لم يتوقع البعض أن المؤشر العام سوف يتراجع خلال الأسبوع الماضي وبعد ما حصل ذلك بدأت رحلة البحث عن أسباب هذا التراجع وقد يمضون الكثير من الوقت بحثا هنا وهناك وقد لا يجدون الحقيقة وكل بحسب علمه و خبرته ولكن الغالبية من المتعاملين يضيعون بين غياهب الاحتمالات وهو من الناحية النظرية جيد حيث ان الأمر يفتح الأفق لدى المتعامل ولكن على أرض الواقع قد يدفعه ذلك لمنطقة الحيرة في اتخاذ القرار في وقت تكون فيه بعض الأسهم في أفضل أماكن الشراء ... المحللون بشكل عام يقدمون إن استطاعوا الأسباب التي أدت إلى التراجع أو الارتفاع وكل منهم حسب تخصصه ولكن المتعامل بعد الكثير من القراءات تصبح الرؤية لديه ضبابية جدا لذا فإن الأسهل إليه عدم العودة للوراء بل النظر إلى الوقت الراهن والأسعار الحالية وقربها وبعدها من مناطق الدعم والمقاومة واتجاهها القادم على المدى القصير والمتوسط الأجل . المؤشر العام منذ افتتاحه في بداية تداولات الأسبوع الماضي عند مستويات 6219 نقطة بدأ المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بالتراجع بشكل منتظم تقريبا سوى جلسة واحدة من أصل خمس كاسرا مستويات الدعم الأول له حينها والواقع عند مستويات 6192 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والقريبة أيضا من مستويات الضلع العلوي للمسار الجانبي الذي كان يسير به طيلة الثلاثة أشهر الماضية وبكسره لتلك المناطق أعطت إشارة سيئة للمتعاملين الذين بدأوا بالخوف من العودة مجددا إلى مستويات الحيرة السابقة والتذبذب المزعج فأقدم البعض على بيع ما لديه مما رفع كفة العرض عن الطلب الأمر الذي يؤدي إلى تراجع قد شهدناه في الجلسات الثلاث الأخيرة حيث استمر المؤشر في التراجع إلى أن وصل مستويات 6067 نقطة قبل أن يرتد في آخر التداولات ارتدادا خجولا لتسع عشرة نقطة فقط ويغلق أسبوعه عند مناطق 6086 نقطة وترافق ذلك مع انخفاض بسيط في قيم التداول حيث وصلت في الأسبوع الأخير إلى مستويات 24.3 مليار ريال بانخفاض قدره 2.5 بالمائة قيمتها 628 مليونا فقط ليكون بذلك قد خسر 133 نقطة ما نسبتها 2.1 بالمائة وهو أمر يجب الانتباه له جيدا حيث ان استمرار الضغط قد يؤدي إلى هبوط المؤشر إلى مستويات الدعم الأول له حاليا عند 6009 نقاط والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه يليها مستويات الدعم الأقوى حاليا وهو عند مستويات 5825 نقطة والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة أيضا لذا يجب التركيز على سلوك المؤشر عند وصوله إلى مستويات الدعم فلو كان ارتداده خجولا فهذا ينبئ بكسره سريعا أما إن كان قويا فيعني أن الكثير من المشترين يتمركزون عند هذه المستويات. قطاع المصارف بعد أن فشل مؤشر قطاع المصارف في الثبات فوق حاجز الدعم حينها (المقاومة حاليا) والواقع عند مستويات 14594 نقطة والمتمثل بحاجز 61.8 بالمائة عاد المؤشر ليغلق دون المستوى المذكور الذي كان كفيلا بتشكيل رؤية جديدة لكثير من المتعاملين توحي بالعودة للضغط العام الذي يؤدي إلى تراجعات قوية وهذا ما دفعهم لكفة البيع أكثر ما أدى لهبوط مؤشر القطاع في أربع جلسات كانت كافية لتحقيق هبوط مقداره 304 نقاط وهو ما نسبته 2.1 بالمائة من قيمة افتتاح المؤشر الأسبوعية عند 14494 نقطة حيث استمر في الهبوط إلى أن وصل إلى مناطق 14107 نقاط والقريبة من الدعم الرئيسي الأول حاليا عند مستويات 14083 والمتمثل بحاجز 76.4 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والتي تعتبر الحاجز الأخير قبل الوصول إلى القاع الأخير عند مستويات 13256 نقطة حيث ارتد لما يقارب 80 نقطة ويغلق أسبوعه عند مستويات 14190 نقطة بحجم تداولات وصلت إلى مستويات 768 مليون ريال بارتفاع قدره 25 بالمائة عن احجام تداولات الأسبوع الذي سبقه وهنا تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع قيم التداولات يؤكد في كثير من الحالات على صحة