مع انتشار الهواتف الذكية بين شريحة كبيرة من المجتمع، بدت على أثرها تداول النصائح بين المستخدمين فيما يخص أحدث برامج التواصل الصوتية والنصية، مثل برنامج السكايب (SKYPE) والفايبر (VIBER) والواتس آب (WHATSAPP) وأخواتها. وما يميز بعضا من هذه البرامج هو إتاحتها وإمكانية تركيبها على هواتف وأنظمة مختلفة مثل الآي فون، والبلاك بيري، والأندرويد، وبعضا من هواتف النوكيا، بحيث تعمل هذه البرامج على الربط بين هذه الأنظمة والمنصات المختلفة وبشكل موحد وذلك لتسهيل تبادل البيانات النصية والصوتية والفيديوية. وإلى وقت قريب جدا كانت الرسائل النصية هي ما تستخدم بكثرة لتبادل التهاني أو النكت أو حتى للاستفسار، غير أن شمس الرسائل النصية بدت بالأفول مع مزاحمة البرامج البديلة لوظيفتها. فمن المعروف أن الرسائل النصية التقليدية محدودة في قدراتها الوظيفية مع ارتفاع في تكلفتها، فالرسالة الواحدة المكونة من 70 حرفا عربيا يعادل سعرها تقريبا 25 هللة، حسب تسعيرة المشغل، ويتضاعف السعر طرديا كلما أضفت بضعة أحرف في الرسالة، ولا ننسى طبعا سعر الرسائل الدولية. في المقابل، نجد أن تكلفة إرسال رسالة مكونة من 70 حرفا عربيا أو يزيد بأحد تطبيقات الرسائل النصية لن يكلف بضع هللات معدودة، في حال اشتراكك بأحد باقات إنترنت الجوال، أو مجانا في حال اتصالك بشبكة لا سلكية، ناهيك على أن مثل هذه التطبيقات تسمح لك بإرسال صور ومقاطع فيديو ورسائل نصية طويلة جدا قد لا يصل تكلفة إرسالها باستخدام باقات الانترنت عبر الهاتف المحمول، تكلفة رسالة نصية محشورة الكلمات ومختلة المعنى ترسل بالطريقة التقليدية!! الخلاصة، إن التطبيقات المتاحة على الهواتف الذكية هي من ستلغي قريبا بعضا من الخدمات الأساسية التي تقدمها شركات الاتصالات مثل الرسائل النصية ورسائل الوسائط، وفي ذات الوقت ستتسبب بخسائر مستقبلية إذا ما زاد عدد المتوجهين لمثل هذه البرامج في عملية التواصل. والسؤال المطروح الآن، هل ستقوم شركات الاتصالات برفع سعر باقات الإنترنت عبر الجوال للتعويض عن خسارتها؟