أصبحت ظاهرة و مستوطنة و متغلغلة و منتشرة و مقلقة و في الأخير كشرت عن أنيابها كخطر حقيقي يهدد الكرة السعودية..!! بدون شك هي كثرة الإصابات التي تداهم لاعبي الأخضر قبل المشاركة في العديد من المناسبات الخليجية والقارية حتى استفحل الأمر و أصبحت الإصابات كابوسا و ظاهرة تستدعي التوقف عندها طويلا من أجل إيجاد حل جذري حتى لا تضيع هيبة الكرة السعودية في الاستحقاقات المتعددة ..!! وازاء هذه الظاهرة ينبغي على الجهاز الطبي للمنتخب متابعة لاعبي الأخضر في أنديتهم وهذه المتابعة يجب تفعيلها حتى لا يكون دورها صوريا فقط وذلك من اجل ضمان مشاركات جادة لنجوم المنتخب السعودي في المنافسات الخليجية والقارية ..!! لقد أصبحت الإصابات كابوسا في وجه الأخضر في أي مشاركة له . فكلنا يتذكر ما حل بالمنتخب ابان خليجي (18) و كيف فقد الأخضر أبرز عناصره الأساسية في الأوقات الحرجة من أمثال حسين عبد الغني وعمر الغامدي وغيرهما .. و في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010 كان عامل الإصابات هو الذي أطاح بالأخضر قبل بيسيرو والجوهر .. خصوصا في المباريات الأولى التي شهدت غياب أبرز أربعة نجوم ضمن الطاقم الأساسي للمنتخب .. و رغم ذهاب النقاد يمنة ويسرة في سرد أسباب عدم التأهل لجنوب أفريقيا .. إلا أن العامل الأهم من وجهة نظري كان عامل الإصابات الذي هز الأخضر في بداية المشوار .. كل المدربين الذين مروا على الأخضر .. تحدثوا عن هذه الظاهرة وآخرهم ريكارد الذي بدا قلقا من هذه الظاهرة ..!! و قبلها أيضا كانت في أمم آسيا 2007م تكررت المأساة و فقد الأخضر عناصر هو في أمس الحاجة إليها ..!! الخلل موجود والمسؤولية مناطة بالاتحاد الجديد بعد الانتخابات في تفعيل الجهاز الطبي لمتابعة حالات اللاعبين المصابين المرشحين للانضمام للمنتخب قبل كل استحقاق و هذا الجانب يجب أن يكون هو السلطة الأولى في قرار مشاركة الدوليين مع أنديتهم من عدمها و إلا ستتكرر الظاهرة و تتفاقم أكثر في الاستحقاقات القادمة..!! و الخلل الآخر الذي ينبغي دراسته بعمق هو مواعيد المنافسات المحلية وتوقيتها بما يتناسب مع الاستحقاقات الخارجية للمنتخب فالجميع يضع علامة استفهام على موعد انتهاء المنافسات المحلية مع العلم المسبق بموعد نهائيات كأس أمم آسيا .. وكذلك دوري أبطال آسيا .. وغيرها من الاستحقاقات الأخيرة ..ومراعاة ذلك للأندية والمنتخبات حتى لا يداهم الإرهاق اللاعبين والذي نتيجته في نهاية المطاف الإصابات ..!! لقد أصبحت الإصابات هي القاعدة وغيرها استثناء .. و هذا مكمن الخطر الذي يوجع الكرة السعودية و يهد قوتها و تركيبتها الفنية .. خصوصا أن الإصابات بالكوم وهذا ما يجعلنا نطلق على ما يحدث للاعبي الأخضر من إصابات (ظاهرة) و ليس (استثناء) ما يحدث للاعبين من إصابات أعتقد أنه رسالة أيضا لمسئولي الأندية بالاهتمام بالتعاقد مع أجهزة طبية على مستوى عال كما هو الحال مع المدربين و إلا فسيكون هناك هدر للأموال بعدم الاستفادة الحقيقية من نجوم تبدع وتخنق بالإصابات ..!! الاحتراف منظومة متكاملة لا يمكن أن تتجزأ فما الفائدة من شراء عقود اللاعبين بالملايين و احضار مدربين عالميين والأجهزة الطبية محلك سر ..!؟ حان الوقت للتركيز على الأجهزة الطبية من كوادر بشرية و أجهزة وفي الأندية أولا من أجل أن تتكامل منظومة الاحتراف ..!! انتبهوا لهذه الظاهرة قبل أن تصبح قاعدة لكل مشاركة سعودية في أي استحقاق فالملاحظ أن معدل الإصابات في صفوف لاعبي الأخضر هي الأعلى من أي منتخب خليجي أو آسيوي .. ترى أين الخلل !؟ كل المدربين الذين مروا على الأخضر .. تحدثوا عن هذه الظاهرة واخرهم ريكارد الذي بدا قلقا من هذه الظاهرة ..!! همس في أذن البعض .. هل هناك نجوم في أنديتنا يلعبون تحت وطأة الابر والتخدير ؟! وهل يتحاملون على اصابتهم من أجل المشاركة في مواجهات هامة وحاسمة ؟! أين دور الرقابة والأجهزة الطبية للمنتخب إزاء هذه الظاهرة ..!!