من على بعد مسافات الوصال ومن بين زوايا الأمل المرتقب ومن كوة الأمس القريب تتقافز أطياف الذكرى العاطرة لتخترق حُجُب الصَّمت وتفتضّ ساعات الانتظار وتتشرنق اللحظة المؤجلة عمراً بين أنامل طيفك تدغدغ لذة الأنس وتمتاح أسياج الانتشاء ليطيب الحلم ويتعطر الحدو لراحلة الغد المنسابة اشتياقاً من حاضر الفعل وماضي الحدث وتختزل كل صور الزمن في صورة صباحٍ واحدة يشقّ ضياؤه دُجْن الشتات وتلملم نسماته أشذاء فضاءات وجودنا اللا محدودة وتستشعر كمالات الوجد في أرقى نماذجها حينما وكأنها قُدَّت من قلب أمِّ موسى وجلاً ومن صبر أيوب أملاً ومن نار الخليل طُمأنينةً بفرج اللحظة وانعتاق الوجع من قبضة الحيرة وسطوة التفجُّع وأغلال الاصطبار. يخطها الفكر وينسجها شهيق الروح وزفير النفس ونبض الفؤاد لتتكامل القصة بشتى أحداثها المتداخلة المواقف والمتباينة الاتجاهات وتتعدد شخوصها في فردين اثنين كلٌ منهما قبيلة ٌمن أفراد ذوي العشق وأولي التَّيه وجماعات الهُيام التي غاصت في عمق أعماق الحدث لتتفنن في ديناميكية الحبكة وانصهار ذروتها في بوتقة الآنية وفاعلية الذوبان لتنتقل معا الى مرحلتي الاندماج الوقتي والاتحاد الحيزي وتجابه الآخرين في صورة فردٍ واحد يبكي ويضحك يحزن ويسعد يحلم ويتوجع ويصوغ من سعادته ووجعه أنشودة اللُّقيا ولحن الانتظار لتتناغم موسيقى الشوق في انتظار الروح وانتظار القلب وانتظار الجسد الذي تحول لجذوة وجد تتوقد اشتياقاً وتصطلي انتظاراً وتضطرم ولهاً وكأنها قُدَّت من قلب أمِّ موسى وجلاً ومن صبر أيوب أملاً ومن نار الخليل طُمأنينة بفرج اللحظة وانعتاق الوجع من قبضة الحيرة وسطوة التفجُّع وأغلال الاصطبار وتنطلق لسماوات اللاشعور وتجتاح آفاق العمر ومدار الزمن في كون الحب ِّ وعوالم التوق ودنيا الانتظار.. الانتظار الذي صغناهُ من ساعة انبجاس الحسِّ في لحظة توجُّس من تماديه يوماً وتمدده في كامل الجسد وفي جميع أشلاء البدن وجزيئيَّات الفؤاد لنعلن معا اننا ننتظر وفي حالة تأهب مستمر لرحلة البدء في انتظار الانتظار المنتظر وانطلاقاتنا في فضاءات سموه وأفلاك مداراته وأجرام حيثياته نتخطى النجم اذا هوى ونقتبس من هالات البدر اذا اكتمل ونقتاتُ من أشعة الشمس حينما تتوهجُ جمالاً في سماء القُرب وفي دنيا الوصال علنا استطعنا ان نجد ما افتقدناهُ سنوات نأينا وشتات عمرنا ودنيا استفرادنا بحلم الذكرى وطيف اللقيا وعناق البهاء اذا انتشر عبق استشعاره في عروق اللذّة وشريان البهجة وسارت شذراته في جسد الانتشاء ،،،