جميع المؤشرات التي نراها الآن تدق ناقوس الخطر لقطاع الاتصالات سواء كان من ارتفاع في الأسعار وانخفاض مستوى وجودة العروض والخدمات وتذمر المستهلكين ، فهي لا تدل إلا على أن قطاع الاتصالات سيدخل مرحلة جديدة قد تكون مجهولة المعالم بالنسبة لهم. هذه المرحلة تحتاج منهم إلى دراسة مؤشرات الوضع الحالي ووضع أسوأ الاحتمالات للمستقبل، والتي قد ينتج عنها إعادة النظر في الخدمات المقدمة.فالجميع الآن بدأ يستخدم خدمات الاتصال والرسائل النصية عبر الإنترنت، كحل أساسي بديل عن الاتصالات والرسائل المدفوعة خاصة في الهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد و”IOS“، لكن ما لم يكن بالحسبان هو انضمام نظام البلاك بيري لهم مستقبلا والذي قد يقلب الطاولة رأسا على عقب على بعض شركات الاتصالات كون أن النظام سيدعم خدمات الاتصال الصوتي المجانية عبر الإنترنت والذي سيكون بمثابة ضربة موجعة لشركات الاتصالات إلا إذا تداركت الأمر من خلال عدة وسائل قد تكون أهون الشرور بالنسبة لها، لا أعتقد أن هذه الشركات تفكر بتقديم المكالمات مجانا في المستقبل القريب، كما استبعد أن تقدم أي شركة هواتف تحمل برامج الاتصال الإنترنت. وقد يتم ذلك إما عبر خفض أسعار خدمات الاتصال الصوتي والرسائل الصوتية أو زيادة الخيارات والعروض أمام المستهلك لمحاولة إعادته لما كان عليه، أو اختيار الحل الذي عملت به سابقا وتذكر الكثير منه، أي عبر إيقاف الخدمات الصوتية والفيديوية من الأنظمة، كما فعلت في أجهزة الأيفون عبر حجبها خدمة “FACETIME”. لكن ذلك لم يعد سهلا مثل السابق فثقافة المستهلك في ازدياد وتطور مستمر، ولم يعد يعتمد على خدمات الهاتف الأساسية فقط، بل أصبح يبحث عن البدائل فمستخدمو أجهزة الأيفون الذين حرموا من استخدام خدمة “FACETIME ” في هواتفهم تذمروا كثيرا في البداية إلى أن وجدوا عدة بدائل لهذه الخدمة مثل “VIBER ” و “TANGO ” و”SKYPE“ كبديل لخدمات الاتصال الصوتي والفيديوي، أما الرسائل النصية فالحلول فيها لا تحصى وعبر أغلب الأجهزة الذكية ابتداء من برنامج الواتس اب انتهاء ببرنامج “BBM”.ومعظمها لا يتطلب الكثير من الموارد أو البنى التحتية فأي اتصال إنترنت لا سلكي ممن يغطي أكثر من 70 بالمائة من أي مدينة كانت كفيل بتشغيلها كلها لوقت وسعة غير محدودة فالإنترنت أصبح متاحا للجميع بغض النظر عن خدمات البيانات التي يتربع الجيل الرابع على عرشها.لكن هذا الأمر قد يؤثر سلبا على دخل بعض شركات الاتصالات ومزودي الخدمة التي لا تعتمد في دخلها على خدمات الاتصالات بشكل أساسي ، لكن ذلك بالمقابل سيزيد نسبة الضغط على خدمة الإنترنت عبر الهواتف، ولا أعتقد أن هذه الشركات تفكر بتقديم المكالمات مجانا في المستقبل القريب، كما استبعد أن تقدم أي شركة هواتف تحمل برامج الاتصال الإنترنت.فهل ستعتمد شركات الاتصالات في خدماتها ودخلها على تزويد خدمة الإنترنت للمستهلكين فقط ؟! أم أنها ستجد حلا آخر؟