الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الرياض الجميلة الصديقة    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم ل اليوم: الدعوة الصامتة لها مليون وسيلة وهى أقوى من كل الدعوات
نشر في اليوم يوم 27 - 12 - 2012

أكد المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية : تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر هو الأمل الذي تهفو إليه نفوس المسلمين طويلا ً.. ومن أجله كافح المسلمون عامة والحركات الإسلامية خاصة.. وهو الذي قدمت من أجله الأجيال الإسلامية المتتابعة من دعاة وأبناء الحركات الإسلامية والعلماء الدعاة وعوام المسلمين دماءها وأوقاتها وحرياتها.. وهو الذي انتظره الصالحون زمنا ً طويلا ً .. وهم يأملون أن يتحقق قريبا . وأشار نحن نحب الاقتراب والتواصل مع كل المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة والأصل في الحركات الإسلامية السنية الائتلاف والتقارب والاجتماع ولكن البعض يرى في الحركات الإسلامية عكس ذلك ويسعدني أن نكون قريبين من أنصار السنة ومن كل الحركات الإسلامية التي نحبها في الله . وأوضح علينا أن نتعلم درساً جيداً من إسرائيل حيث تتكاتف الدولة مع المتدينين اليهود لخدمة إسرائيل وكلاهما يقدم مصالح إسرائيل على مصالحه الفئوية والحزبية.أما إذا استمر الصراع الساخن أو البارد بين الدول والحركات الإسلامية فسوف تكون هذه هي الطامة الكبرى..وحول طرح العديد من الأسئلة كان لنا الحوار مع الدكتور ناجح إبراهيم أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية ل (اليوم):
مشروع حضاري
هل لدى الجماعة الإسلامية مشروع حضاري في المستقبل لمواجهة التحديات الخارجية ومشاريع الهيمنة الغربية؟.
-- لدى الجماعة الإسلامية مشروعات وأفكار جيدة تصب في صالح الإسلام وأوطان الإسلام أيضاً ولكن قد يكون هذا الوقت غير مناسب لهذه الأطروحات أو تطبيقها في الواقع ولكن من الأسباب التي دفعتنا للمبادرة ووقف العنف والاحتراب الداخلي نهائياً هو رغبة إسرائيل في الهيمنة على المنطقة وإضعاف الدولة المصرية وتهميش دورها. ولما كان الاحتراب الداخلي يساعد على ضعف الفريقين الحركة الإسلامية والدولة معاً رأينا وقف العنف نهائياً. إن مصر مؤهلة دائماً لصد العدوان على الأمة العربية والإسلامية، فمن هزم الصليبيين سواها؟ ومن هزم التتار سواها؟ وذلك كله بعد توحدها مع الشام الذي يمثل الخطوة الأولى في كل انتصاراتنا التاريخية.
وأول خطوة على الحركة الإسلامية أن تقوم بها ألا تحاول هدم سلطة الدول التي تحيا بها. وعلى الحكومات ألا تحاول هدم الحركات الإسلامية ما دامت لا تحاربها ولا تقاتلها ولا تصارعها فهدم الفريقين هو بداية الهزيمة وقوة الفريقين معاً هو بداية النصر.وعلينا أن نتعلم درساً جيداً من إسرائيل حيث تتكاتف الدولة مع المتدينين اليهود لخدمة إسرائيل وكلاهما يقدم مصالح إسرائيل على مصالحه الفئوية والحزبية.إما إذا استمر الصراع الساخن أو البارد بين الدول والحركات الإسلامية فسوف تكون هذه هي الطامة الكبرى وعلى الدول أن تعلم أن الحركات الإسلامية هي الأكثر قدرة على مواجهة حملات التغريب الفكرية والعقائدية التي تريد أن تذيب هوية الأمة العربية والإسلامية وشخصيتها وهذه هي مهمتها الحقيقية وعلى الحركات الإسلامية أن تعلم أنها لن تستطيع صد أي عدوان خارجي حقيقي على بلادها وحدها.وعلينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونأخذ درساً من هزيمة طالبان السريعة في أفغانستان واحتلال بلادها في ثلاثة أشهر وكذلك هزيمة المحاكم الإسلامية السريعة في الصومال. وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا قبل كل شيء ولا نقول إن حزب الله هزم إسرائيل. بل نقول إن حزب الله هزم إسرائيل في حربه بالوكالة عن إيران وسوريا وهذا انتصار جزئي إذ أن ثمنه كان فادحاً وهو تدمير معظم لبنان.


