وكأن دورة الخليج وهي تعود من جديد كما لو كانت كرنفالا لتجديد البيعة لخليج واحد عربي المظهر والجوهر . دورة رياضية بدأت بسيطة كبساطة أهلها ، عنيدة كعناد خليجها ، واستمرت تبحر رغم الأمواج التي كانت تثور بين الحين والآخر . كانت لنا كسعوديين مثل السهل الممتنع . ففي الوقت الذي روضنا فيه كأس القارة الآسيوية من شرقها إلى غربها فقد عجزنا لعقدين وأكثر من تحقيق بطولتها . دورة الخليج الحاضرة على الدوام رغم فلسفة البعض ورغم انفتاح الشباب الخليجي على البطولات العالمية مثل كأس العالم وأمم اوروبا وبطولات الأندية في مختلف القارات . هي الحاضرة عند كل خليجي رغم ادعاء من قدمتهم للعالم كرياضيين لم يكن يعلم عنهم احد على أنها دورة للشيوخ متناسين ومتجاهلين شغف الخليجيين كبارا وصغارا ومتابعتهم لها وهي تبحر من بلد إلى آخر . هي دورة للشعوب انطلقت بأهداف واضحة المعالم ، ولو لم تكن كذلك لما صمدت لأكثر من أربعة عقود تدفع فيها كبرى الشركات مبالغ ضخمة لرعايتها والحصول على حقوق نقلها . هي كذلك فلو لم تكن للشعوب لما وجدنا اليمن والعراق بيننا بعد انتقالهما من حال إلى حال . وهي بطولة ولادة للنجوم ليس في الملعب فقط ، بل حتى في الصحافة والإعلام المرئي والمسموع . فلقد ساهمت في تطوير الإعلام وصقل الكوادر الخليجية في التعليق والتقديم والصحافة ، كما اسهمت في إبراز رجال التحكيم الذين انطلقوا منها للمحافل القارية والعالمية . بطولة كانت كالشرارة التي أشعلت حب المنافسة بين دول الخليج لتشهد نقلة كبرى في البنية التحتية التي يحتاجها الشباب لتحقيق طموحاتهم ومنافسة نظرائهم في المحافل الدولية . هي الحاضرة عند كل خليجي رغم ادعاء من قدمتهم للعالم كرياضيين لم يكن يعلم عنهم احد على أنها دورة للشيوخ متناسين ومتجاهلين شغف الخليجيين كبارا وصغارا ومتابعتهم لها وهي تبحر من بلد إلى آخر لم تتغير ملامح كأس الخليج ولم تخفت شعلتها ولم تفقد بريقها رغم كل ما يقال ، ورغم كل ما أستجد على الساحة الرياضية الخليجية والعالمية . فهي هكذا بتاريخها الحلو والمر ، بالفرح والحزن ، بالحاضر والغائب ، بأحداثها ومناوشاتها ومنافساتها . بالماء الساخن في الكويت وبعصا الشهيد فهد الأحمد وبحكمة فقيد العرب فيصل بن فهد يرحمهما الله ، وببساطة حبيب الجميع الشيخ عيسى بن راشد الذي يذكرنا بخليجنا البسيط المتسامح المبتسم حتى في أحلك الأمور . هي هكذا رغم الصراع بين الزملاء الإعلاميين ، ورغم المشادات التي انتقلت من الورق للفضاء . المشادات التي اسهمت بلا شك في نقل هذا الحدث الخليجي كي نغني معا خليجنا واحد عربي في اصله وفصله . حمى الله هذا الخليج وكل بطولة وأنتم وخليجنا بخير ولكم تحياتي،،،