أسماء كبيرة ومن شتى المجالات كانت تلك التي بنت هذا الكيان طوبة طوبة ولبنة لبنة «المملكة العربية السعودية»، ففي الوقت الذي أنهى فيه القائد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود خير مهمة .. وهي تأسيس المملكة، كان هناك رجال عظام في كل شيء وكان هناك موهوبون في البناء العمراني والثقافي والتعليمي وفي مجالات الطب والفنون .. وفي الدين الذي هو أساس عماد هذا البلد، ففي هذا الجانب برز الكثير من علماء الدين ومن شعب هذا الاختصاص كان المقرئون «مقرئو كتاب الله الكريم» الذين كانت إبداعاتهم في القراءة في صواوين عامة وخاصة إلى أن جاء عهد التسجيلات في الإذاعة ثم التلفزيون وتربت أسماع وأطياف المملكة المختلفة على مقرئين للقرآن كبار خلال الستين عاما الماضية مثل المصريين محمد رفعت وعبدالباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري وغيرهم. ثم جاءت تلك الأسماء الكبيرة لدينا في قراءة القرآن الكريم والتقت آذان الناس بالكبار منهم مثل عباس مقادمي إلى عبدالله خياط ثم كرت السبحة أجيالا فأجيالا. وفي صفحتنا هذا الأسبوع بحث عن شخصية هذا الرجل الذي اهتم به رجال الإرهاصات الأولى لأعلام المملكة مثل عبدالقدوس الأنصاري وغيره، اسمه الكامل عباس محمد عباس عبدالله حسين علي مقادمي قريويش الذويدي الثبيتي العتيبي، وكانت شهرته عباس مقادمي .. ولكن بداية دعني عزيزي القارىء أؤكد على أن البحث في هذه الشخصية تطلب الكثير من الجهد والمتابعة إذ وقف كثيرون معي في هذه المهمة منهم ابنه المستشار هاني مقادمي والمستشار مصطفى صبري الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة سابقا والزميل خالد الحسيني وغيرهم.. إلى جانب الكثير من المطبوعات التي دلتنا على أهمية الرجل وتأريخه الكبير لاسيما أنه أول من تلا القرآن الكريم في إذاعة جبل هندي وأول من تلاه في إذعةالقرآن الخاصة ب «أرامكو» . ظهر كقارئ متميز في وقت لم يكن لوسائل الإعلام تأثير كبير. وللقراءة الحجازية صدى خاص لدى محبي القرآن الكريم في مشارق الأرض ومغاربها، لما تتميز به من أسلوب فريد، يختلف عن تلاوات أخرى كتلك التي تميز قراء أرض الكنانة.. وحينما نتحدث عن القراءة الحجازية لابد أن يقفز إلى الأذهان اسم الشيخ «عباس مقادمي» باعتباره أحد الرواد الذين قضوا حياتهم حاملين لآيات الذكر الحكيم في كل مراحل حياته. وعائلة المقادمي التي ينتسب اليها ضيفنا ليس لها علاقة بعائلة أخرى من مكة تحمل نفس الاسم وهي «السليماني المقادمي» ويجمع بين العائلتين مهنة بيع «المقادم». ضيفنا يصل نسبه إلى بني سعد، ولد عام 1342 هجرية / 1921م، في مكةالمكرمة، كان كأي طفل صغير يشع مرحا وبسمة، لكنه أصيب في سن الثالثة من عمره بمرض الجدري في وجهه، وقتها لم يكن هناك إمكانات طبية للتعامل السريع مع هذا المرض، مما تسبب في فقدانه البصر وهو طفل لم يتجاوز الثالثة. في حي سوق الليل بمكةالمكرمة تعايش مع واقعه الجديد في كنف والده الذي أراد أن يعوض ابنه نور البصر بنور الذكر الحكيم، فعهد به إلى عدد من الشيوخ البارزين في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وكان على رأسهم شيخ القراء الشيخ أحمد عبدالله حجازي والشيخ، أحمد بن حامد بن عبدالرزاق التيجي الريدي، لقب المقادمي بشيخ القراء بمكةالمكرمة في وقته كما لقب بشيخ قراء الحجاز وذلك لعلمه