مصادر التلقي
بماذا تطالب بأن تكون هناك خطة أو برنامج لدمج كل هذه الحركات والجماعات في بوتقة واحدة؟
-- نحن نحب الاقتراب والتواصل مع كل المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة والأصل في الحركات الإسلامية السنية الائتلاف والتقارب والاجتماع ولكن البعض يرى في الحركات الإسلامية عكس ذلك ويسعدني أن نكون قريبين من أنصار السنة ومن كل الحركات الإسلامية التي نحبها في الله ونواليها مهما كان موقفهم منا.وقد سألني أحد الإخوة أيام شرح المبادرة في السجون قائلاً إذا كانت الجماعة الإسلامية ستوقف القتال نهائياً مع الحكومات ولا تكفر الحاكم؟ فما الذي يميزها إذاً عن الحركات الإسلامية الأخرى؟، فقلت له: إن التميز من أجل التميز باطل شرعاً وغير مقبول عند الله، إنك إذا قمت بطاعة بنية التميز فلن تقبل منك، لكنك يجب أن تقوم بالطاعة لأنها واجبة عليك أو عجز غيرك أن يؤديها أو أن الله أعطاك قدرة لم تتحصل لغيرك على تأديتها.
وبعض أبناء الحركة الإسلامية يصنعون الخلاف مع الآخرين لمجرد الخلاف والتميز وهذا خطأ فالأصل أن الحركات الإسلامية السنية تتفق في كل شيء تقريباً من مصادر التلقي والعقيدة والأخلاق وثوابت الدين، وتختلف فقط في الوسائل التي توصلها إلى أهدافها، وكذلك بعض الخلافات الفقهية الفرعية وكلاهما الخلاف فيه محمود ورحمة للأمة ويثري عطاء الحركة الإسلامية ويناسب كل طبقات وشرائح ونوعيات المجتمع ولسنا مع الناظرين لذلك التنوع في ساحة العمل الإسلامي على انه شر محض ولا مع القائلين بأنه السبب الأساسي في تمزيق شمل الأمة وتوهين قواها وتفتيت صفها، إذ أن السبب في ذلك لا يخفى على أحد وما هذه الكيانات العاملة للإسلام - في وجهة نظرنا - إلا محاولة صادقة لجمع الأمة حول أهدافها العظمى وتنسيق جهود أبنائها في وجه أعدائها وترشيد السلوك والأفكار لما فيه النفع للإسلام والمسلمين، فهي بمثابة خطوة أولية على طريق الوحدة الإسلامية الجامعة ومرحلة متوسطة بين واقع أمتنا المحزن وغدها المشرق المأمول. نعم هناك تباين واختلاف في كثير من الرؤى والاجتهادات بين فصائل العمل الإسلامي ولا ضير في ذلك ولا ينبغي أن يشغلنا ذلك كثيراً.
الدولة المدنية
تعليقك عما يدور من أحداث على الساحة فى مصر من اقحام الشريعة فى الخلاف السياسي والإعلان الدستوري ؟.
