تجربة الأخضر أصعب مرحلة في حياتي!!

السيد فرانك ريكارد مدرب المنتخب الوطني السعودي لمع نجمه في ابرز الأندية العالمية بداية من اياكس الهولندي مرورا بسبورتنج لشبونة البرتغالي ثم ايه سي ميلان الايطالي ومرحلة رعب الثلاثي الهولندي اضافة الى التاريخ العريق الذي سطره مع الطواحين الهولندية وتحقيق كأس الامم الاوربية عام 1989 وعلى صعيد التدريب فبالاضافة لقيادة منتخب هولندا قاد فرانك ريكارد عددا من الاندية العالمية وابرزها نادي برشلونة الاسباني واعاد اليه توهجه من جديد قبل ان يتسلم منه المهمة الاسباني بيب جوارديولا، ليرحل الى الدوري التركي لتولي مهمة الاشراف على فريق جلطة سراي لكنه لم يمكث هناك سوى عام واحد فقط ليحط رحاله في المملكة لتدريب الاخضر السعودي واعادة بناء القاعدة من جديد وانتشالها من عثرتها التي تمر بها.. «الميدان» التقى المدرب فرانك ريكارد اثناء اقامة معسكر المنتخب الوطني السعودي في الاحساء وكان لنا معه هذا الحوار الشيق والممتع والذي بدأه بالحديث عن بداياته الكروية كلاعب وكمدرب وتجربته مع برشلونة الغنية بالبطولات، وكانت مجرياته كما يلي:
 مرحبا بك سيد ريكارد نحن سعيدون لاجراء هذا الحوار معك ونتمنى ان يكون حوارا ممتعا وشيقا.
- اهلا وسهلا بك وانا سعيد كذلك واتمنى ان يكون الحوار مثمراً.
 بداية سيد ريكارد متى وكيف بدأت علاقتك بالمستديرة؟
لقد كانت بدايتي مع المستديرة منذ سن مبكرة حيث كان عمري في اول مرة مارست فيها كرة القدم سبع سنوات فقط. وبدايتي كانت بالاحتراف في نادي أياكس امستردام الهولندي في سن السابعة عشرة من عمري وبعد ذلك أكملت مشواري مع عدد من الأندية الاخرى.
 هل تعتبر نادي أياكس الهولندي بيتك الحقيقي حيث شهد بداية مسيرتك كلاعب كما شهد ختام مشوارك الكروي كلاعب أيضاً؟
- بالطبع وبدون ادنى شك فهو العشق الاول ولي في نادي اياكس اجمل الذكريات ولا يمكن ان انسى تلك الايام الجميلة ابدا.
الحل الافضل والامثل لرفع مستوى اللاعب السعودي وجعله بمستوى اللاعب الأوروبي واللاتيني هو فعل ما فعله نادي برشلونة الأسباني من خلال الاكاديميات والاهتمام بالمواهب من مراحل سنية مبكرة وصقل المواهب من الصغر فهذا هو ما يفرق اللاعب السعودي عن اللاعب الاوروبي ينبغي انشاء المدارس واعداد النجوم منذ الصغر بحيث يصل اللاعب للفريق الاول وهو محترف بمعنى الكلمة من حيث المستوى والفكر الكروي
 هل تحلم بتدريب نادي اياكس يوما ما؟
- كل شيء متوقع في عالم كرة القدم ولكن تدريب نادي أياكس ليس بحلم بالنسبة لي لكن من يدري ربما اكون مدرب اياكس يوما ما.
 لا يخفى على عشاق كرة القدم الانجاز الرائع الذي حققته مع نادي برشلونه الأسباني.. كيف ترى تلك التجربة؟
- عندما وصلت الى برشلونة كان الفريق بعيدا عن منصات التتويج لأربعة أو خمسة مواسم بل كان يقبع في قاع ترتيب الدوري الأسباني واستطعت العمل على تطوير الفريق من جميع النواحي وقيادته للتحسن يوما بعد يوم حتى استطاع النادي الكاتالوني استعادة مكانته المرموقة عالميا واصبح يحصد الالقاب شيئا فشيئا حتى اصبح من افضل الاندية الاوروبية في العالم في وقتنا الحالي.
