تنزلق بعض القصائد إلى القلوب انزلاقاً سلساً ناعماً على جسر من الصدق الذي صيغت منه المفردات التي استخدمها الشاعر، وقصيدة (أنا وليلى) واحدة من تلك القصائد المضمخة بالصدق. حسن المرواني شاعر عراقي مكلوم عاش تجربة حب قاسية حتى أني لم أشعر بتعاطف مع رجل شاعر محب كما شعرت تجاه وجعه الذي عبر عنه بقوة زاد من أثرها إحساس كاظم الساهر حين تغنى بها ببراعة نقلت لنا الألم. هي قصيدة طويلة توجز حكاية حب حقيقية عاشها الشاعر ورمز لحبيبته بليلى ذاك الاسم الذي اختاره الشعراء كثيراً لكي يخفوا اسم الحبيبة حتى وان كان معلوماً كسندس حبيبة حسن المرواني التي عرفت جامعة بغداد حكاية حبه لها. ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي واستسلمت لرياح اليأس راياتي جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى. باتساع الحلم يكون الأمل وما أكثر الأحلام في عالم العشاق وما أكثر الرؤى التي تصطدم بقلوب قدت من صخر فتقتل الأحلام ومن احتضنها حتى يكاد يرغب في اقتلاع قلبه من مكانه من شدة الألم الذي يتقاسم جسده وروحه بسيف أرعن حتى يبلغ الألم مداه فينسى ترفقه بحبيبته ويرغب بالخلاص منها.. وما أثمرت شيئاً نداءاتي نهاية حتمية لكل قصة حب عاثر تهزم فيها الروح وتتلاعب بها رياح اليأس فتصفق الأبواب في الوجوه ويكل المحزون من طرقها يصرخ مستنجداً ولكنها نداءات تغيب في فضاء لا وصل فيه ولا عودة. حزن عميق وافتقاد نازف تجري دماؤه مواراة بين الروح والقلب وتبدل نكهة الحب المرتجى بطعم شديد المرارة تجعل الشاعر يتلوى ألماً: أعتق الحب في قلبي وأعصره فأرشف الهم من مغبر كاساتي ممزق أنا لا جاه ولا ترف يغريك فيّ فخليني لآهاتي لو تعصرين سنين العمر أكملها لسال منها نزيف من جراحاتي تخلت واختارت الثراء على محب فقير لم يعد بيده شيء سوى حب يعتقه فيرتشف منه الهم الذي يعتصر قلبه وينكأ جراحه في كل رشفة وما بين رشفة وأخرى تولد آهات حرى تتلظى على نزف الجروح الغائرة. عانيت عانيت لا حزني أبوح به ولست تدرين شيئاً عن معاناتي أمشي واضحك يا ليلى مكابرة علّي أخبي عن الناس احتضاراتي لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني ولا سبيل لديهم في مواساتي يرسو بجفني حزن يمص دمي ويستبيح إذا شاء ابتساماتي معذورة أنت إن أجهضت لي أملي لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي طويلة هي المعاناة بعمر كل ثانية سحقته وأذاقته ألماً مقطراً تشتعل به خلاياه في وقت ما كانت ليلاه تدرك سوء حاله، غائرة جروحه ونازفة ولكنه يخفيها بابتسامة وخطى مكابرة بين الناس ليخفي (احتضاراته) يا له من تعبير فريد فالشاعر يغيب في ألم سكرات الموت ويحتضر مرة تلو أخرى ولا يشعر به احد من الناس فهو لا يشكو ولمن يشكو؟ فالناس لا تدري عن مدى ألمه الذي يطوي آلاماً كثيرة ولكنه رغم الحرمان الذي يتطفل على حياته ودمه وابتساماته يترفق بليلى فلا يلومها فهو الجاني الذي تكررت حماقاته على نفسه حماقات الحلم والنداء والاستغاثة حماقة الجرأة التي هيأت له خديعة تقول بأنها قد تكون له. فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلماً جناحاتي اصيح والسيف مزروع بخاصرتي والغدر حطم آمالي العريضات باتساع الحلم يكون الأمل وما أكثر الأحلام في عالم العشاق وما أكثر الرؤى التي تصطدم بقلوب قدت من صخر فتقتل الأحلام ومن احتضنها حتى يكاد يرغب في اقتلاع قلبه من مكانه من شدة الألم الذي يتقاسم جسده وروحه بسيف أرعن حتى يبلغ الألم مداه فينسى ترفقه بحبيبته ويرغب بالخلاص منها.. وأنت أيضاً، ألا تبت يداك إذ آثرت قتلي واستعذبت أناتي من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي إذاً ستمسي بلا ليلى حكاياتي فهي التي غرست كفها ذات ألم في قلبه لتسحق مسرات صنعها مجرد حلم لم يهتد يوماً إلى الحقيقة. غرست كفك تجتثين أوردتي. وتسحقين بلا رفق مسراتي مضاع هاجرت مدني عني وما أبحرت منها شراعاتي Twitter: @amalaltoaimi