-- إن الشريعة موجودة قبل كل دساتير العالم وقبل ان يوضع الدستور ولم ولن يحافظ عليها مادة قانونية فى دستور وإن اقحام الشريعة فى الخلاف السياسي أمر لا يقبله الإسلام ولا الشريعة لأن من يتواجد الآن فى ميدان التحرير ليسوا كفارا وليسوا ضد الشريعة وعلى المساجد أن تبتعد عن المناقشات السياسية واقحام نفسها فى النفاق لصالح النظام لأن هذا ليس دورها .وابعدوا منبر النبي صلى الله عليه وسلم عن التنافسات السياسية وكفوا عن الحديث بلغة التمثيل الأوحد للدين .والإعلان الدستوري شطر الشعب المصري نصفين ومادام الانقسام تم بالسكين فكل نصف منهما ينزف دما ً ويتأوه ألما ً ولا يكاد يستطيع أن ينجز شيئا ً لا في السياسة ولا الاقتصاد ولا التنمية ولا الخدمات كلا النصفين سيظل معطلا ً نازفا ً حتى حين وتمزق الدول حدوديا ً يسبقه دوما ً تمزق نفسي وروحي وتمزقها جغرافيا ًيسبقه دوما ً التمزق الإنساني والديمجرافي واليوم تتمزق مصر إنسانيا ً فالإسلاميون في ناحية وأنصار الدولة المدنية في ناحية والمسيحيون في ناحية وأهل سيناء من ناحية ثالثة. وأخشى أن يتحول هذا الانقسام في النفوس والقلوب إلى انقسام في الحدود وفي الجغرافيا بعد سنوات طويلة، وعلينا ألا نستهين بقطرات الماء إذا تواصل سقوطها على الحجر الأصم فقد تؤدي إلى تفتيته وتمزيقه في يوم من الأيام . وأن الحاكم الجيد يصنع معارضة جيدة، وأن المعارضة المخلصة تصنع حاكما ً متجردا ً لمصلحة وطنه وأن الحاكم العادل يصنع قضاء ً عادلا وأن القضاء العادل يصنع حاكما ً وقافا عند حدود الشريعة والقانون فكلاهما يصنع الآخر ويغذي صلاحه أو فساده.
فصيل سياسي
تعليقك على التحذير من الاغتيالات السياسية فى مصر ؟
-- تحذيرى من الاغتيالات السياسية بمصر ناجم عن تحليل وليس مبنيا على معلومات وأن تفشي العنف المجتمعي الذي استشرى في مصر نتج عن أن كل فصيل سياسي في البلاد يخون الآخر ويصنع خطاب التكفير السياسي بعيدا عن المصلحة العليا للبلاد فضلا عن حالة الاستقطاب السياسي الحاد بين كافة القوى السياسية وهي تطورات يمكن أن تغذي الاغتيالات السياسية وإن هذه نتيجة طبيعية لحالات التكفير والعنف والتخوين والاستقطاب السياسي الحاد الذي يشهده المجتمع المصري والتي لم تحدث في أي عهد رئيس مصري سابق.
تحذيرى من الاغتيالات السياسية بمصر ناجم عن تحليل وليس مبنيا على معلومات وأن تفشي العنف المجتمعي الذي استشرى في مصر نتج عن أن كل فصيل سياسي في البلاد يخون الآخر ويصنع خطاب التكفير السياسي بعيدا عن المصلحة العليا للبلاد فضلا عن حالة الاستقطاب السياسي الحاد بين كافة القوى السياسية وهي تطورات يمكن أن تغذي الاغتيالات السياسية.
حدوث حرب
ردكم على ما ذكرته بعض الصحف الأمريكية من وجود قلق في الغرب من تحول مصر لدولة مزعجة شبيهة بإيران؟
-- هذا القلق فيه جانب كبير من الصحة وأتوقع حدوث حرب بين مصر وإسرائيل خلال 7 سنوات لأن هناك أزمات كثيرة تساعد على ذلك وهناك جماعات تتصور أن لها الحق في إعلان الحرب على أية دولة.
حرية العقيدة
ما شكل الحكم الإسلامى من وجهة نظرك؟
-- الحكم الإسلامى ليس له شكل محدد وليس المهم أن نهتم بالشكل والرسم ولكن علينا أن نهتم بوظائف الحكم الإسلامي العدل ودعم الحريات العامة خاصة حرية العقيدة والعبادة والفكروالشورى والمساواة فإذا تحققت الوظائف فهذا هو حكم الإسلام.