 هل تعتقد بأن ما وصل اليه نادي برشلونة الأسباني من تألق اليوم هو حصاد عملك مع الفريق؟
- تألق الفريق الان لا يعني لي شيئا اطلاقا. فالمدربون الذين اتوا بعدي مثل جواريولا وتيتو فيلانوفا كان لهم بلا ادنى شك بصمتهم واسهاماتهم في مواصلة تألق الفريق وتطويره حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم كفريق من أفضل الفرق في عالم كرة القدم، أضف الى ذلك نقطة وهي من ابرز النقاط التي جعلت النادي الكاتالوني يصل الى هذا المستوى الا وهي وجود أكاديمية برشلونة فالمدارس تهتم بالمواهب منذ مراحل سنية مبكرة وإعدادهم ليصبحوا نجوما وهي فكرة رائعة للغاية وهامة كذلك.
فكل يوم كما تتابعون تظهر وجوه جديدة من هذه الأكاديميات مثل فيكتور فالديس وشافي وانيستا وبوستكس فهذه الأسماء تم الاهتمام بها منذ مراحل سنية مبكرة حتى أصبحوا نجوما وأسماء كما ترى الان تصنع الفارق والفضل يعود لاكاديمية برشلونة.
 في اعتقادك سيد ريكارد ما الذي كان ولا يزال ينقص المنتخب الهولندي لتحقيق كأس العالم لكرة القدم؟
- هولندا بلد صغير والنتائج التي حققها من وصول الى ثلاث مباريات نهائية في كأس العالم وتحقيقه كأس الأمم الأوروبية عام 1989م لهو انجاز عظيم بالنسبة لبلد صغير كهولندا.
 عشاق المستديرة يذكرون بلا شك تاريخك العظيم مع نادي أي سي ميلان الايطالي في اواخر الثمانينات وبداية التسعينات وتألق الثلاثي الهولندي المرعب أنت وماركو فان باستن ورود خوليت. حدثنا عن تلك الحقبة الجميلة وذكرياتك خلالها.. وهل مازلت على تواصل مع ماركو فان باستن ورود خوليت الى الان؟
- لقد كانت بلا شك حقبة رائعة واياما جميلة في ميلان وكانت رفقة الثلاثي الهولندي رائعة حققنا فيها الدوري الايطالي مرتين والكأس الأوروبية مرتين ولا انسى هدف الفوز الذي احرزته للميلان في نهائي الكأس الاوروبي عام 1990م امام فريق بنفيكا البرتغالي كذلك كانت ولازالت علاقتي بخوليت وفان باستن علاقة جيدة ولازلنا على اتصال بين فترة وأخرى.
 هل من الممكن تكرار تجربتك مع برشلونة مع المنتخب السعودي؟
- في برشلونة وضعنا خطة محكمة والتزمنا بالسير عليها بكل ما فيها حتى وصلنا للقمة، وهو ما يجب ان نفعله هنا ويلتزم به الجميع حيث لابد من خطة طريق نسير عليها، بعيدا عن الضغوط الاعلامية التي تمارس علينا لكي يأتي اليوم الذي نجني فه ثمار ما زرعناه، كما انه ينبغي علينا ان نحدد هدفا نصبو اليه، وتحقيق الاهداف لن يأتي في يوم وليلة.
وأود ان اوضح شيئا هنا لابد من الثبات على الخطط التي يتم وضعها لنهاية المطاف فليس من المنطقي ان نقوم كل يوم بوضع خطة نجربها ومن ثم نلجأ لخطة اخرى بديلة فهذا ما سيدمر الكرة السعودية، فهذا الاسلوب لن يجدي نفعاً، فالقائمون على برشلونة كما قلت وضعوا مخططاً وساروا عليه والتزموا به، وهذا ما يتفهمه القائمون على المنتخب السعودي، لكن الجمهور عليه ان يتحلى بالصبر وانا اتفهم ان الجماهير تبحث عن نتائج سريعة.