الواسع والعظيم بقراءات القرآن الكريم وعلومه المختلفة وللعدد الكبير من العلماء والقراء المشهورين بمكةالمكرمة والمدينة المنورة والشام واليمن ومصر الذين أخذوا عنه القراءات وأجازهم في ذلك الوقت. كان يعرف بين الناس والعلماء بتلمذته على أيدي شيوخ قراء كبار مثل الشيخ التيجي. والشيخ محمد سعيد بشناق مدرس في مدرسة تحفيظ القرآن في زقاق الصواغ، والشيخ عبدالرؤوف مرعي شيخ المقرئين في مصر ومدرس في تحفيظ القرآن الكريم، والشيخ سعد عون، والشيخ جعفر جميل البرمكي، والشيخ محمد حسين عبيد والشيخ زيني عبدالله باريان مدرس في التحفيظ والشيخ عبدالصمد جمبي المدرس في تحفيظ القرآن الكريم والشيخ سراج قاروت والشيخ عمر الأربعين في القراءات، وفي الفقه والحديث علوي عباس مالكي في الحرم المكي، وكل المشايخ الذين ساهموا في تكوين هذه الشخصية القرآنية الفذة. عائليا ومقادمي له شقيق واحد من الوالد والوالدة «حسين» رحمه الله وله أخ واحد من ناحية الوالد «حمزة» والذي كان يشغل مدير عام مستودعات مدارس الثغر النموذجية في جدةوالطائف، أما من إخوته في الرضاعة فلك أن تعد دون أن تتوقف ومنهم أستاذنا الشاعر إبراهيم خفاجي والفنان الراحل علي صائغ وحامد بغدادي «رجل المبشور في جدة» وأحمد عدس «ابن عمته وأخوه في الرضاعة»، كذلك إخوته من والدته أشهر تجار الأسماك في مكةالمكرمة بيت البرنية محمد وحسين برنية رحمهما الله وعبدالرحمن الذي لازال تاجر الأسماك في مكةالمكرمة حتى الآن ومنذ 60 عاما، وشيخ الطباخين وابن زوجة أبيه عبدالمعين فياضة، وأبناء عمه وإخوته في الرضاعة الدكتور جميل عبدالله عباس مقادمي الملحق الثقافي السعودي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن، وعبدالعزيز عبدالله عباس مقادمي المستشار المالي في مصلحة المياه والمجاري، وخالد عبدالله عباس مقادمي كبير قسم خدمة العملاء في الخطوط السعودية، المقادمي له من الأبناء ستة المستشار هاني والمهندس نزار وأربع بنات. وهاني ابنه الاكبر كان قد اختار اسم عباس لاول ابنائه تيمنا بالجد المقرئ. كما أن حسن علي عباس مقادمي مدير عام التحصيل في بترولوب سابقا يكون ابن عمه. ساهمت شخصية الصبي «عباس» المحبة للقرآن، فضلا عن سرعة البديهة والاستيعاب في أن يتخطى حاجز الإعاقة البصرية، فحفظ القرآن الكريم كاملا في سن صغيرة، كان رحمه الله متخلقا بآداب التلاوة وأخلاق القرآن، عالما بالتجويد وعلوم القراءات، شهد له شيوخه بالتفوق على أقرانه المبصرين. وحصل على المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم بمكةالمكرمة وشهادة شكر من الشيخ محمد علي زينل صاحب مدارس الفلاح في المملكة والهند وحصل على عدة إجازات وشهادات من مشايخ الوطن العربي تؤكد أنه أفضل قارئ للقرآن من الحجاز ورائد القراءة الحجازية، كان يقرأ في الحرم المكي الشريف عند بئر زمزم وعند باب بني شيبة وعمل مدرسا في مدارس الفلاح بمكة والفلاح بجدة والفلاح بالهند. روى العديد من أصدقائه، ومنهم الشيخ إسحاق أبو الحسن البشاوري والشيخ زكي داغستاني والشيخ محمد جمبي أنه اتصف دوما بالكرم، على الرغم من أنه قاسى في صباه مرارة العيش مع فقدان البصر لكي يكسب عيشه بكسب يده. كان -رحمه الله- محبوبا من الجميع، يحب الخير للآخرين، أما مدرسته في قراءة القرآن الكريم فجذبت إليه آلاف المحبين، لاسيما أنه كان يجيد القراءات