الدعوة الصامتة

تعليقك على أن الخطب والمؤتمرات والمحاضرات هى أقوى وسائل الدعوة الإسلامية؟
**هذه الطريقة فى الدعوة أكثر شهرة وأوسع انتشارًا. ولكن أثرها فى النفوس ضعيف، فأكثر الكلام يتبخر سريعًا من قلب ونفس بل عقل المدعو.أما الدعوة الفردية فهى أقل شهرة وصيت ولكنها أعمق أثرًا فى النفس البشرية، فهى تحفر آثارها يومًا بعد يوم فى قلب ونفس المدعو لتغيير نفسه وقلبه إلى الأفضل والأحسن تغييرًا جذريًّا. ويكفى أن معظم الصحابة الكبار كانوا من نتاج الدعوة الفردية. فكبار المهاجرين فى مكة كانوا من نتاج دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكبار الأنصار فى المدينة كانوا من نتاج دعوة صهيب رضى الله عنه.
والدعوة الصامتة هو أن تدعو بأخلاقك الكريمة دون أن تتحدث طويلا. والدعوة الصامتة أن تكون إسلاما يمشى على الأرض دون أن تستخدم لسانك.والدعوة الصامتة أن تكرم الضيف إكراما شديدا دون أن تحدثه طويلا وكثيرا عن الإسلام، أو أن تريد أن تضمه إلى جماعتك.والدعوة الصامتة هى التى أشارت إليها الصِّدِّيقة العبقرية السيدة خديجة رضى الله عنها وهى تطمئن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما جاء خائفا من الوحى وهو يرتجف قائلا: (زملونى زملونى، دثرونى دثرونى)، فقالت له بعبقريتها : إنك لتصل الرحم ، وتكسب المعدوم. وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر. وكأن الذى يفعل ذلك لن يصيبه مكروه إنها الدعوة الصامتة.
فالدعوة الصامتة لها مليون وسيلة ووسيلة وهى أقوى من كل الدعوات وهى لا تنسى أبدا لأنها تحفر فى القلوب والنفوس وهى لا تحتاج إلى علم غزير أو فصاحة لسان ولا سيطرة على مسجد تتنازعه الجماعات المختلفة ولكنها تحتاج فقط إلى نفس صافية تحب الناس وتعطف عليهم وقلب رقيق يهفو إلى الخير ويشتاق إليه .
أهل القانون
ماذا تقول عن تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر ؟
-- تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر هو الأمل الذي تهفو إليه نفوس المسلمين طويلا ً.. ومن أجله كافح المسلمون عامة والحركات الإسلامية خاصة.. وهو الذي قدمت من أجله الأجيال الإسلامية المتتابعة من دعاة وأبناء الحركات الإسلامية والعلماء الدعاة وعوام المسلمين دماءها وأوقاتها وحرياتها.. وهو الذي انتظره الصالحون زمنا ً طويلا ً .. وهم يأملون أن يتحقق قريبا ً .ولكن المؤلم الآن أن شعار تطبيق الشريعة تحول إلى مادة للصراع السياسي بين القوى السياسية المتناحرة بدلا ً من أن يكون مادة تجتمع عليها القلوب وتخشع عندها النفوس .
وقد ساعد على ذلك أن بعض الذين يحملون لواء التطبيق الفوري للشريعة لا يعجبهم أحدا ولا يرضون عن أحد.. بدءا ً من د. مرسي رئيس الجمهورية الحامل للقرآن الكريم والذي وعد مرارا ً بتطبيقها .. ومرورا ً بالأزهر وعلمائه ودعاته .. وانتهاء ً بكل من يريد التدرج أو التأني في التطبيق حتى يتم على وجه صحيح يحبب الناس في الشريعة ولا ينفرهم منها.وبعض هؤلاء ليسوا من أهل العلم أو الفقه أو البذل والعطاء أو التجربة في مثل هذه القضايا الشائكة.. وهم يطلقون تصريحات متشنجة تضر مشروع الشريعة أكثر مما تنفعه.. وبعضها يثير فزعا ً وهلعا ً من الشريعة بدلا ً من طمأنة الآخرين الذين يحبون الإسلام ويرغبون في الشريعة.. ولكنهم يريدون أن يطمئنوا إلى طريقة التطبيق وسلامته.وكان من الأولى أن يتصدر المشهد في أمر تطبيق الشريعة العلماء والحكماء والفقهاء وأهل القانون وعلوم الشريعة.. بدلا ً من بعض الذين ينفرون الناس من الشريعة صائحين هائجين.. وكأنهم يقولون لعوام الشعب المصري «لقد جئناكم بالذبح» .
النصح والإرشاد
حدثنا عن أفكار تجمع الجماعات الجهادية في سيناء ؟
-- الجماعات الجهادية في سيناء متعددة وأبرزها جماعات جند الله والرايات السوداء وهؤلاء يحملون فكر تنظيم القاعدة ويعارضون الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ويستحلون دماء رجال الشرطة على وجهة الخصوص وهناك جماعة السلفية الجهادية وهؤلاء لا يعارضون الرئيس إنما يعتبرونه حاكما عاديا وكل ما يريدونه هو محاربة إسرائيل بدون الحصول على إذن الحاكم (الرئيس أو الحكومة).
أما جماعة التكفير فهؤلاء يكفرون المجتمع بأكمله ويحمل جزء منهم السلاح أما الجزء الآخر فلا يحمل السلاح ويكتفي بالابتعاد عن المجتمع الذي يكفره.
وجماعة جند الله هي التي نفذت الهجوم على الجنود المصريين في رفح بالتنسيق مع أتباعهم في قطاع غزة والأسلحة جاءت إليهم مهربة من ليبيا.والأفكار المشتركة التي تجمع بين هذه الجماعات هي التكفير والتفجير فهم يريدون قتال الإسرائيليين بدون مراجعة الحاكم وأفراد هذه الجماعات قادمين من الدلتا للتدريب في سيناء وتنفيذ عملياتهم هناك. ولكن التكفير في الإسلام أمر مرفوض ودور الداعية هو النصح والإرشاد وليس التكفير.
ويرى أن رغبتهم في محاربة إسرائيل بدون الرجوع للرئيس أو الحكومة بمثابة مزايدة على الرئيس ومواقفه المدافعة عن حقوق الفلسطينيين. كما أنهم بإصرارهم على هذا يضعون الدولة أمام خيارين إما الحرب مع إسرائيل وهو أمر مصر في غنى عنه ولن يرضى الرئيس والحكومة على خوض حرب غير متكافئة مع إسرائيل والخيار الثاني يكمن في مواجهة هذه الجماعات وهو ما أقدمت عليه الدولة من خلال العملية نسر.
الربيع العربى
وماذا عن وجود تنظيم القاعدة في مصر؟
-- ان تنظيم القاعدة بدأ تكوين نفسه في مصر مؤخراً وهو الآن في مرحلة طرح الأفكار وبعد فترة سيكون له وجود فعلي في مصر وفي جميع دول الربيع العربي .
الأوضاع الأمنية
رؤيتك للوضع الأمني في سيناء؟
-- ان الخلل في سيناء يطول كل شيء وليس الأمن فقط فلا يوجد بهذه المنطقة تنمية على الإطلاق حتى أبناءها يحرمون من دخول كليات الشرطة أو الحربية على الرغم من أنهم الأجدر علي التعامل مع الأوضاع الأمنية والاجتماعية هناك.
الحلال والحرام
التحديات التى يتوجب على الإسلاميين القيام بها بعد وصولهم إلى السلطة؟
-- هناك عدة تحديات يتوجب على الإسلاميين القيام بها بعد وصولهم إلى السلطة منها أن ينتقلوا من الدعوة والجماعة إلى الدولة ففى الجماعة تستطيع أن تطرد المعارض ولا تستطيع ذلك فى الدولة وأن هذا الانتقال أخطر ما تواجهه دول الربيع العربى وأنه يجب على الإسلاميين تقديم نموذج حسن للحوار مع شركاء الوطن من كل الفئات والتيارات وأن يبتعدوا عن الاستعلاء والتعصب.