 وما الذي يحول بينك وبين وضع الخطط التي تحتاج اليها؟
- نحن في حاجة إلى عمل كبير وإلى مساندة ودعم من كافة النواحي المادية وغيرها، وتوفير كل الحاجات اللازمة من أجل تحقيق النجاح، التخطيط والعمل لن تظهر نتائجهما لدينا إمكانات تتطلب عملاً كبيراً ومثابرة ودعماً حتى يتم تحقيق النتائج.
 وما المدة الزمنية التي تحتاج اليها لتجني ثمار تلك الخطط؟
- التخطيط يحتاج الى الصبر، وكما قلت لك النتائج المرجوة لن نجنيها في يوم وليلة ويتحتم علينا أن نخطط من الآن للمراحل السنية الصغيرة والكرة السعودية تمتلك المواهب التي من الواجب صقلها بطريقة مميزة وحينها من الممكن أن تحقق النتائج التي تبحث عنها.
لن أقف مكتوف الأيدي تجاه تراجع مستوى بعض النجوم، التغني بإنجازات الماضي لا يسمن ولا يغني من جوع ، برشلونة يجني ثمار عملي.. وعلاقتي مقطوعة بجوارديولا وفيلانوفا ، نملك إمكانات هائلة ولكن ينقصنا الصبر
 سيد ريكارد هناك فارق كبير كما هو واضح بين مستوى اللاعب السعودي ومستوى اللاعب الاوروبي واللاتيني. من خلال خبرتك الكروية ما الذي ينقص اللاعب السعودي ليصبح بمستوى اللاعب الاوروبي واللاتيني؟
- الحل الافضل والامثل لرفع مستوى اللاعب السعودي وجعله بمستوى اللاعب الأوروبي واللاتيني هو فعل ما فعله نادي برشلونة الأسباني من خلال الاكاديميات والاهتمام بالمواهب من مراحل سنية مبكرة وصقل المواهب من الصغر فهذا هو ما يفرق اللاعب السعودي عن اللاعب الاوروبي ينبغي انشاء المدارس واعداد النجوم منذ الصغر بحيث يصل اللاعب للفريق الاول وهو محترف بمعنى الكلمة من حيث المستوى والفكر الكروي ايضا وايضا بنيانه الجسدي سيكون مكتمل من الناحية اللياقية والبدنية، فليس من المعقول ان اسعى لرفع لياقة لاعب تخطى العشرين عاماً من عمره.
 من خلال مسيرتك في عالم التدريب مع الأندية والمنتخبات. أيهما أسهل من وجهة نظرك؟
- مما لاشك فيه ان تدريب المنتخبات اصعب واكثر تعقيدا وذلك يعود بسبب ان فترات التدريب تكون متقطعة وهناك عناصر تتغير باستمرار بعكس الاندية فاللاعبون تحت تصرفي طوال الموسم بكامله وهذا ما يجعل تدريب المنتخبات عملا اكثر صعوبة وتعقيدا.
 امام المنتخب الوطني السعودي استحقاقات هامة وجماهير الصقور الخضر متعطشة للالقاب. ما هو وضع منتخبنا الان وكيف تجري الاستعدادات؟
- نحن جميعا نعمل على تحقيق نتائج افضل في المرحلة المقبلة وتقديم مستويات افضل من خلال هذه المعسكرات ومن خلال اقامة مباريات ودية والعمل يسير بشكل جيد وسنسعى بكل ما لدينا لتحقيق البطولات واعادة المنتخب السعودي لمستواه المعهود ودائما ما نحتاج دعم ومؤازرة جمهورنا العزيز.
 ما رأيك بمجموعة الأخضر في تصفيات كأس أسيا 2015؟
- لا قلق لوقوع المنتخب السعودي ضمن المجموعة الرابعة التي تضم بجانبنا العراق والصين واندونيسيا وهي مجموعة ليست صعبة وفي نفس الوقت ليست سهلة، وسنعمل خلال الايام المقبلة من أجل تجهيز المنتخب السعودي للمنافسات المقبلة وكل الاحتمالات متاحة امامنا في المستقبل، ولدينا إمكانيات للنجاح سنتفوق بها ولكننا بحاجة للوقت من أجل الاعداد.