التوجه وبنسب متفاوتة فقد يكون بتداولات حقيقية أو يكون مفتعلا بنقل بعض الأسهم من محفظة استثمارية إلى أخرى بدافع الحصول على أحجام تداول تغري البعض للدخول وهنا يمكننا القول ان ما يجب على المتعامل فعله هو التأكد من قراره الاستثماري بالشركة بعيدا عن أحجام التداولات وما إلى ذلك بل يعتمد قراره على القوة المالية للشركة وعلى أرباحها ومنتجاتها ومن ثم يحدد من خلال دراسته السعر الحقيقي للسهم فإن حصل عليه عند هذه الأسعار فجيد وإن حصل عليه دون ذلك فيكون أفضل ولكن لا يدفعنا السوق وسلوكه لاتخاذ أي قرار علما بأن مراقبة السلوك في بعض الأحيان يكون ضروريا ولكن يجب ألا يكون دافعا يبعدنا عن الاستراتيجية التي نتبعها في التداول بأي شكل من الأشكال . قطاع البتروكيماويات تراجع مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية خلال تداولات الأسبوع الماضي بما مقداره مائتان وواحد وتسعون نقطة جاءت نسبتها 4.6 بالمائة من قيمة افتتاحه الأسبوعي الذي كان عند مستويات 6308 والتي كانت نقطة البداية لهبوط شبه مستمر طيلة فترات التداول كان أشدها الجلسة الثالثة والرابعة والتي كسر بهم مستويات الدعم حينها والواقع على مناطق 6104 نقاط والمتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والتي دفعته إلى الهبوط أيضا إلى مستويات ال 6002 نقطة التي توقف بالقرب منها عند مستويات 6016 مشعلة الضوء الأحمر أمام المتعاملين حيث أن الإغلاق الحالي أقرب ما يمكن لدفع المتعاملين للبيع الأمر الذي يدفع بدوره الأسعار إلى الهبوط وبالتالي هبوط المؤشر إلى مستويات الدعم الرئيسي الحالي عند مناطق 5864 نقطة والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه وإلى أن يصل إلى تلك المناطق لا أعتقد أن الدخول بناء على المؤشر هو تصرف صائب بل يجب أن يتوافق الدخول عندما يكون سعر السهم مناسبا للشراء ويكون مؤشر القطاع عند مستويات دعم جيدة فتكون الفرصة الأمثل لشراء صحيح .و بشكل عام فمؤشر القطاع لا يزال في مسار جانبي متذبذب وسيبقى كذلك إلى أن يكسر الدعم الرئيسي المذكور أعلاه عند 5864 أو باختراق المقاومة الرئيسية الواقعة على 6370 نقطة وإن أراد أحد المتعاملين الشراء فالأفضل عندما يصل المؤشر مستويات الدعم الحالي وأسعار الأسهم عند المستويات التي تم تحديدها بناء على التحليل المالي. قطاع الاتصالات دخل مؤشر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات حالة من التذبذب العرضي الضيق منذ بداية الشهر الحالي فهو لم يتجاوز في حدوده الدنيا مستويات الدعم الرئيسي الأول والواقع عند مستويات 1623 نقطة ولم يتجاوز في العليا 1654 وهي عبارة عن 31 نقطة فقط لا غير وهو ما نسبته 1.8 بالمائة فقط وهو أمر يدفع الكثيرين للقلق مما هو قادم حيث أنه كلما ضاقت التداولات كان الانزلاق السعري أشرس وهذا ما نلاحظه هنا حيث أن مؤشر القطاع خسر خلال تداولات الأسبوع الماضي نقطتين فقط بينما وصلت قيم التداول إلى 1.3 مليار ريال بزيادة وقدرها 424 مليونا عن الأسبوع الذي سبقه بنسبة ارتفاع وصلت 44 بالمائة وهي نسبة ليست بالبسيطة على الإطلاق وهذا يدفعنا للتوقع أن صمود الدعم الحالي عند 1623 نقطة سوف يكون قاعدة لموجة صاعدة خلال الفترة القادمة أما كسره فسوف يفتح الباب للوصول إلى مستويات الدعم الثاني حاليا عند مناطق 1580 والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي وهنا تجدر الإشارة إلى أن عدد شركات القطاع لا تتجاوز الخمس شركات لذا فمن السهل دراستها والبحث عن أفضلها وتحديدها ومن ثم التركيز على السعر الحقيقي للسهم ومراقبته أثناء التداول فعندما يصل إلى المستويات المطلوبة ويكون المؤشر العام للقطاع عند مستويات قريبة من الدعم فيكون بذلك شراء جيد واستثماري وآمن إلى حد كبير إضافة إلى أنه من الأفضل استخدام آلية تداول معينة مثل عدم الدخول بكامل السيولة وتوفير بعضها للطوارئ . [email protected]