الحمد لله أنه ردهم حتى قبل أن تنطلق أي رصاصة. ردهم لأنهم كالطبول الجوفاء من الداخل وردهم لأنهم لا يدرون لماذا؟ وكيف؟ ومن أجل أي هدف يشاركون؟ فكل واحد منهم يغني على ليلاه ولهذا هاجوا وماجوا وقتلوا ورعوا الآمنين وشوهوا صورة الإنسان قبل أن يكون منتميا لحزب ما أو طائفة ما لأن صور الشر تمكنت منهم فشوهت حتى ما خلقهم عليه الله. إن الصور التي عرضتها قناة تلفزيون البحرين لو لم يكن فيها إلا صورة الأشخاص المكبلين بالأغلال وهم مجلوبون للمستشفى تكفي عن أية صورة. ففيها تهاوت أعظم المهن الإنسانية الطب والتمريض أمام روح السياسة والمذهبية. أشخاص دماؤهم سالت على ملابسهم يكبلون ويجلبون إلى مستشفى حولوه إلى قاعدة إرهابية يمارسون فيه أبشع الممارسات التي تخلو من كل دين وخلق.. ولا تكفيهم تلك الأغلال ولا يكفيهم أخذهم كرهائن فهم يرفسونهم بأرجلهم بأحقاد كريهة وتعابير مخيفة!! وبعد كل هذا يقولون مظاهراتنا سلمية!! إذا كان هذا هو السلم فما هي الحرب إذا؟ إذا كانت الزجاجات الحارقة تملأ محيط دوار مجلس التعاون. وأنابيب الغاز تترك مفتوحة في لحظات الإخلاء فلعل وعسى كما يتمنون تنفجر في وجه رجال قوى الأمن العام البحريني. «أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب» هذا ما يمكن أن نقوله لأحمدي نجاد الذي أطل علينا عبر الشاشات ليقول: إن مواجهة المتظاهرين في البحرين بالدبابات والأسلحة العسكرية أمر مشين ولن ينجح في ردهم!!إن هذا الخلط بين الحق والباطل في التصريحات الإيرانية ما عاد سرا وما عاد صعب الفهم على كل العقلاء من الشيعة قبل السنة. فكيف لرجل يمارس كل أنواع القمع ضد شعبه أن يقول ما قاله عن البحرين؟! إنه منطق الهزيمة والشعور بالمرارة لعدم تحقق خططهم في البحرين والتي هي جزء من أطماعهم الكثيرة.. وقد ظنوا أن الناس والدول رهن إشارتهم وينتظرون الخلاص على أيديهم وقد أعمتهم أطماعهم عن الحقائق الثابتة والتواصل العاقل بين الساسة وشعوبهم وهو أمر لا يعرف نجاد شيئا عنه. ولهذا يطلب أن تسود روح الحوار. ألا يدرك بأن الحوار لا يستقيم في غياب الأمن وفي غياب العقل وفي حضور أطماع ما أنزل الله بها من سلطان. [email protected]