الأربعة اللاحقة إلى أن وصل إلى مستويات إغلاقه الأخيرة عند مناطق 3737 نقطة والتي تعتبر فوق حاجز دعم جيد يقع عند مستويات 3612 نقطة والمتمثل بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق وبين المقاومة المذكورة لذا فإن الشراء والبيع في شركات هذا القطاع بناء على مؤشره يعتبر خاطئا بعض الشيء حيث إن الوجهة القادمة ليست بالواضحة تماما وعليه فإن الابتعاد والبحث عن فرص في قطاعات أخرى يعتبر خياراً صائباً إلى حد ما . قطاع التشييد والبناء لا يزال مؤشر قطاع التشييد والبناء يسير في مسار جانبي ضيق منذ فترة طويلة وقد ظهرت في الآونة الأخيرة أسئلة كثيرة حول هذا التذبذب المرهق للمتعاملين حيث إن نطاق الصعود والهبوط في مؤشر القطاع بات ضيقاً بعض الشيء حيث لو نظرنا لتداولات مؤشر القطاع خلال الأسبوع الماضي لوجدنا أن الفارق بين أعلى وأدنى قيمة حققها المؤشر في خمس جلسات كان عند 42 نقطة فقط لذا نجد أن المؤشر ارتفع في الجلسة الأولى 10 نقاط وفي الثانية 4 نقاط ومن ثم تراجع في الثالثة نقطتين وفي الرابعة 9 نقاط والخامسة والأخيرة ثمانية نقاط لتكون حصيلة التعاملات الأسبوعية هي تراجعات بقيمة 5 نقاط فقط وهو ما نسبته 0.1% فقط ، وترافق ذلك مع تداولات أسبوعية بلغت قيمتها 532 مليون ريال وذلك بانخفاض بلغت قيمته 57 مليون ريال عما كانت عليه في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 590 مليون ريال لتكون نسبة الانخفاض 9.7% من قيم تداولات الأسبوع الأقدم وهذا يدل على أن المتعاملين بكلا نوعيهم المشترين والبائعين يتحفظون على اتخاذ قرارات جديدة حيث إن المشتري قلق حيال التورط في أسهم بقطاع مؤشره لم يتحرك منذ فترة طويلة ولم يتفاعل مع تحركات السوق بشكل عام وحملة الأسهم متخوفين من البيع عند هذه المستويات لوجود احتمالية انطلاق القطاع في أي لحظة فضلا عن وجود الأسعار عند مستويات متدنية بعض الشيء نسبة لأسعار شرائهم وليست نسبة للقيمة الحقيقية للأسهم وهذا ما يجعل من تحركات المؤشر بطيئة وضيقة وحذرة تحمل بين طياتها تحركا سريعا ليس من الواضح اتجاهه فضلا عن توقيته . [email protected]