تحملوني مرة أخرى مع حكاية تسبب النكد، بأكثر من حكاية السيدة العربية التي أتى بها إنسان بلا قلب زوجة الى قطر ثم تركها مع طفل صغير وهرب قبل نحو عام بعد ان ورطها في التزامات مالية لا قِبل لها بها.. لنترك أمره للجبار المنتقم ولننتقل الى مدرسة سعد عثمان الابتدائية في مدينة الإسكندرية المصرية.. لم يكن التلميذ إسلام عمرو قد حل واجب الرياضيات الذي كلفه به المدرس في اليوم الفائت كاملا، لأنه وجد بعض المسائل صعبة وتستعصي على الفهم.. انهال عليه مدرس الرياضيات هيثم ن. ع. ضربا بالمسطرة.. ما فيها شيء.. عقاب عادي وبسيط يمارسه معظم المدرسين تفاديا للضرب المبرح .. وكما يفعل كل إنسان تنهال عليه الضربات، فان الصغير إسلام البالغ من العمر 11 سنة، حاول حماية وجهه تارة وكتفه تارة من الضربات لأن المدرس استهدف مختلف أنحاء جسمه.. بعض المرضى بالسادية يغضبهم الشخص الذي يتحمل ألم العقاب البدني فيضاعفون له العقوبة لأنهم يتلذذون بمشاهد الألم والعويل والصراخ طلب المدرس من إسلام الخروج من حجرة الدراسة لينال عقوبة إضافية، وما ان فعل ذلك حتى انهال عليه ضربا باليد فسقط المسكين أرضا فواصل ضربه على بطنه بقدميه حتى دخل في غيبوبة: عامل فيها دايخ يا مستهبل؟ خد كمان .. عشان تعرف تحل الواجب أو تكون راجل وتتحمل النتيجة.. لاحظ الصغار في المدرسة أن إسلام يكاد لا يتنفس فصرخوا وجاء معلمون آخرون ونقلوا الصغير الى المستشفى وهناك أسلم الروح.. هبوط حاد في الدورة الدموية والقلب أفقده القدرة على التنفس.. فمات دماغيا ثم «نهائيا». سؤال للأستاذ هيثم الذي يواجه الآن تهمة القتل: هب أن إسلام لم يمت.. بل أصيب بكسر في ضلعين وجروح بسيطة في الصدر واليدين، هل كان ذلك سيعالج أمر أنه لم يحل «الواجب»؟ .. أبو الواجب على أبو المدارس إذا كان التعليم يتم بالبوكس والشلوت!! أمثال هيثم كثيرون في مدارسنا، ليس بالضرورة بمعنى أنهم يمارسون الضرب العنيف بحق الطلاب ولكن بمعنى أنهم يؤذون الطلاب معنويا بالشتائم المقذعة: يا كلب.. يا ثور.. يا بغل.. هذا إذا لم تطال الشتائم أحد والدي الطالب المشتوم.. السبب الرئيس لبلادتي في مادة الرياضيات وكرهي لها مدرس كان يكتب على دفتري ملاحظات مثل: ما هذا يا حمار؟.. اكتب جدول 7 مائة مرة يا غبي.. كنت أحيانا أخفي كراسة الرياضيات في ملابسي الداخلية حتى لا يسطو عليها بعض زملائي ويجعلون مني مادة للتندر عندما عدت بعيالي من بريطانيا الى قطر كانت بنتي ضعيفة في اللغة العربية، ومنذ الأسبوع الأول في المدرسة صارت مدرسة اللغة العربية تناديها ب»حمارة» ولما كثر عليها التقريع والشتم صارت تتمارض لتفادي الذهاب الى المدرسة.. «سايستها» حتى كلمتني بأمر معلمة اللغة العربية فتوجهت الى المدرسة وطلبت من المديرة ان تنادي على المدرسة لأقول شكواي في حضورها.. وجاءت وقلت لها: والله لو ناديت بنتي بغير اسمها مرة أخرى س.. لم تتركني أكمل واعتذرت ولكن المديرة لم تتركها تكمل وقالت: اعتذارك يؤكد صدق الشكوى وأنت أصلا في فترة اختبار وباي باي (بقي أن أقول ان المدرسة كانت أجنبية.. وهذه معلومة ذات دلالة!!)