إذاعة القرآن الكريم أحد منابر الخير والعلم والمعرفة المنبثقة من هذه البلاد المباركة والتي عم الجميع. وهذه الإذاعة المباركة منذ انطلاقها سنة 1392ه، والتي سرد لنا شيئا من حكايتها وقصتها الإعلامي المخضرم الدكتور علي الخضيري، والذي عاصر وشاهد وعاين ورصد بدايتها خلال استضافة الثلوثية له قبل فترة قصيرة. لقد كان من أبرز مزايا تلك الإذاعة في تلك الفترة التأسيسية عنايتها بالتلاوات ومبادرتها في إخراج المصاحف المسجلة المجودة لكبار القراء أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد الطبلاوي والشيخ عبدالله خياط وغيرهم كثير. وكانت تلاوات كبار القراء تصدح بالإذاعة وتشنف الآذان فتستمع إلى القرآن بحلاوته وطلاوته وتجويده وتفسيره كالشيخ الحصري والمنشاوي وعبدالباسط. وأبدى البعض أسفا إلى المآلات الحاضرة للإذاعة وانصرافها إلى تلاوات المبتدئين وأئمة المساجد بعيدا عن حسن التجويد وسلامة التلاوة والأداء. وغابت رويدا رويدا تلك الأصوات الندية العطرة باجتهادات فردية من القائمين على الإذاعة «وفقهم الله». وإذا ما انتقلنا إلى البرامج فإنك تستمع أيضا إلى حوارات أشبه ما تكون «بالثرثرة» التي تظل ساعات طوالا بلا فائدة تجنى أو ثمرة تقطف. لقد كنت ومازلت أعتقد أن الإذاعة يجب أن تبقى إذاعة القرآن الكريم المعنية بالقرآن وتلاوته وتجويده وتفسيره وبيان معانيه إضافة إلى بعض البرامج القليلة التي تفيد المستمع حول الإسلام والمسلمين وبيان الأحكام والفتاوى. ومن يستمع إلى البرامج المباشرة اليوم يلحظ أن الإذاعة قد تحولت بشكل واضح عن الغاية الكبرى التي تأسست من أجلها وأصبحت تسحب حسب رغبة البعض إلى أن تكون ساحة إعلامية للحديث والكلام أو حسب ما يسميه البعض «منبر من لا منبر له»، إضافة إلى بعض البرامج الأخرى الهامة. لقد أصبحت إذاعة القرآن الكريم تبث طوال أربع وعشرين ساعة يوميا وهي كما صرح الأخ عبدالله الدوسري لها تأثير واضح في العالم الإسلامي ولطالما وردت الرسائل والاتصالات للإذاعة والذين كانوا يشيرون في عبارة بليغة «إنهم خريجو إذاعة القرآن الكريم»، وفي هذا تفسير كاف في التأثير البليغ لهذه الإذاعة. وكان ومازال ثناء كبار العلماء على هذه الإذاعة متميزا، بل إنني سمعت واستمعت إلى العناية الخاصة التي يوليها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز «رحمه الله» إلى هذه الإذاعة أثناء حياته ومتابعته لها إضافة إلى سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ «وفقه الله». وإذا كان الجميع يتفق على الدور العلمي والدعوي المتميز الذي تقوم به وقامت به الإذاعة طوال عمرها الذي يتجاوز الثلاثين عاما، فإنه آن الأوان أن تحظى هذه الإذاعة برعاية أكبر أسوة بقناة القرآن الكريم التلفزيونية. وأن يتم إعادة النظر في التلاوات المقدمة التي أبدى كثير من المتابعين عدم رضاهم عن هذا المستوى المقدم. لقد كنت ومازلت أرى أن يتم تكوين لجنة علمية تعنى بإجازة البرامج والتلاوات خصوصا وأن يكون كل برنامج مكتوبا محققا لا أن يتصدر بعض الأخوة الميكروفون ويتحدث وكأنه أمام مدرسة ابتدائية. إضافة إلى الاقتصار على التلاوات المعتبرة للقراء المعروفين وتلاوات الحرمين الشريفين ومن الملاحظ والملفت حقا أن القنوات الفضائية الأخرى صارت وأصبحت أكثر انتقاء لتلاوات القراء من إذاعة القرآن الكريم التي كانت يوما مصدرا لها جميعا. [email protected] فاكس 014645999 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة