كثيرة هي المشاريع التي تستحق التقدير ولله الحمد في بلادي، ومهمة الأقلام والألسنة أن تقول للمحسن أحسنت ونحن معك وسدد الله الهمم والجهود، كما تسارع للقول للمسيء أسأت وراجع مسيرتك هداك الله. مما يحق لنا الفخر به مشروع إذاعة القرآن الكريم التي انطلق بثها عام 1392 للهجرة ولا زالت تواصل تألقها وعطاءها بكل تميز واقتدار. فميزة هذه الإذاعة الكبرى من وجهة نظري ثراء المادة التي تقدمها واستخدامها للأساليب الإعلامية الحديثة في التقديم الإذاعي، فلم تكتف إذاعة القرآن الكريم بمجرد بث تلاوات القرآن الكريم، ولم تقدم برامجها على نمط المسلسلات الدينية وبعض البرامج الدينية القديمة التي انفصلت عن الواقع وشوّهت اللغة العربية في عقول أبنائها، كما أنها لم تختر لبرامجها عناوين أثرية تقليدية لا تعرف من الشريعة إلا الضوابط والقيود. كم سمعنا شكر إخواننا عندما نزور بلادهم لهذا السفير المشرف والذي يقوم بما لا يقوم به بعض سفرائنا في الخارج، وترسيخ المكانة التي تليق ببلاد الحرمين وقبلة العالم الإسلامي في قلب كل مسلم. فمن برنامج الصباح الرائع (بك أصبحنا) الذي يلامس أسماع المستمعين وعقولهم وقلوبهم كل صباح، وهم متوجهون إلى أعمالهم، والذي تعرف نجاحه من حجم التفاعل الكبير معه، إلى (بيوت مطمئنة) الذي يناقش بأساليب مميزة المشاكل الأسرية ويحرص على انتقاء مواضيعه وضيوفه مع الاستماع إلى هموم الناس ومشاكلها، إلى (سؤال على الهاتف) الذي يربط بين علمائنا المميزين والناس بأسلوب مباشر وبسعة صدر على جميع الأسئلة التي تطرح، والميزة في برامج الإفتاء في هذه الإذاعة إن أسئلة المستمعين لا تأتي من بلادنا فقط، بل تسمع أسئلة إخواننا في العراق ومصر والجزائر وأفريقيا بل وحتى أوروبا. وكم سمعنا شكر إخواننا عندما نزور بلادهم لهذا السفير المشرف والذي يقوم بما لا يقوم به بعض سفرائنا في الخارج، وترسيخ المكانة التي تليق ببلاد الحرمين وقبلة العالم الإسلامي في قلب كل مسلم. أشكر وزارة الثقافة والإعلام على دعمها لهذا المشروع الرائد، الذي هو صدقة جارية وعلم ينتفع به، وأتمنى المحافظة عليه والمفاخرة به، وتقديم تجربته الفذة التي استفادت منها إذاعات دول أخرى في كل ملتقى ومؤتمر إعلامي، فهو مشروع جمع بين الأصالة والمعاصرة، وقدم للعالم أنموذجاً دعوياً مميزاً بأساليب حيّة وعصرية، وهذا نجاح لإذاعة القرآن والإذاعة السعودية ووزارة الثقافة والإعلام. وأقولها بكل صدق: عندما أقلب مؤشر المذياع بين محطات الإف ام لا أملك إلا أن أقول: شكراً إذاعة القرآن الكريم! فقد شرفتمونا وأفدتمونا! shlash2020@twitter