لا تزال آمال المثقفين وطموحاتهم البارزة طافية على ضفاف بينية الواقع والمأمول مما تناقش فيه رؤساء الأندية الأدبيَّة في جلساتهم الحوارية في الطائف والأحساء. على أمل أن يتحقق ذلك الحلم الذي بات شبه مستحيل إن ما اعتبره البعض عين المستحيل وإلاَّ ماذا يفسر هجرهم الأندية ومقاطعة أساطينهم في شتى المناطق لفعاليات الأندية وتحاشي حضورها أو التحاور حولها مع وسائل الصحف وما ذلك إلاَّ مؤشرات واضحة ذات دلائل لا تستدعي التفكير فيها وربما نسب البعض الفشل الذريع لتلك المؤسسات الثقافية المحسوبة على الدولة وتعمل تحت مظلتها وما انقطاع جسور التواصل وتعثر الخطوات في تحقيق رسالتها وإنجاز مهامها بأقل نسب من الخسائر إلاَّ وميض تنبيه لضرورة إعادة النظر في أنشطتها وسبل تنفيذ برامجها وتفعيل عملية الدمج الآني بين الأدباء ومثقفي المجتمع وطلائع الشباب وبين منابر الأندية ومشرفيها وضرورة التَّنبُّه لسد فجوة التواصل ومعرفة الأسباب الحقيقية لانقطاع الأدباء ومثقفي الشباب عن حضور فعاليات الأندية ليس في نادٍ واحد. ما دخل نادٍ أدبي في دورات الإسعافات الأولية وافتتاحية دورياتها المطبوعة بمقال رئيس بلدية أو مشرف سياحة أو تبجيل رجل أعمال لم يقدم إلاَّ الواجب تجاه وطنه وثقافة أبناء وطنه. بل في جميع أندية المملكة حتى أصبحت صفة مشتركة بينها، إذ هم الأصل في افتتاحها وعلبهم المعول في نشأتها ولطالما طالبوا بها عبر السنين وأصروا على عمليات الترشيح والانتخاب والجمعيات العمومية ومع تنفيذ ذلك غير أن الفجوة في اتساع والثغرات في ازدياد فكان جديرا برؤساء الأندية في ملتقياتهم دراسة تلك المشكلة ومحاولة ايجاد الحلول لها قبل أن يطالبوا بزيادات مالية للميزانية وجوائز التكريم وتفعيل الشراكة بين الأندية ومؤسسات وجامعات الدولة ودور النشر لأنها المشكلة الأولى التي تتسبب في فشل رسالة النشأة وزعزعة الأهداف وعشوائية الأداء في ظل الدعم السخي من وزارة الثقافة والحق يقال: إن الوزارة لم تبخل في أي عون، لكن التخبُّط من الأندية نفسها وممن يديرونها وإلا ما دخل نادٍ أدبي في دورات الإسعافات الأولية وافتتاحية دورياتها المطبوعة بمقال رئيس بلدية أو مشرف سياحة أو تبجيل رجل أعمال لم يقدم إلاَّ الواجب تجاه وطنه وثقافة وطنه وأجيال تاريخ البلد ولابد من النظر في تفعيل صرف المبالغ التي طالبوا بزيادتها فليس من المعقول بذلها في أحدث الفنادق وأفخم البوفيهات وفي التملق غير المعقول لضيوف الملتقيات والبرامج التي يكاد يكون فيها الحضور شبه معدوم إن لم يكن معدوما بالفعل وفي طباعة كلِّ ما هبَّ ودبَّ لأجل زيادة رصيد المطبوعات للنادي دون النظر إلى قيمة المطبوع وأثره في استنهاض ثقافة المنطقة الحقيقية التي عليها معول الفاعلية وتشكيل واقع الأدب المحلي الأصيل الذي يشكل رافدا كبيرا من روافد حضارتنا وتاريخ ثقافتنا المحلية التليدة دون النظر لمجاملات المواقف وحبك التملُّق غير المرغوب فيه في شؤون الأدب والفكر والثقافة وإلاَّ ضعنا وضاع الأمل المرتقب!!.