وأن معظم الحركات الإسلامية تميل إلى التحريم والتشدد قبل التحليل وأنه يجب على الحركات الإسلامية أن تنزل من عالم النظرية إلى عالم التطبيق ومن دنيا الشعارات إلى عالم الواقع وأن تطبيق الشريعة يأتى بالتدرج وأن أحكام تدرج الخمر والربا تعطي عبرة وعظة والتدرج يكون بالتطبيق وليس بالحلال والحرام.
وأطالب التيارات الإسلامية بتكرار تجربة الرسول صلى الله عليه وسلم فى العفو عن المخالفين عندما قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء) وعدم تكرار تجربة طالبان فى أفغانستان التى قالت إن عقلية الدولة هى عقلية الجماعة. ويجب أن نربى أبناء الحركة على الحياة الحزبية وعلى أن الوطن قبل الجماعة وقبل الفصيل وأن تطبيق الحدود يكون آخر ما يطبق فى الشريعة.والفكر الوسطى هو المنقذ فمصر ستنحدر بسبب الفكر التكفيرى الذى انتشر بعد ثورة 25 يناير.
طريقة صحيحة
أكبر المشكلات التى تعانيها الحركة الإسلامية المصرية ؟
-- غياب التخصص الدقيق فى عملها .فتجد فلانا الداعية والفقيه فى الوقت نفسه رغم ما بينهما من اختلاف فى المهام والاستعدادات العقلية والفكرية والشهادات العلمية وهو الإعلامى ومقدم البرامج وهو أيضا نائب البرلمان الذى يحسن التشريع ويفهم فى أحكام الشريعة والفقه الوضعى بدقائقهما وتفاصيلهما .وهو أيضا فى الهيئة التأسيسية رغم أنه لم يدرس شيئا عن الدساتير لا بطريقة أكاديمية ولا حرة ..وهو الثائر الأعظم الذى يريد هدم الكون مع التكفل الكامل بإعادة بنائه سريعا بشكل أفضل وأحسن وهو السياسى المخضرم رغم أنه كان عدوا لها منذ عهد قريب وقد يشغل مع ذلك كله منصبا فى الدولة وآخر فى جماعته وثالثا فى الحزب قد يكون ذلك كله مقبولا فى بداية الأمر ولكن إذا أستمر ذلك فسوف يؤدى إلى كارثة محققة لا تحيق بالوطن وحده ولكن تحيق بهذا الشخص وبأتباعه والمسئول عنهم فقد لا يستطيع أن يؤدى أى عمل بطريقة صحيحة وقد يفشل فى التركيز فى مهمة واحدة فضلا عن مهامه الكثيرة وهو بالقطع لا يحسن إلا تخصصا واحدا من هذه التخصصات .أما فكرة الداعية الفقيه الثائر النائب السياسى رجل الدولة والقانونى والبرلمانى المحنك فهى فكرة فاشلة يأباها المنطق السليم ويرفضها العقل الصحيح ويمجها الواقع المعاش وترفضها مبادئ الإدارة السليمة ولا تصلح للتعميم ولكنها قد تكون استثناء من الأصل .
تطبيق الحدود
وما المخاوف من فشل التجربة الحزبية للحركات الإسلامية ؟
-- إذا فشل حزب يخرج حزب غيره كما يحدث مع الدول إذا زالت دولة خرجت غيرها فعندما ضعفت دولة الأمويين وزالت خرجت دولة العباسيين وهكذا .لكن علينا أن نعي أن الدولة أعظم من الحزب والجماعة وأن الأمة أعظم من الدولة .ولابد من ضبط العلاقة بين التنظيمات وبين الدولة فلا يجوز تجاوز الدولة وحمل السلاح وإعلان الحرب وإقامة الحدود لأحد غيرها فهذه أمور سيادية للحاكم لأن هناك خلطا فى قراءة الآيات فعلى سبيل المثال حين نقرأ قول الله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) فهذا خطاب لنا جميعا فى الإيمان أما فى العمل فهذا شأن القضاة والحكام وكذلك إعلان الحرب وتطبيق الحدود .

