من رحم الألم والمعاناة تولد الإنجازات.. وبالإرادة والتصميم تتحقق المستحيلات.. ومَن ينظر إلى قمة الجبل سيصل حتمًا لها طالما أن هناك طموحًا لا يعترف باليأس.. وأملًا يضيء الطريق رغم العثرات والصعوبات..!! الفتح.. هو أحد الأندية التي ولدت ولم يكن في فمها ملعقة من ذهب.. وهو واحد من الفرق التي شهدت المعاناة والألم في بداية مشوارها.. وحتى الآن فهو يصنف من فئة الدخل المحدود.. إلا أنه لم ينظر إلى الأرض يومًا.. وكانت عيناه بطموح مسؤوليه دائمًا ما تنظر إلى السماء..!! الفتح.. الذي تتناسل منه لغة التحدي.. يراهنون على سقوطه في كل جولة.. فيأتي الرد بالسهل الممتنع.. والفن الذي يُجبر الجميع على التصفيق.. والنتيجة التي تقطع الشك باليقين.. أن أزرق الساحل الشرقي مختلف.. وأن قطاره يسير من محطة لمحطة بثقةٍ وأمان..!! لا أحبّذ أن أعرج على انتصار الفتح على الهلال.. وصدارته لدوري المحترفين.. لأنني سأترك القلم يلعب في الورقة كلاعب حر.. يسرد معاناة الدخل المحدود (ماديًا) .. ويعرج على انتصاراتهم في المستطيل الأخضر .. لاسيما أنهم مسحوا من قاموسهم كلمة مستحيل في دوري المحترفين ..!! بقي أن نشير إلى أن جمهور الأحساء بصفةٍ عامة وجمهور الفتح بصفةٍ خاصة كان نجم المباراة الأول بدون منازع.. ليؤكّد هذا الجمهور مواكبته لنتائج فريقه داخل المستطيل الأخضر..!! لا أعرف لماذا تتشكّل قبضة هلامية لأولئك العصاميين.. ليتركوا المؤخرة ويختاروا رغم كل الصعوبات والمعوّقات والأشواك القمة.. لتتراقص على مدائنهم الفرح رغم ضيق اليد.. وتسكنهم أنشودة الانتصار في المناسبات الكبيرة.. فتغلي وتشطب من أجندتهم كلمة مستحيل..!! لقد حاكت تلك الآلام والمعاناة بريق الإبداع في عصاميتها بكل معانيها حتى وصلت للقمة.. وكتبت في مسيرتها رواية فرق من ذوي الدخل المحدود لا يجدون قوت موسهم الكروي ويصنعون إنجازًا بطموح وكبرياء مَن لا يعرف المستحيل ويؤمن بأن الصغير قد يتعملق على الكبار بالإرادة والتصميم..!! لقد كتب هؤلاء صيغة أخرى للتميّز والتفوّق.. صيغة لا تعرف طعم الرهبة والخوف والتكاسل والانهيار أمام الكبار.. بل إنهم لم يسبحوا في بحر الكماليات يومًا ما.. لكنهم بعزيمة وهِمة نفوس الكبار.. تربّعوا على القمة.. والفتح هو من أولئك الذين يملكون هِمَّة الكبار فأصبح من الكبار..!! نعم.. لم يقذفهم الريح في شرايين الضياع لضيق اليد.. لأنهم تدثروا بلحاف الصمود تارة.. والطموح تارة أخرى.. بعزف لحن الحاضر مجدًا، وبناء المستقبل أغنية.. والفتح يسير على هذا النهج الذي يُحقق النتائج حاضرًا.. ويهتم بالنشء مستقبلًا.. !! تلك فصول قصة ذوي الدخل المحدود الذين يملكون الإرادة والتصميم والطموح ليحوّلوا طعم الحرمان لتفوّق.. وتساءلت حينها.. هل لاعبو الفتح ولدوا وفي فمهم ملاعق من ذهب.. لأن مَن يتابع مسيرة الفريق هذا الموسم يدرك جيدًا أنه فريق عملاق وكأنه لم يمر بمرحلة الحرمان والمعاناة..!! أسأل أولئك الذين محوا من على الخارطة الترشيحية فريق الفتح من المنافسة على اللقب.. هل عرفوا تاريخ نابولي الإيطالي يومًا ما؟! نعم هناك فرق لا تمتلك مالًا ولا حتى جمهورًا عريضًا، لكنهم يمتلكون الطموح والتصميم.. تمامًا كما هو الفتح حاليًا..!! بصراحة.. الفتح قدّم نموذجًا رائعًا لأولئك الذين يضعون المبررات لعدم تطوّر أنديتهم وفرقهم.. ويعلقون على المادة والإمكانات شماعة فشلهم.. ويبدو أن الفتح سجّل ظاهرة جديدة في المصطلحات لن يتجرّأ بعدها أندية الفشل أن يسوّقوا كلمات بالية لجمهورهم.. لأن الفتح أصبح مقياسًا..!! بقي أن نشير إلى أن جمهور الأحساء بصفةٍ عامة وجمهور الفتح بصفةٍ خاصة كان نجم المباراة الأول بدون منازع.. ليؤكّد هذا الجمهور مواكبته لنتائج فريقه داخل المستطيل الأخضر..!! ولكن.. رغم ما تحقق للفتح من نتائج جيدة في منافسات الدوري.. عليهم أن يدركوا أن ما تبقى من الدوري قد يُعيدهم للمركز الخامس أو السادس.. إذا لم يتسلح كل منسوبي النادي بنفس الحماس والإصرار والإرادة والتصميم التي كانوا عليها في الفترة الماضية.. فأي تراخٍ سيرمي بالفريق إلى الوراء خطوات وخطوات.. ورهان الجميع على أزرق الشرقية بالصمود والمواصلة من أجل مشاركةٍ آسيوية قادمة.. وهذا الهدف من وجهة نظري بحد ذاته إنجاز لأبناء الواحة الخضراء "الأحساء"..!!