دخلت قبل أيام في نقاش لا يخلو شجون مع صديق قديم حول شركات الاتصالات وتكلفة الاتصال وأسعار الخدمات والإنترنت. فسألني: هل ستتحول المكالمات الهاتفية إلى المجانية ؟ وإلى متى سنبقى تحت رحمة شركات الاتصالات التي تلتهم فواتيرها ربع رواتبنا الشهرية؟. في البداية كنت مستغربا من سؤاله الذي يجول في خاطر كثير من عملاء الشركات الذين ضاقوا ذرعا من سوء الخدمات ومحدوديتها، فأجبته بدبلوماسية «لا أعتقد أن شركات الاتصالات ستكتفي بالربح من خدمات البيانات فليس الجميع يستخدم الإنترنت». حقيقة لم يشف جوابي غليل صديقي الذي يؤمن بحتمية تحول الاتصالات الى مجانية في يوم ما، وذلك بعد انتشار كم هائل من تطبيقات الاتصال المجاني بتقنية «Voip» المستخدمة في الهواتف الذكية مثل «الفيس تايم» و»فايبر» و»تانقو» وغيرها. يجب الاعتراف بأنه لا يوجد بلد يقدم خدمات المكالمات الهاتفية بالمجان.. ومع ذلك فإن كثيرا من الناس يستخدمون خدمات البيانات والإنترنت عبر الهواتف، وهذا لن يؤثر سلبا على دخل شركات الاتصالات ومزودي الخدمة. فالواقع يقول: إذا لم يدفع المستهلك قيمة مكالماته الهاتفية فسيدفع قيمة استخدام الإنترنت، ومهما تم استخدام برامج الاتصال عبر الانترنت فلن يحصل المستخدم على نقاء ووضوح الصوت بسبب أن الهواتف تعمل على شبكات واتصال إنترنت محدود السرعة ومترهل في استقراره. لكن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن هل ستقوم شبكات الجيل الرابع الجديدة في رفع سرعة اتصال الإنترنت وشد هذا الترهل في استقرار بعض الخدمات ؟ وقبل الاجابة عن هذا السؤال يجب الاعتراف بأنه لا يوجد بلد يقدم خدمات المكالمات الهاتفية بالمجان .. ومع ذلك فإن كثيرا من الناس يستخدمون خدمات البيانات والإنترنت عبر الهواتف، وهذا لن يؤثر سلبا على دخل شركات الاتصالات ومزودي الخدمة الذين يعتمدون على شبكات الانترنت كبنية تحتية لإجراء المكالمات مما سيزيد نسبة الضغط على خدمة الإنترنت عبر الهواتف، ولا أعتقد أن هذه الشركات تفكر بتقديم المكالمات مجانا في السنوات القادمة، كما استبعد ان يقدم اي مزود خدمات مكالمات الهاتف عبر برامج الإنترنت المجانية، فليس الجميع يملكون هواتف ذكية تستوعب التطبيقات المطلوبة. وعودة للجيل الرابع فلم تظهر حسناته من سيئاته حتى الآن لأن هذه الخدمة لا تزال غير مكتملة التغطية في كثير من مناطق المملكة ، ولم يتوفر حتى الآن ذلك الكم الكبير من الهواتف التي تدعم الجيل الرابع ليتمكن المستخدم من الاختيار بأريحية بينها، فلا يجب المراهنة عليها في المستقبل المنظور وتحديدا حتى نهاية هذا العام. ومهما كانت المنافسة محتدمة بين مزودي خدمة الاتصال والإنترنت في المملكة خلال الفترة القادمة فلن تؤدي إلى جعل الشركات تعتمد في دخلها على خدمات البيانات والإنترنت فقط، وباعتقادي اذا حدث ذلك الامر فسيؤدي الى زيادة الخيارات المتاحة امام المستهلكين وسيساهم في توفير عروض ترويجية أكثر وبأقل الأسعار مما سيضع المستخدم في حيرة من أمره حين ينوي الاشتراك في إحدى الخدمات سواء كانت خدمات الهاتف الجوال أو خدمات البيانات والإنترنت، لكن لا اعتقد أن ما نصبو إليه من مجانية المكالمات سيكون حاضرا خلال السنوات القادمة. [email protected]