تبادر لذهن الكثيرين من مشاهدات واقعية للمنتخب السعودي، والفرق السعودية في السنتين الأخيرتين، ان مستوى المشاركات أخذ في الهبوط، ولقد كان ذلك جلياً للعيون، ولم يقل لنا أحداً ذلك؟ هل الصفاقسي التونسي بطل العربي الحالي أو بطل آسيا العين؟ إلاّ مؤشر لضعف المستويات والاستعدادات لفرقنا الحبيبة؟ وهل خروج منتخبنا من الدور الأول لكأس آسيا إلاّ لضعف المستوى؟ وهل غريب ان لا يثير ذلك الصحافة أو الإعلام بوجه عام؟ ومن ثم الكتابة عن الحال الذي عليه كرتنا السعودية بوجه عام؟ قابلت الكثير من الزملاء المقيمين، الذين كانوا يعتبون على المستوى المتواضع، الذي ظهر به المنتخب في كأس العالم الأخيرة، ومن ثم مشاركته العربية والقارية وحتى الخليجية، بالرغم من ظفرنا بها لتواضع مستويات الفرق ونتائجهم، التي جاءت لصالح منتخبنا السعودي. ان الكتابة عن مستوى الكرة السعودية، لا يعدو كونه نقداً أريد به «حق» البناء المفيد! ولن نكون منصفين لأقلامنا ولوطنيتنا لو تكلمنا فقط، عن الأخبار المفرحة للكرة السعودية؟ ومن ثم نسكت عند خسارة أي بطولة كنا فيها طرفاً ككرة سعودية. ان فوز الفرق السعودية بثلاثة مقاعد، في الأدوار النهائية لدوري كأس أبطال العرب، ليس المهم من وجهة نظر محبي الكرة السعودية، بل الفوز بالكأس! هو المحك والمحرك للمشاعر قبل الأقلام. إن ما تحقق من أمجاد للمنتخب السعودي والكرة السعودية، لم يتأت من فراغ، بل جاء بهمم الرجال الكثر، الذين عملوا بكل حب وتفاني للرقي بمستوى اللعبة، ومن ثم المساندة الفعالة للرفع بحظوظ الكرة السعودية في منصات التتويج في المحافل الدولية. كما أنه لم يكن مجرد سحابة صيف؟ فلو كان ذلك لما تربعنا لعقدين من الزمن، على أكبر قارات العالم. يعلم الجميع ان مستويات كرة القدم الآسيوية، لا تقارن بمستويات الكرة في القارة العجوز أو قارة أمريكا الجنوبية، فكان من التخطيط السليم، عمل خطط طموحة للوصول بمستوى الكرة السعودية، لمستويات الكبار في العالم، ومن ثم مقارعتهم ومنافستهم في المحفل الدولي، الا وهو كأس العالم؟ وهنا أشير إلى عامل مهم والأهم لتطور الكرة السعودية والنهوض بها إلى العالمية من جديد الا وهو الاحتكاك المباشر مع الفرق العالمية. لقد اتضح ان استفادة المنتخب السعودي من المعسكرات الإعدادية ضئيلة والتي ترتبط عادة للاعداد لدخول المنتخب معترك تنافسي اقليمي أو قاري، وهنا اقترح: إقامة مباراة ودية مع أحد المنتخبات أو الفرق العالمية، على ان يكون ذلك بصفة دورية، وذلك مع فترة اعداد لمدة خمسة أيام فقط، تسبق كل لقاء ودي، وذلك لن يكون مكلفاً، وهذا كفيل بالاطلاع على مستويات اللاعبين من وقت لآخر، كما أنه سيخلق الانسجام المطلوب في الألعاب الجماعية، كما بالإمكان معرفة نقاط الضعف، وما يتعلق بإصابات اللاعبين، وتداركها مبكراً قبل أي لقاء دولي رسمي. ان الاحتكاك بمدارس الكرة العالمية، لن يكسب اللاعب السعودي المهارات الفنية والثقافة الكروية فقط، بل سيزيد من حجم ثقته في نفسه وأدائه، وما يمكن ان يقدم لوطنه. اللاعب السعودي منذ مطلع التسعينات مروراً بكأس العالم الأشهر للمنتخب السعودي في أمريكا عام 94م وامتداداً حتى عام 98م في فرنسا، قدم لوحات فنية كروية رائعة، مزجها بالمهارات والحماس وكان ذلك اللاعب، الذي راهن عليه عشاق الأخضر، والذين كانوا بالملايين يقبعون في المدرجات وأمام شاشات التلفزة آنذاك، من الخليج إلى المحيط. كان من الضروري ابقاء اللاعب السعودي في المستوى الرصيدي من المهارات والصور التي قدمها للعالم أجمع، والعمل على رفع مؤشر اللاعب المهاري بتطوير مستوياته، وذلك بمواصلة احتكاكه مع الفرق العالمية في إقامة مباريات ودية كروية. هنا السؤال الذي لن يخجل في طرح نفسه، لماذا سقط من روزنامة عمل اتحادات كرة القدم منذ عام 98م وحتى يومنا هذا، إقامة تلك المباريات الودية؟ والتي من المؤكد أنها ذات فائدة كبيرة. سيقول البعض ان ذلك مكلف وأقول وليكن؟ إذا كسبنا منتخب يهاب، يحسب له الحساب، وسيبرز لنا بعض اللاعبين الأفذاذ أمثال كبار النجوم، والرقي بالمستوى المهاري وزيادة جرعة الثقة للاعب السعودي، كما انه بالامكان ايجاد راعٍ لتلك المباريات، وان كل مباراة سوف تكون كفيلة ببعث البهجة لعشاق ومحبي الأخضر وبحد ذاتها ستشكل للمتابع السعودي كرنفالاً كروياً راقياً سيرتقي بالتأكيد بالكرة السعودية عالمياً مجدداً. رسالة لمحبي الأخضر وهنا أهيب بكل محبي المنتخب السعودي، وأخص الإعلام بكل أنواعه وإعلام الأندية، وإدارات الأندية الحبيبة، بالوقوف جنباً إلى جنب، مع قيادتنا الرياضية الحكيمة، المتمثلة بسمو الرئيس العام وسمو نائبه، وان تكون صادقة في توجهاتها، وان يكونوا أدوات فعالة، لرفع همة لاعبين المنتخب السعودي، وان لا يسمحوا بالمهاترات التي تملي الصفحات الرياضية، وخصوصاً فيما يتعلق بالمنتخب، من لاعبين وبرامج واستعدادات وإلى ذلك من الأمور، التي ربما قد تؤثر بالسلب على مستويات الأخضر وحظوظه في المحافل الدولية، وبذلك سوف ترتقى الرياضة في كل الميادين، وسنسعد جميعاً بأن نرى فرق المملكة، وهي تحتضن الذهب وتصعد منصات التتويج، كأبطال متوجين بحول الله وقوته.