أصبح سكان العاصمة الإستونية تالين بدءا من الأول من يناير الجاري يتنقلون مجانا عبر وسائل النقل العام سواء بالحافلات أو بالترام. ووصف عمدة المدينة إيدجار سافيسار الإجراء بأن «تالين مدينة مبدعة. نحن أول عاصمة يتم فيها تنفيذ مثل هذه الفكرة وبمثل هذا النطاق». كان الهدف من وراء تلك الخدمة المجانية هو تقليل الاختناقات المرورية ومستوى التلوث مع توفير إمكانية أكبر لتنقل الأسر الأكثر فقرا. وعبر سافيسار عن أمله في أن تسهم هذه الخدمة في تزايد عدد مستخدمي النقل العام بديلا عن سياراتهم بعدما بلغ عدد مستخدمي وسائل النقل العام في تالين العام الماضي حوالي 100 ألف شخص يوميا. وبدأت المدينة التي يقطنها 420 ألف شخص تشهد تغيرا جذريا على الساحة المرورية إذ تبدل شكل العديد من شوارع وسط المدينة فبعد أن كانت تكتظ بصفوف السيارات، حلت محلها الحافلات. كما تم تطبيق نظام للإشارات الضوئية يعطي أفضلية للحافلات والترام تاركا الكثير من سائقي السيارات يشكون من هذا النظام المروري الجديد. غير أن مراجعات أولية تظهر أن الفكرة ناجحة، فخلال يناير، تراجع عدد السيارات التي تجوب شوارع العاصمة بنسبة 15بالمائة عن الشهرين السابقين عليه، في حين شهدت الحافلات والترام زيادة في عدد الركاب نسبتها 6بالمائة. وساهم في نجاح عملية التحول تلك لوسائل النقل أن المدارس في تالين لم تبدأ نشاطها إلا في الأسبوع الثاني من الشهر. ويحق لكل سكان العاصمة تالين استقلال وسائل النقل مجانا ولا يحتاجون سوى لبطاقة ذكية إذ يتعين عليهم الكشف عن هوياتهم في الحافلة أو الترام. وناضلت المدينة من أجل توفير بطاقات كافية تغطي كافة سكانها إذ نجحت فقط في توفير أقل قليلا من نصف عددهم مع بداية تطبيق الفكرة وسعت لاستكمال العدد على مدار بقية أيام الشهر. ولا يحق للسياح الاستفادة من هذه الخدمة ولا يزال يتعين عليهم شراء تذاكر.