اطلعت على دراسة أجراها معهد «شينق شانق شونق» الصيني عن مدى تعلق الصينيبن بوجبة «الجريش» وهي وجبة سعودية تقليدية، أجريت الدراسة على 50 مليون صيني، صينيٌ ينطح صينياً، وخلصت الدراسة على إدمان 99% منهم لهذه الوجبة، واستغلت شركة اندونيسية لإنتاج الأطعمة تدعى «تونق بانق بينق» نتائج هذه الدراسة وذلك بتعبئة «الجريش» في علب حافظة بالتعاون مع بعض اندونيسيات عملن في السعودية وأتقن طهي الجريش! تبدو القصة غريبة ومن حقك أن تختار ما بين تصديقها أو الذهاب لمقال آخر بعد الدعاء لكاتب هذه السطور بثبات العقل أو أن تسأله عن مصدر هذا الهراء وهذا أفضل الخيارات! وأختصر عليك الأمر بأن المصدر وجدته في صفحة اختفت وللأسف من الإنترنت وسبب كتابتي عن هذه الدراسة نابع من «حبي الشديد» للجريش ومن البديهي أن «أروج» له! وقبل تقديم شكوى مستحقة لرئيس التحرير عن هذا العبث الصحفي، دعني أطلعك على دراسة أخرى، فإن صدقتها فمن الأولى أن تصدق قصتي، فقد استشهدت الدكتورة الداعية والأكاديمية السعودية نوال العيد في دراسة نشرتها الزميلة «الحياة» باستفتاء للفتيات الفرنسيات من جميع الأعمار والمستويات الثقافية، شمل 2.5 مليون فتاة، عن رأيهن في الزواج من سردْتُ هاتين القصتين لأُبيِّن أن قصة الجريش المفبركة مهما بلغت من سطحية وسذاجة يظل تأثيرها محدود، فلا ضرر منها ولا ضِرار ،بعكس قصة الفرنسيّات التي فيها تجَنٍ على المجتمعات الغربية -المتفوقة علينا في أغلب مناحي الحياة- فقط لإيجاد مبررات كافية لتعزيز فكرة التفوق الوهمي لمجتمعنا على المجتمعات الأخرى . العرب، وكانت إجابة 90% منهن: نعم! وأخرج عن الموضوع لأعبّر عن سروي البالغ لهذه النتيجة المفرحة التي رفعت من معنويات الذكور العرب ولن تكون مفاجأة لو قررنا أن تكون إجازاتنا القادمة في العاصمة الفرنسية لمساعدة الفرنسيّات في إطفاء لهيب شوقهن ورغباتهن ولا أشك في تمنّي الكثير منا لو كانت بريجيت باردو في عز شبابها لتكتمل الفرحة! من حق الدكتورة والداعية نوال العيد اتخاذ موقف يناسب قناعاتها وأنصحها قبل الخروج علينا بدراسة ثانية أن تنتقي استفتاءًا به عدد مقبول من المستفتيات، فاثنين مليون ونصف عدد كبير جداً «وما ينبلع» يا دكتورة! أيضاً من حقها أن ترسّخ العداء للغربيين والتشكيك فيما يصدر عنهم وحبذا لو جاءت بمصادر وأبحاث يصدقها العاقلون لا العاطفيون السذّج إلا إذا كان هذا جمهورها المفضل والوحيد وهذا ما أظن! سردت هاتين القصتين لأبيّن أن قصة الجريش المفبركة مهما بلغت من سطحية وسذاجة يظل تأثيرها محدود فلا ضرر منها ولا ضرار بعكس قصة الفرنسيّات التي فيها تجن على المجتمعات الغربية -المتفوقة علينا في أغلب مناحي الحياة- فقط لإيجاد مبررات كافية لتعزيز فكرة التفوق الوهمي لمجتمعنا على المجتمعات الأخرى، والخطورة في الأمر بأننا أخرجنا من خلال هذه الدراسات أجيالاً علقت أفكارهم في مستنقعات رومانسية خيالية والله وحده أعلم إن كان من الممكن سحبهم منها! وأختم بما بدأت به، وأنصح بتذوق الجريش فطعمه لا يضاهيه طعم أي شيء آخر وربما استثني النساء الفرنسيّات اللاتي جاء ذكرهن في الدراسة دون الأخذ بنتائجها! @nabeelalmojil