عراقة ، تاريخ ، محبة ، مودة ، متعة ، إثارة ، أفراح ، أتراح ، صخب في المدرجات، تألق نجوم وغياب آخرين، إقالة بعض المدربين وتجديد الثقة في البعض الآخر .. هكذا وباختصار عرفنا بطولة الخليج ذات الأهداف السامية والنبيلة التي تصدح يوم غد السبت في سماء المنامة على أنغام السمسمية والموال والسامري والمزمار والبالة والزهيري إيذانا بانطلاقة دورتها الحادية والعشرين.. ومع أن بطولة الخليج لم ولن تدخل ضمن أجندة الاتحاد الدولي ( فيفا ) وتبقى بطولة إقليمية غير معترف بها قاريا ودوليا، إلا انها تبقى بطولة لها أهميتها وخصوصيتها عند أهل الخليج سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي أو الجماهيري، فهي بمثابة ( كأس عالم مصغر ) وتتطلع المنتخبات المشاركة فيها للظفر بلقبها.. وبلا شك ان هذه البطولة تعتبر هدفا للأخضر لعدة اعتبارات، أولها انها البطولة الأولى في العام الميلادي الجديد الذي يأمل الشارع الرياضي السعودي أن يكون عام عودة كرة القدم السعودية لماضيها الجميل، وثانيها انها جاءت بعد إخفاقات متوالية بدءا بتصفيات كأس العالم مرورا ببطولة العرب وأخيرا بطولة غرب آسيا، وثالثها وأهمها إعادة هوية الأخضر المفقودة منذ زمن مضى ورسم شخصيته كبطل تربع على عرش القارة الآسيوية لسنوات طويلة وممثلا دائما للقارة في نهائيات كأس العالم. ماحب أنا المركز الثاني ... الأول أموت وأحيا به .. هل يعي لاعبو الأخضر معنى هذا البيت، أم سيمُر على مسامعهم مرور الكرام ؟ أما مدرب الأخضر «الهولندي ريكارد» فإنه سيكون على المحك خصوصا وأن صورته المهزوزة أصبحت آيلة للسقوط، في ظل سلبية النتائج وتواضع المستويات التي قدمها المنتخب تحت إدارته الفنية.. وفي هذا التوقيت تحديدا لن أتحدث عن آلية عمل المدرب وطريقته في اختيارات العناصر المؤهلة لخدمة المنتخب كون التوقيت ليس مناسبا، ولكن أتمنى أن يوفق في رسم الخطة المناسبة لكل مباراة ووضع التشكيلة التي تخدم خطته وتنفّذها على أرض الواقع.. فض ... فضة أثبتت الدورات السابقة أن المنتخبات الخليجية تنظر للمنتخب السعودي على أنه (صاحب الكعب العالي) وبالتالي نجد هذا المنتخب أو ذاك قد تحول بقدرة قادر من حمل وديع وفريسة سهلة إلى أسد مفترس وكأن الفوز على الأخضر يعد بطولة في حد ذاته.. جماهير الأخضر لن تخذله، فقد عودتنا على الوفاء دائما في كافة المحافل، والمؤكد أنها لن تبخل عليه بالحضور والدعم والمساندة، عل وعسى أن يعيد لها البسمة الغائبة، وأن يجد من خلال البطولة مخرجا لطي صفحة الانكسارات التي لازمته في الفترة الأخيرة التي لم يحقق خلالها أي إنجاز يذكر. ندرك تماما أن الفرسان ثمانية، والكأس واحدة، والثاني سيكون كالثامن، أما الأول فسيدونه التاريخ في سجلاته بأحرف من ذهب.. يقول الأمير الشاعر الرياضي خالد الفيصل الذي تبنى فكرة إقامة هذه البطولة عام 68 في إحدى روائعه: ماحب أنا المركز الثاني ... الأول أموت وأحيا به .. فهل يعي لاعبو الأخضر معنى هذا البيت، أم سيمُر على مسامعهم مرور الكرام ؟