تعجب من فصول وقصص وأفلام حقيقية لا تنتهي من كثرة تعدّي بعض الرجال دون أدنى درجات الأخلاق، على المرأة زوجة أو أختاً أو ابنة في بيوت مغلوبة على أمرها من القهر والتعسف والاضطهاد الذي تجاوز كل حكم شرعي أو سلوك أخلاقي، ونحن لا نقف عند من صدر منه موقف غاضب لحظي فشعر بالندم على إقدامه، او أنّه واجه موقفاً صعبا أخرجه من طوره ثم عاد مُصححاً فتلك عوارض مع خللها إلاّ أنها تغشى البيوت وحتى بعض المطمئنة أحياناً . لكن ما يستفز الإنسان ويجعله في حيرة من هذا الصنف، تلك النماذج من الرجال وبالذات مع زوجاتهم، الذين تحولوا إلى وحوش ذكورية أرادوا تغطية تقصيرهم برعاية الأسرة والزوجة ثم حين انتفضت أو استشكلت الضحية، هاج وماج ضرباً أو تقريعا او تشكيكاً وبعضهم يظن أن الرجولة هي في فحش القول مع المرأة أو الوقاحة وقلة الذوق، فيمر على المنزل كأنه ضيف شرف لا يواسيها أو يلاطفها أو يبادلها حُباً ووداً ومشاعر رقة، هي من فطرة الإنسان وعنوان آدميته التي قد تراها حتى عند بعض الحيوانات ولكن لا تراها عند تلك النماذج المتوحشة . تأمل في هَدي سيد الرجال وهاديهم صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، ترَ عجباً من ذوقه وأخلاقه وملاطفته لزوجاته سيرة تتقاطر ندىً وخلقاً ورقة لأعظم رجل عرفته الدنيا لأنه يُجسد معاني الرجولة الكبرى ونجاح رحلة الدنيا.وما يستفزّك بل يستفز القيم والأخلاق بل ويُغضب سيدي رسول الله أن يُفاخِر البعض بالقوامة وهي قوامة التكليف للرعاية، ثم يحاول أن يُسبغ أو يحتج بصيغة شرعية لتبرير اعتدائه على نفسه وأسرته وهجران منزله من الود، ولو سكن للحقيقة لوجد أنّ الحياة المستقرة الهانئة بذلك الحب المتبادل بين الزوجين . وحينما يتبادل الحديث مع أقران السوء يُشيرون إلى الذكورة الرعناء وليست الرجولة الراشدة، ليبرر بها قسوته على رفيقة دربه وراعية أبنائه وشريكة حياته في الحياة الإنسانية المُقدسة التي جعلها الله سُكنى بين المرأة والرجل . ولو تأمل في هَدي سيد الرجال وهاديهم صلى الله عليه وسلم بابي هو وأمي، لرأى عجباً من ذوقه وأخلاقه وملاطفته لزوجاته سيرة تتقاطر ندىً وخلقاً ورقة لأعظم رجل عرفته الدنيا لأنه يُجسد معاني الرجولة الكبرى ونجاح رحلة الدنيا في انسها وإنسانياتها وهي الرابط والطريق للالتقاء في الدار الأخرى . وحين يهديك رسول الله إلى الطريق ثم تقول له سيدي أنا على سُنتك فقد بلغت ذروة الرجولة، فتعود محتضنا أبناءك وتخُصَّ زوجتك بدفء اللقاء والملاطفة وحلو الحديث، وقد تذكّرت أنها اقرب إليك من كثير من الأصدقاء الذين تعطيهم وقتا هي أحق به، وأجمل من ذلك أن تعلم أن هذه العلاقة بينك وبين زوجتك كلّما غلفها الحب والود والُلقيا فقد استثمرت حياتك بكل انس وسعادة، وكلّما فاتك ذلك اللقاء فقد حُرِمت منه فلا تُفرّط في الباقي، نعم قد تضطرب الأمور وتتوتر حينا من الزمن لكنّ الجميل والرائع أن تكون رجُلا فتحتويها وتحتويك، لك ولها ولبنيها وبنيك ... جرب أن تبادر الآن.