 ما اسباب إبعاد ثلاثة لاعبين من المعسكر الحالي؟
- أي لاعب معرض للإصابة في أي وقت، ومنذ ان توليت مهام تدريب المنتخب السعودي في العام الماضي الى الان فان نسبة 80% من العناصر ثابتة يبقى ال 20% الاخرى وهنا يحصل التغيير اما بسبب الاصابات او انخفاض المستوى ولتجربة عناصر جديدة وهذا امر طبيعي.
 ما مقومات النجاح في معسكر الاحساء واجواء المعسكر؟
- جميع الإمكانيات متوافرة والملاعب جاهزة وستساعد على نجاح المعسكر، ونأمل ان يكون الاعداد فترة جيدة للاستعداد بشكل جيد لمباراة الكونغو.
 متى سيعود الاخضر لزعامة القارة الاسيوية؟
- قلت سابقاً انه يتحتم على الجماهير نسيان الزعامة الاسيوية، وما زلت اقولها بأننا نحتاج الى ان نقف على ارض الواقع لكي ننهض من جديد، والتغني بانجازات الماضي سيزيد الامر سوءاً.
والجماهير السعودية ترى انه يجب ان يتفوق المنتخب على نظرائه الخليجيين، لكن هؤلاء تقدموا على أرض الواقع، وتركونا نعيش في أحلام أننا الأفضل، ومن يظن انه الافضل دائماً يخدع نفسه فتلك المرحلة لابد ان تنتهي الى غير رجعة، فيجب ان ننظر أمامنا ونفكر بشكل أكثر في المستقبل، ولكي تكون الأفضل فعلاً فعليك بالتخطيط والعمل والتطوير، فهناك فرق اسيوية اصبحت لها كيانها الخاص بفضل الخطط المستقبلية والتطوير المستمر لديها، فاليابان اصبحت قوة لا يستهان بها كروياً، ليس على الصعيد الآسيوي فقط، بل وحتى على الصعيد العالمي، فالجميع هنا يعرف ان اليابان كانت تتلقى خسائر ثقيلة من المنتخب السعودي، لكنهم لم يتوقفوا ووضعوا خططاً وساروا عليها، وارسلوا لاعبيهم إلى اوروبا لممارسة الاحتراف الحقيقي في سن مبكرة، واستدعاء أجهزة فنية إلى اليابان حقق لهم النجاح. ويجب ان يعرف الجميع ان السعودية تملك من الإمكانات ما يؤهلها لتتفوق على اليابان، لكن المسألة تحتاج إلى التخطيط والصبر، ولن تحصد النتائج بين يوم وليلة كما قلت، لدينا إمكانات تتطلب عملاً كبيراً ومثابرة ودعماً حتى يتم تحقيق النتائج.
 سؤال اخير ما حقيقة العروض التي تتلقاها بين الفينة والاخرى؟
- انا مستمر هنا لأطبق الخطط التي وضعناها، وليس من المعقول ان اصغي لكل ما يقال بان هناك مفاوضات بين ناد هنا او هناك فكل هذه الاحاديث اجتهادات صحفية وانا لا اصغي الى الشائعات وردي عليها دائماً يكون التجاهل.
 سيد ريكارد لقد سعدت بالحديث معك هل من كلمة أخيرة توجهها لجمهور الصقور الخضر؟
- تحياتي لجميع السعوديين وأنا سعيد جدا لتواجدي بينكم هنا في هذا البلد المضياف المملكة العربية السعودية. وسأعمل ومن معي على اسعاد هذه الجماهير الاصيلة وتحقيق النتائج المرجوة ولقد سعدت جدا بهذا الحوار الشيق والرائع والذي جلب لي العديد من الذكريات الرائعة والجميلة خلال مشواري الطويل سواء كلاعب او مدرب.