كلها، وتميزت تلاوته بالقراءة الحجازية التي تميز أهل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، فاستطاع أن يبرز ويرسخ أقدامه في وقت لم يكن لوسائل الإعلام تأثير كبير وواضح كما الحال في هذا العصر. وحينما أرادت إذاعة القرآن والتليفزيون السعوديين التسجيل مع الشيخ عباس مقادمي وهو يتلو القرآن الكريم صوتا وصورة، رفض ذلك بشدة مخافة أن يكون في ذلك محظور شرعي، وأصرعليه شيخه محمد سعيد بشناق للتسجيل في الإذاعة لكنه عدل عن رأيه حينما استيقن جواز الأمر، فوافق على التسجيل لاسيما بعد أن أقنعه القائمون على الأمر بأنه سينقل تلاوته إلى أجيال وأجيال نحو مئات السنين. بعدها وافق أيضا على التسجيل لإذاعة «أرامكو» فكان أول قارئ فيها. وفي 12/ 5/1373ه / 1953 بعدها ذهب إلى الهند في مهمة تدريس، فكان رحمة الله أول قارئ سعودي يتردد صوته بالتنزيل الحكيم في الإذاعة الهندية، ومكث في الهند أربعة أعوام يعلم القرآن الكريم ويصدح بآياته آناء الليل وأطراف النهار دون أن يرده عن ذلك وهن ولا يمنعه فقدان بصر، على الرغم من المكانة الواسعة التي اكتسبها الشيخ عباس مقادمي، وعلى الرغم من أنه عهد إليه بافتتاح جميع المناسبات المحلية والدولية التي تقام في مكةالمكرمة بما تيسر له من آيات الذكر الحكيم، إلا أنه لم ينشغل بذلك عن آخرته، فلم يكن حريصا على الدنيا حرصه على الآخرة، لذا خصص لنفسه وردا من القرآن الكريم وجلسات الذكر اليومية، كما كان حريصا على زيارة المقابر للموعظة والتذكير، ومما يؤثر عنه أنه كان يدعو لهؤلاء الموتى بأسمائهم، موقنا بأنه سيكون معهم في يوم من الأيام، وقد توفي رحمه الله عن 69 عاما في محل صديقه الشيخ إسحاق أبو الحسن البشاوري للنظارات في مكة بتاريخ 27/7/1411ه. قرأ الشيخ عباس مقادمي القرآن الكريم في الحرم المكي بحضور شيخ القراء الشيخ أحمد حجازي وقراء الحجاز والشيخ عبدالباسط عبدالصمد الذي أعرب عن انبهاره بالأداء المتميز للشيخ المقادمي، مؤكدا أنه استطاع أن يتنقل بأسلوبه تنقلات تصعب على غيره، ووصفه بأنه أستاذ التلاوة الحجازية. كتبت عنه الصحف المحلية والدولية والمجلات ووصفته تلكم الصحف بأنه رائد القراءات الحجازية، رحمه الله.. وأيضا كتب عنه في كتاب «العناية بالقرآن في القرن الثالث عشر» . وفي مجلته «المنهل» قال عبدالقدوس الأنصاري في ربيع الأول 1371ه ديسمبر 1951 ما يلي: أحسنت إدارة الإذاعة السعودية في اختيار الشاب الشيخ عباس مقادمي، ضمن قراء القرآن المجيد، من محطة الإذاعة. لما جمع الله له من جودة القراءة، وحسن الصوت، وجمال النغمة وتأثير التلاوة. فسجلت له جميع سور القرآن، تخليدا لهذه القراءة الممتازة، ولهذه النغمة المتميزة الأصيلة التي قد تكون لها صلة بتلاوة ابن مسعود رضي الله عنه ذلك الصحابي الأشعري اليماني الذي قال له الرسول عليه السلام بعد أن استمع طويلا إلى تلاوته وهو لا يراه: «لقد أوتيت مزمارا من مزامير داوود». ويقول الكاتب الإعلامي خالد الحسيني: على مدى سنوات طويلة بدءا من السبعينات الهجرية استطاعت الإذاعة «إذاعة جدة تحديدا» أن تقدم العديد من البرامج «المتقنة» والتي بقيت ذكراها لليوم ومن ذلك اختيارها للعديد من «الأصوات» لقراءة القرآن الكريم وربما كان «تفر» الإذاعة في تلك الفترة ساهم في جذب الناس لمتابعتها إلى جانب حسن الاختيار للقراء والمحدثين. قراء