تتسابق شركات الاتصالات لتقديم خدمات الجيل الرابع لزبائنها والتي توفر سرعات هائلة تحميل البيانات عبر شبكة الانترنت تتجاوز 100 ميجابت في الثانية. ويرى خبراء تقنية أن دخول أجيال جديدة من تقنيات الاتصالات الى الخدمة سيدفع تدريجيا إلى الاستغناء عن الاتصالات الثابتة لشبكات الإنترنت «Wi-Fi» وقد يتم استبدالها باتصالات لاسلكية تعتمد على تقنيات «Data Service» والتي تدعم التنقل في أي مكان خاصة بعد إطلاق خدمات الجيل الرابع»4G». في الوقت الذي يثير بعض المستخدمين جدلا حول طبيعة تلك الخدمات ومدى تغطيتها وسرعاتها الفعلية وغير الفعلية. ويقول مشعل الحميدان أحد مستخدمي خدمات البيانات «على الرغم من تسابق مزودي خدمات الاتصالات على طرح الجيل الرابع «4G» والتي تنازعت فيما بينها حول أولوية إطلاقها على مستوى الشرق الأوسط وتوفيرها للمستخدمين لكن معالم هذه الخدمات وتغطيتها قيد التجربة للبعض من المستخدمين، إضافة إلى بعض تفاصيل الشروط والأحكام مثل «سياسة الاستخدام العادل» والتي تسمح للمستخدم بتحميل كمية محدودة من البيانات في فترة زمنية معينة أي على سبيل المثال أن يحدد لكل مستخدم تحميل 3 أو 5 جيجا بايت في اليوم الواحد مع أن عناوين العروض تتوسطها كلمة «استخدام لا محدود». وأضاف الحميدان «لم يعد احتكار المودم أو الراوتر من قبل بعض مزودي الخدمة عائقا كما كان الوضع سابقا، فالشركات المصنعة للأجهزة قامت بتطوير جيل جديد من الرواترات متعددة الاستخدامات تدعم نطاقات متعددة مثل « 4G-LTE»أو «4G-TDD»، بإضافة إلى بعض الأجهزة التي تعمل بالقوة المضاعفة والتي تجمع بين جهازين مودم في جهاز واحد للحصول على سرعة مضاعفة على حسب قدرة بث الشبكة بتقنية «HSPA+» تصل إلى 42 ميغا بت في الثانية وتدعم التقنيتين معا». ويقول الخبير التقني عبدالرحمن القحطاني «إن أهم ما يميز هواتف «4G» هو إمكانية استخدام الخدمات الهاتفية مع خدمة البيانات في نفس الوقت، أي امكانية تشغيل التطبيقات على الهاتف وفي نفس الوقت إجراء الاتصالات الهاتفية بدون أي معوقات، إضافة إلى سرعة نقل البيانات العالية التي تصل إلى 100 ميغا بت في الثانية، مما قد يساعد على الاعتماد على الاتصال بشبكة الإنترنت بشكل أكبر من الاعتماد على خدمات الاتصال الهاتفي وذلك عبر الخدمات المجانية للاتصالات الصوتية والفيديوية المتوفرة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مثل زيادة الاعتماد على الاتصال بشبكة الإنترنت بشكل أكبر من الاعتماد على خدمات الاتصال الهاتفي وذلك من خلال الخدمات المجانية للاتصالات الصوتية والفيديوية المتوفرة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مثل «Tango» و «Viber»«Tango» و»Viber» وغيرها من التطبيقات المجانية المعتمدة على شبكات الإنترنت كبنية تحتية في استخدامها والتي توجهت إليها شريحة كبيرة من مستخدمي الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية الحديثة والتي سيزداد عدد مستخدميها في حال انتشار الجيل الرابع بشكل كامل ودعمه لشبكات الاتصالات الهاتفية «. وتابع القحطاني «السرعة الفعلية للاتصال بالإنترنت والتحميل عبر تقنيات الجيل الرابع ربما قد لا تختلف عن النطاقات والسرعات التي كانت قبلها مثل نطاق «HSPA+» الذي وصلت سرعته إلى 42 ميغا بت ويتأثر بدعم الشبكات للأمكنة المختلفة، فالسرعات الفعلية للجيل الرابع تختلف بحسب القرب والبعد من برج البث وباختلاف الاستخدام في حالة الثبات والحركة، على عكس الخدمات المنزلة الحديثة والمقدمة من بعض شركات الاتصالات فتكون سرعاتها شبه فعلية مقارنة بخدمات الجيل الرابع إلا أنها تتميز ببعض الاستقرار». ويشير خبراء إلى أن عصر خدمات البيانات بدأ مع تكنولوجيا الجيل الثاني «2G» وهي شبكات اتصالات رقمية بعكس شبكات الجيل الأول القياسية، التي بلغت سرعة عملية نقل البيانات فيها 9.6 كيلوبت بالثانية، لكن بعد تطور الجيل «2.5G» الذي كان المرحلة الوسيطة بين الجيل الثاني والثالث وصل معدل نقل البيانات الى حوالي 384 كيلو بت بالثانية، وساهمت بشكل كبير في تزايد الهواتف الذكية بخدمات مثل إرسال واستقبال رسائل بريد إلكتروني كبيرة وتصفح الويب والملاحة والخرائط وكذلك قراءة الأخبار. وبخصوص تكنولوجيا الجيل الثالث يقول الخبير التقني الدكتور شريف عمر « ان تقنيات الجيل الثالث «3G» أضافت السرعة العالية وخدمات الوسائط المتعددة أي التطبيقات المرئية بالصور الملونة المتحركة والفيديو والتي بلغ معدل نقلها للبيانات 2 ميغا بت بالثانية، عن طريق استخدام تقنية الوصول المتعدد « EDGE « والذي قام على تحسين نظام « GSM « وزيادة معدل تحميلها البيانات إلى 384 كيلو بت. وتابع « شبكات الجيل الرابع المعتمدة على تقنية « LTE « هي اختصار ل «Long term evolution» ، حيث تقدم سرعات عالية جداً بتقنية(OFDMA) ، وتصل سرعاتها إلى 100 ميجابت بالثانية، وفي المراحل المبدئية لكن سيتم زيادة هذه السرعة لتصل إلى 326 ميجابت بالثانية ومن ثم إلى 1 جيجا بت بالثانية في مراحل متقدمة، وتوفر هذه التقنية السعات الكافية لخدمات النطاق العريض عبر شبكات الهاتف المتحرك والتي ابتدأت بشبكات الجيل الثالث وما بعده ،إلا أن النطاقات تختلف في بعض الدول كونهم يعتمدون على «HSPA+» كخدمة الجيل الرابع والتي تكون سرعاتها أقل من «LTE» المستخدمة في المملكة. يذكر أن شبكات الجيل الثالث وما بعدها، أحدثت ثورة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات فيما يخص النطاق العريض مشابهة لتلك التي أحدثتها شبكات الجيل الثاني «GSM» في التسعينيات الميلادية للمكالمات الهاتفية.