** الفتح زهرة المستقبل للكرة السعودية .. وواحد من الأندية التي تزرع الأمل مجددا بانتفاضة الفرق المجتهدة مع المجنونة كرة القدم .. فقد أصبح من الأندية الولادة للنجوم حتى لو خالف قاعدته وضم لاعبا هنا أو هناك من أندية أخرى .. لكن السواد الأعظم من نجومه هي صناعة محلية تتدرج في المدرسة النموذجية .. فالمقهوي حسين والنخلي بدر والعويشير عبدالله والقائمة تطول وفق إستراتيجية لا تستطيع من خلالها إلا تعظيم سلام للقائمين على هذا الصرح الكبير ..!! ** لقد صبر جمهور هذا النادي سنوات طوالا في ميناء الدرجة الثانية ومطار الدرجة الأولى .. قبل أن تقلع طائرته للأضواء .. وتهبط في مدرج المحترفين .. ليطور محركاته عاما بعد عام حتى وسع محطات سفراته .. ووصل هذا الموسم للمطارات الخارجية .. وواصل رحلته المحلية في صدارة القائمة التي تحلق في سماء الفوز وحصد النقاط ..!! ** نعم صبر في بداياته حتى مظلة الحكيم خالد الصويغ .. قبل استلام المنشأة الرياضية .. حتى جاء جيل الشباب من بعده ليكملوا المشوار بفكر احترافي جديد أبهروا فيه حتى أولئك الذين تربعوا على قمة الأضواء سنوات وسنوات .. ليكتبوا معادلة جديدة في دوري زين .. بعد سنوات الطموح المتدرج موسما بعد آخر .. ويخرج جمهوره بعد ذلك يفاخر بفريق لا يخذله حتى في مواجهة الكبار خارج أرضه فما بالك على أرضه كما حدث مساء أمس .. !! ** جمهور النموذجي .. أصبح أكثر عشقا لفريقه ومشى على جمرة الهيام .. وعليه أن يتماسك أكثر .. لأن المطلوب منه في المرحلة القادمة مقارعة الكبار حتى يستطيع فريقه الوقوف على قدميه في سباق الدوري لإعادة صياغة فتحاوية جديدة .. صياغة لا تعترف بالطموح البسيط .. وصياغة تحقق ألقابا في ظل منافسة الكبار .. لم لا وإبداع الفتح وصل للقمة ونثر الفوز في شباك من يتنافسون على الألقاب ..!! ** نعم .. لقد شكل الفتح (الظاهرة) محطة توعية لكل الفرق ذات الدخل المحدود .. ورسم طريقا لهم لا يعترف في قاموسه بمصطلح مستحيل ولا يعترف بلغة اليأس .. ولا يؤمن بأن الإمكانات البسيطة لا تخلق الإبداع .. ولا تؤدي في نهاية المطاف للإنجاز .. ولا تسير في قناة النجومية ..!! ** أعتقد .. أن الفتح تخطى مرحلة "النفس القصير" أو السير جنب "الحيط" بخجل في انتصاراته .. عليه الآن أن يفكر بطريقة جدية أن من حقه مزاحمة أصحاب الألقاب حتى وان لم يحقق اللقب .. !! ** الواقع يفرض نفسه .. ونجوم الفتح يملكون في أجندتهم الحماس والمهارة .. ويكفي هذان الجانبان ليرفع الفتح رأسه للأعلى .. فهما عنوان كبير للانتصارات الكبيرة ..!! ** في كل جولة .. يترقب البعض فرملة النموذجي .. لكنه يسقط توقعاتهم بضربات قاضية يهندسها الجنرال الجبال .. وينفذها الأسود داخل المستطيل الأخضر ..!! ** كل شيء في هذا الفتح يأسرك .. صلابته وطموحه وتطلعاته وعفويته .. والأهم قتالية لاعبيه .. وعقلية إدارييه .. وتفتح جماهيره التي تزداد من جولة لأخرى .. حتى أصبح سفيرا حقيقيا للساحل الشرقي .. فهو الذي تستطيع أن تراهن عليه ..!! ** وبعيدا عن لغة المدح .. وهو حق من حقوق هذا الفريق العصامي .. فإن المطلوب من إدارته الاهتمام أكثر بالقاعدة والنشء .. لاسيما أن محافظة الاحساء مليئة بالمواهب التي تحتاج فقط للكشافين .. والتجارب كثيرة في هذا المضمار بدليل أن الأندية من خارج المحافظة تستفيد كثيرا من هذه المواهب .. ونراهم حاليا يلعبون في أندية أخرى بكافة المناطق ..!! ** الخلاصة أن الفتح يسير في الطريق الصحيح .. والمطلوب من رجال الأعمال بالشرقية دعمه ومساندته .. لأنه أصبح الخط الأول في تشريف المنطقة في عالم المجنونة كرة القدم ..!!