ظهر قلب
تفسيرك لفكر جماعات التكفير بمعناه الواسع الشامل؟
-- معظم جماعات التكفير التي رأيتها وجدت أنها سطحية الفكر لا تحب العلم بمعناه الواسع الشامل ولا تحب العلماء بأطيافهم المختلفة.. وتكره الاستزادة منهما.. وتحب الطاعة العمياء والتلقين المستمر .. وتحب أن يختصر لها كل علم في مذكرة بسيطة كتبها زعماؤهم يحفظونها عن ظهر قلب .. كما أنهم يعرفون بشتم العلماء القدامى والمعاصرين.. ويكرهون علماء الأزهر وقد يكفرونهم إلا من كان معهم .. ويقولون عن معظم العلماء المعاصرين أنهم علماء سلطة.. وهذه الفرية لحقت وتلحق بكل علماء عصرهم.. وقد كان شكري مصطفى يكيل السباب للإمام النووي لأنه رد على قضايا التكفير في باب الإيمان في صحيح مسلم .. ويقول عن النووي أنه جاهل .. وكان يقول عن العلامة «ابن كثير « المفسر والفقيه المعروف «ابن قليل».. وكل ذلك أدى في النهاية إلى تجرئه على خطف الشيخ الدكتور الذهبي وهو من أعظم علماء الأزهر .. ثم قتله بدم بارد ودون شعور بالذنب أو الإثم.. لأن كل هذه الطائفة من العلماء كفار لديهم . والعقل التكفيري لديه محنة كبرى وهو أنه يريد أن يلغي الأجيال السابقة من العلماء والدعاة والمجاهدين والباذلين والمضحين في أمة الإسلام العظيمة .. وكأن الإسلام بدأ به وحده دون سواه .. وقد اجتمع شكري مصطفى مع مجلس الشورى لجماعته لكتابة أصول فقه جديدة .. وكأن الأمة كلها لم تكتب شيئا ً في أصول الفقه قبل ذلك .. واجتمعوا كذلك لكتابة مصطلح حديث جديد خاص بهم .. وكأن الإسلام بدأ بهم دون سواهم .. وقس على ذلك .
والعقل التكفيري لديه محنة كبرى أخرى في تفكيره إذ أنه يجعل نفسه نائبا ً عن الدولة وعن الشعب وعن القضاء في الحكم بالكفر على من يراه كذلك ثم قتله ليقوم بدور المفتي والخصم والقاضي والجلاد والمنفذ دون أن تكون له أدنى مؤهلات لذلك .. وقد يقوم بالنيابة عن الشعب والدولة وجيشها فيعلن الحرب على أي دولة أخرى ظالمة أو غير مسلمة أو محتلة دون إذن من الحاكم وجيشه أو معرفة لهم بالأمر مما قد يضطرهم لحرب لا يريدونها ولا يرغبونها وليسوا مستعدين لها .. فهم يرون أن التنظيم فوق الدولة.. وأن المسئول عنه فوق الرئيس .. وأنهم هم الذين يحددون ما ينبغي على الدولة عمله .. فهم أدرى من الجميع ..رغم أنه لم يحصل واحد منهم يوما ً على ماجستير أو دكتوراة في العلوم العسكرية أو الإستراتيجية .

كراسى السلطة
رسالة إلى الجماعات الإسلامية؟
-- لقد نقلنا الله من ذل السجون إلى عز قصور الحكم ..ولقد صبرت الحركة الإسلامية على ضيق السجون وقهرها ..وعليها اليوم أن تصدق مع الله فى الرخاء والحكم كما صبرت فى الضيق والقهر ..وإن اختيار الحكم أقسى من اختيار السجن .وأن يزيدوا من تواضعهم للناس وخدمتهم لهم .وألا تغرهم كراسى السلطة فيظنونها باقية إلى الأبد وعليهم أن يدركوا أن الأنظمة والدول التى تدوم بالعدل ..تزول بالظلم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.