غادروا الدنيا ولازالت أصواتهم سواء في التسجيلات الخاصة أو عبر «النت» اليوم صوتا وصورة رغم مرور نصف قرن بل وأكثر على بداياتهم. أذكر المشايخ في تلاوة القرآن الكريم في الفترة الصباحية أو يوم الجمعة زكي داغستاني، سراج قاروت، زيني بويان، جميل آشي، جعفر شيخ، عباس مقادمي، من إذاعة جبل هندي قبل نصف قرن وكلهم رحلوا على مدى السنوات الماضية وكان آخرهم السيد جعفر شيخ يرحمهم الله جميعا. وتحديدا يوم الجمعة وقبل دخول وقت الصلاة يلتقي الناس في تلك الفترة مع صوت الشيخ سعيد محمد نور يرحمه الله وهو من «السودان الشقيق» يقرأ سورة مريم، «كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا». ويقول الزميل الإعلامي وابن مكةالمكرمة هاني اللحياني إن المقادمي ابن سوق الليل في مكةالمكرمة يعتبر واحدا من أشهر المقرئين الذين كانت تلاواتهم تبثها إذاعة القرآن الكريم. وفقد بصره وهو في سن الثالثة من العمر بسبب مرض الجدري الذي أصابه في وجهه مما أجبره على العيش في كنف والده في حي سوق الليل.. ويقول ابنه هاني مقادمي إن والده حفظ القرآن الكريم بأحكامه وتجويده على يد الشيخ محمد سعيد بشناق والشيخ أحمد غندرة والشيخ عبد الصمد جمبي الذين كانوا يدرسون القرآن الكريم في مدرسة القشاشية أقدم مدارس تحفيظ القرآن في مكةالمكرمة، كما أن الشيخ المقادمي واصل تعليمه في حفظ كتاب الله بحلقات المسجد الحرام على أيدي المشايخ محمد عبيد وجعفر جميل وأحمد حجازي والشيخ المقادمي لم يرغب في أن يحقق طلب القائمين على إذاعة القرآن التي افتتحت قبل أكثر من خمسين عاما وقد رفض الشيخ المقادمي لأول مرة طلب المستشار غسان قاضي بتسجيل تلاوته عبر أثير الإذاعة الذي سوف يبث لأول مرة وكان موقعها على قمة جبل هندي لكن الشيخ المقادمي عندما أدرك الآثار المترتبة لتسجيل تلاواته وإمكانية استفادة المستمعين في كثير من الدول المجاورة وافق على الخطوة الأهم وكان أول من سجل بصوته تلاوت للقرآن الكريم، ويعتبر الشيخ المقادمي من بين أهم الأصوات الجميلة التي كانت تتفنن في تلاوة القرآن الكريم خاصة أنه كان يجيد القراءات السبع.. وكان القارئ الشيخ زكي داغستاني يعتبر الصديق الحميم له.. حيث جمعت تلاوات القرآن بينهما ليكونا صديقين من بوابة ذكر الله تعالى. ويقول الشيخ د. عبد الله بن علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن في مجلته «الهدى» الصادرة عن الهيئة في 7/7/1430ه : للمقام الحجازي في قراءة القرآن الكريم أداء جميل في نفوس محبي القرآن الكريم لما يتميز به من أسلوب فريد يلامس شغاف القلوب.. وحينما نتحدث عن القراءة الحجازية نرجع إلى الوراء ونتذكر صوت فضيلة الشيخ عباس مقادمي،رحمه الله. نسبه ومولده هو الشيخ عباس محمد عباس مقادمي ذويبي الثبيتي، نسبه من بني سعد في الطائف، اشتهر والده في بيع المقادم، وانتقل إلى مكة ليقطن فيها فعاش بها حتى توفي. ولد له الشيخ عباس. عاش الشيخ عباس مع والده في حي سوق الليل بمكةالمكرمة، وأراد والده أن يعوضه بنور القرآن الكريم فحفظ القرآن الكريم بالتجويد مع معرفة أحكامه على يد شيخ القراء الشيخ أحمد حجازي رحمه الله في عام 1369ه وعلى يد الشيخ محمد سعيد بشناق المدرس في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في القشاشية بمكةالمكرمة، والشيخ محمد بشناق، والشيخ سعد عون، والشيخ جعفر