عندما تفقد حبيبك... عندما تغيب شمسه... لا تحزن: - لا تحزن لأن الله سبحانه وتعالى يبشرك بالخير الكثير (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين) فأنت تتلقى البشرى في أمور دنياك من بشر مثلك فتفرح وتسعد وربما تخرج عن طبيعتك ووقارك فتقفز وترقص.. فما بالك عندما تأتيك البشرى من مالك الملك!.. والله الذي لا إله إلا هو لو استشعرت هذه الكلمة (وبشر الصابرين ) ووقر في قلبك الإيمان بقائلها، وتخيلت خيراً بالطبع لن تصل إلى حدوده ومنتهاه.. والله ستتقبل الابتلاء بصدر رحب وستتحول نار الفراق إلى برد وسلام يغشى قلبك وجوارحك. لا تحزن ....فحبيبك لم يتركك في هذه الدنيا وحدك...هناك من يهمهم أمرك ويهمك أمرهم.. هناك من ينتظرون منك ومنك أنت تحديداً أن تجبر كسرهم وتلملم جراحهم وتدفعهم للعودة مرة أخرى إلى الحياة مقبلين غير مدبرين، حزنك سيضاعف آلامهم وآلامك...حزنك سيكون بمثابة وقود يشعل تعاستك وتعاستهم.- لا تحزن لأن رسولنا الكريم تعجب من أمر المؤمن حين قال: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) أسس لك الرسول الكريم قاعدة لا تقبل استثناءات ( الخير لك في كل أمورك) ولكنه استثنى المؤمن في هذا الحال (إلا المؤمن) لأن المؤمن فقط هو من يملك قيمة الشكر وقوة الصبر.. إذن أنت أمام خيار أن تؤمن بقضاء الله وقدره وتعمل بمقتضى هذا الايمان وتجنى الخير الكثير...أو لن تنطبق عليك القاعدة.. وفي كل الأحوال أمر الله نافذ!! - لا تحزن لأن مؤذن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بلال بن رباح عندما حان أجله، حزنت امرأته.. حزنت وقالت ( واحزناه!)، فرد عليها بلال وهو في سكرات الموت: بل واطرباه! غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه...أسعد لحبيبك – ونحسبه من الصالحين- شاركه فرحته ..كيف لا تفرح وهو في صحبة سيد العالمين...والله لو علم أنك حزين لفراقه لفرح لفراقك، ولو خيروه بين صحبته وصحبتك لاختار بلا تردد صحبة خاتم المرسلين. - لا تحزن...لأن من أحببته لن تفقده.. ومن فقدته ستلتقيه ولو بعد حين- أدعو لك بالصحة وطول العمر- ولكن مهما طال العمر فهو قصير...أقصر مما تتخيل.. آلاف السنوات مرت ومرت كلمح البصر فما بالنا ببضع سنوات وما بالنا بسنوات وكأنها أيام وأيام وكأنها طرفة عين.. لقاؤك بحبيبك قريب جداً جداً وهذا كاف تماماً لتخلصك من أحزانك. - لا تحزن ....فحبيبك لم يتركك في هذه الدنيا وحدك...هناك من يهمهم أمرك ويهمك أمرهم.. هناك من ينتظرون منك ومنك أنت تحديداً أن تجبر كسرهم وتلملم جراحهم وتدفعهم للعودة مرة أخرى إلى الحياة مقبلين غير مدبرين، حزنك سيضاعف آلامهم وآلامك...حزنك سيكون بمثابة وقود يشعل تعاستك وتعاستهم...اختيارك بين يديك...اختر أن تحزن وتنزوي ليحزنوا وينزووا معك...أو اختر أن تعيد نفسك وتعيدهم معك إلى الحياة من جديد. أخي الحبيب: لا تحزن... وإن حزنت لا تستسلم لحزنك... ألق بهمومك وتخلص من غمومك وتوكل على الله وانس كل أشجانك واحبس كل ذكرياتك الأليمة في جيوب الزمان ودق بقلبك وعقلك وجسدك باب الحياة فإن لم يفتح لك فاطرقه بقوة وشدة حينها ستجد كل الأبواب تفتح لك وستجد نفسك في عالم يطلبك ويحتاج إليك ويحنو عليك ..أرجوك عد للحياة مرة أخرى فنحن ننتظرك لنتعلم منك دروساً جديدة في الصبر وقوة الإيمان .. لا تضيع هذه الفرصة عليك وعلينا...أسألك بالرحمن لا تضيّع هذه الفرصة. تويتر: @Ssalrasheed