هواجس الطريق كثيرة. في طريقي للأحساء لم أصادف مطراً ولا رمالا، لكني صادفت خطاً سريعاً يربط بين الدماموالأحساء اكتمل قبل أشهر بعد أن استغرق انجازه سنوات طوالا، ودار في خاطري ارتياح مرتادي الطريق لإنجازه مؤخراً، وكيف كان عدم انجازه يأخذ حيزاً للاعراب عن ضيقهم وضجرهم في كل رحلة ذهاب وإياب إلى ومن الأحساء.. ويتضاعف التضجر أضعافاً عند السماع عن حادث مروري دام ذهبت ضحيته أرواح أو أضرار جسدية. ولابد من بيان أن حكومة خادم الحرمين الشريفين قد وضعت مخصصات للعديد من المشاريع في الأحساء، وفي غمرة الحديث عن آلاف المشاريع المتعثرة، والتي بين لنا نائب محافظ هيئة مكافحة الفساد أن تعدادها يبلغ 3000 مشروع.. فلابد من بيان أن ثمة منارات مشرقة في بلدنا الكريم؛ في الأحساء وتيرة انجاز المشاريع - وخصوصاً تلك المرتبطة بأمانة الأحساء - رتيبة، فالانجاز فيها منتظم فلا حديث هنا عن تعثر أو تأخر. وبالقطع، فالأمانة هي ليست عبارة عن شخص الأمين بمفرده بل فريق متكامل وجهد منسق يشملهم جميعاً، لكن لابد من الاقرار أن للقيادة دورا ارتكازيا، ولأمانة الأحساء قيادة متحمسة للانجاز وتمتلك منهجية لتنفيذ المشاريع دونما تأخير وتتفادى التعثر.. لقد خصصت الحكومة الموقرة أموالاً لعشرات المشاريع في مدن وبلدات البلاد كما خصصت للأحساء، لكن ما حدث أن في الأحساء نفذت المشاريع دون عوائق تذكر. ووسط الحديث المتداول عن التأثير السلبي لتعثر المشاريع على التنمية أصبح ضرورياً التفكير في حلول ومخارج.. وبالتأكيد هناك من هو أكثر اهتماماً واطلاعاً وحرصاً لكن لابد من التفكير في تقليص ظاهرة تعثر وتأخر تنفيذ المشاريع التنموية، فبالقطع ليس من مصلحة أحد (لا المواطن ولا الحكومة ولا المقاول) ألا ينجز المشروع .. لذا لابد من التمعن في حلول مبتكرة فيها فطنة وتوظيف للخبرة رغبة في الوصول إلى منهجية مجربة تؤدي لانجاز المشاريع وبالتالي تخلصنا من ظاهرة غير مقبولة هي عدم إنجاز آلاف المشاريع وكأن ليس أمامنا حل أو مخرج!. لعل من المفيد الاستفادة من التجربة الناجحة لأمين الأحساء وفريقه بأن تُدرس وتُحلل وتُوثق وتُعمم. لماذا لا تعقد ورشة عمل تحت مسمى «ظاهرة تأخر وتعثر المشاريع التنموية وكيفية معالجتها» ودعوة خبراء مجربين بحضور كل الجهات الحكومية المالكة لمشاريع؟ تعرض فيها حالات عملية وتحلل، وتناقش منهجيات وأساليب مجربة كما هو ممارس في أمانة الأحساء. في المحصلة سيكون هناك مخارج وحلول ايجابية ومقترحات نابعة من الميدان والممارسة والمعاناة فلا ينحصر الابداع ويحتكر في مكاتب مكيفة. وعلى هامش ورشة العمل تلك أقترح توزيع شهادات للانجاز المتميز على المستوى الوطني.. ولدي مرشح أود أن أتقدم به. توتير: @ihsanbuhulaiga