جميل، والشيخ محمد عبيد، وفي الفقه والحدث درس على يد الشيخ السيد علوي المالكي، فأسهموا جميعا في تحفيظه للقرآن الكريم وتعليمه العلوم الشرعية وشهد له شيوخه بالإتقان والضبط. وحصل على ثلاث إجازات من الأزهر الشريف وشهادات شكر وتقدير من وجهاء ومشايخ بلاد الإسلام. مع القرآن في الآفاق لقد من الله على الشيخ عباس مقادمي رحمه الله بصوت محبب للنفوس عند سماعه، وزين تلاوته بالقراءة الحجازية التي تميز بها أهل المدينتين المقدستين مع إتقانه للقراءات العشر، فاستطاع بفضل الله أن يبرز في وقت لم يكن لوسائل الإعلام فيه تأثير كبير كما هو الحال في عصرنا. ويعتبر فضيلة الشيخ عباس مقادمي القارئ المعروف في الاذاعة والتلفزيون واحد ابرز القراء الذين شهدتهم المملكة خلال نصف القرن الماضي ورغم انه فقد بصره فقد تميز في القراءة وقوة الحفظ منذ طفولته. ومن تلاميذه الشيخ عباس مقادمي رحمه الله الشيخ زكي داغستاني، والشيخ محمد صالح باعشن، والسيد محمود رشاد محمد علي فارسي، وكانا صديقيه الحميمين، والشيخ اسحاق البشاوري. قالوا عنه قال الشيخ زكي داغستاني «كان الشيخ عباس كريم الاخلاق، يحب الخير للناس وصوته جذاب في قراءة القرآن الكريم وكان يجيد القراءات العشر، ويتسم بالذكاء وقوة الملاحظة.في عام 1370ه قرأ الشيخ عباس مقادمي رحمه الله القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف بحضور شيخ القراء الشيخ احمد حجازي وجمعا من قراء الحجاز، وبحضور الشيخ عبد الباسط عبد الصمد القارئ المصري المعروف الذي اعر عن اعجابه بأداء الشيخ المتميز، ووصفه بانه استاذ التلاوة الحجازية». وقال الشيخ محمد الكحيلي (أحد جلساء الشيخ المقادمي في الحرم المكي الشريف): «كان الشيخ من الحكماء والكرماء، سخيا في معاملته مع الناس عزيز النفس، شديد الذكاء، متميزا في أدائه للقرآن الكريم». وقال الشيخ محمد طاهر حناوي: كان المقادمي من القراء المتميزين بالحجاز وخارجها صاحب صوت شجي ومؤثر في النفوس، وكان عندما قرأ في المغرب الشقيق طلب منه الحضور أن يعلمهم القراءة الحجازية. وكان رجلا كريما مؤدبا متواضعا، وكل من جالسه أحبه وكان يتكلم بعدة لغات». ويقول سجاد مصطفى كمال الحسن أمين عام الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مكةالمكرمة إن «المقادمي أحد أشهر قراء عصره في مكةالمكرمة والمملكة، سمعته وقابلته مرارا فهو صاحب صوت مميز ومن أوائل القراء الذين سجلوا للإذاعة السعودية وهو من جيل مشايخنا تميز بصوته العذب وحنجرته الذهبية وتنوع مقاماته الحجازية، وأنا طالب من طلابه». وكان الشيخ عباس مقادمي ملازما للشيخ محمد سعيد بشناق طيلة حياته، ويقول المستشار غسان قاضي «أول ما فتحت إذاعة القرآن الكريم بمكة في جبل هندي لم يكن فيها قراء وذهبت إلى الشيخ عباس مقادمي طالبا منه القراءة والتسجيل بصوته فكان أول قارئ في إذاعة القرآن بمكةالمكرمة قبل 50 عاما وكان المشرف على القراء في إذاعة القرآن بمكةالمكرمة». وكان الشيخ عباس محبوبا ويحب الخير وصوته كان جذابا حين قراءة القرآن وكان يجيد القراءات السبع، كما أنه قاسى في صباه مرارة العيش مع فقدان البصر لكي يكسب عيشه بكسب يده، كما كان شديد الملاحظة والذكاء. ومن خصائصه عدم حبه للتصوير وقليلا ما يخضع للكاميرا والمصور، ومن أجمل آثاره أن كثيرا من تلاوته وضعها اليوم محبون له .. نغمات جوال.