لم تعد خدمات مكالمات الفيديو المدفوعة أو ما تسمى ب «Video call» العاملة بتقنية الجيل الثالث من شركات الاتصالات بنفس الأهمية التي كانت عليها عند إطلاقها في العقد الماضي، خاصة مع بداية شبكات «3G» و«3.5G» التي كانت تعتبر البنية التحتية لعملها. ويقول خبراء : إن خدمة المكالمات المرئية « Video call 3G» تمكن المتصل و المتصل به من مشاهدة بعضهما البعض بشكل مباشر وحي أثناء المكالمة عبر شبكات الهاتف المحمول، كما أن إجراءها يتطلب توافر تغطية لشبكة الجيل الثالث لدى كل من المرسل والمستقبل، بالإضافة إلى أجهزة هواتف متحركة متوافقة مع تقنية «3G» وتقنية المكالمات الفيديوية عبر الشبكة، لكن مكالمات الفيديو المدفوعة لم تعد تشكل ذلك الفارق الكبير الذي شكلته في وقت إطلاقها، بسبب توافر العديد من برامج الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تؤدي نفس الغرض لكن بشكل مجاني، والتي تكون معتمدة على شبكات الإنترنت كبنية تحتية لها. وأكدوا أن التطبيقات المجانية تتفوق على المدفوعة بوضوح ودقة الصور إضافة إلى استقرار الاتصال كون الإنترنت يمثل البنية التحتية لها، إذ لم تعد الحاجة للتفكير مليا حول الأماكن المغطاة بشبكات «3G»، فمجرد توفر اتصال إنترنت سواء عبر شبكات «Wi-Fi» أو شبكات الهواتف يمكن إجراء المكالمات المرئية باستخدام برامج عدة متوافرة في متاجر تطبيقات الهواتف وغالبا ما تكون تلك التطبيقات مجانية. برامج الاتصال الصوتي والمرئي الحديثة تختلف عن خدمات الاتصال المرئي التقليدية التي تستخدم شبكات «CDMA» التي لا يتجاوز فيها معدل نقل البيانات 384 كيلو بت بالثانية في أفضل الحالات. ولفت الخبير التقني هاني محمد إلى أن مستخدمي الهواتف في المملكة دخلوا مرحلة جديدة من تطور عالم الاتصالات بسبب ظهور الجيل الرابع واستخدام تقنياته في المملكة، حيث يتوفّر بسرعات تصل إلى 100 ميغا بت في الثانية، مما يجعل الاعتماد على خدمات البيانات والإنترنت عبر الشبكة الهاتف أكثر من الاعتماد على مكالمات الفيديو التقليدية، كما ان الاعتماد على برامج مكالمات الفيديو عبر الإنترنت أسهل للاستخدام و ذات كفاءة وسرعة عالية تمنع من حدوث أي تأخر في إرسال الصوت والصورة و استقبالهما نظرا لحجم حزم البيانات الهائل الذي تستخدمه. وأكد أن الهواتف الذكية ساهمت بشكل كبير في الاعتماد على شبكات الإنترنت لتصبح الميزات التي تتنافس بها الشركات المصنعة للهواتف فيما بينها ، مشيرا إلى أن هذه الهواتف بدأت بدعم خدمات تصفح المواقع والبريد الإلكتروني وأداء الأعمال إلى أن وصلت إلى إجراء المكالمات الهاتفية والمرئية، فخدمة «FACETIME « على سبيل المثال أصبحت خدمة يعتمد عليها كل من يرغب اقتناء هاتف «IPHONE» والجهاز اللوحي «IPad»، وقامت بعض الشركات والموزعون المعتمدون بتوفير الجهاز دون احتوائه على هذه الخدمة، ومن ثم توفير دفعة أخرى من الجهاز تحتوي على الخدمة بفارق سعر ملحوظ نظرا لأهميتها وزيادة الطلب والإقبال عليها خلال الفترة الماضية لكن المأخذ على هذه الخدمة هو أنها لا تعمل إلا على الأجهزة المصنعة من شركة أبل ولا تدعم الأجهزة الأخرى. وأضاف: إن احتكار الخدمة دفع الكثير من الشركات المطورة لتطبيقات الهواتف الذكية لتوفير برامج الاتصال المرئي والصوتي المجانية في كثير من منصات الهواتف وأنظمة تشغيلها مثل « IOS» و» ANDROID» ، التي لا تتوافر بها خدمات الاتصال المرئي عبر شبكات الهواتف، بل تعمل باستخدام برامج الاتصال الهاتفي والمرئي عبر الاستعانة بشبكة الإنترنت، سواء كانت وسيلة الاتصال هي شبكات «3G» أو»Wi-Fi» ليتم الاتصال بأي هاتف آخر يمتلك نفس هذه البرامج وإرسال رسائل «SMS» عبرها مثل برنامج « VIBER» و « TANGO» و « FRING» وعشرات البرامج غيرها، و يمكن لأي من مستخدميها في أي مكان من العالم إجراء الاتصالات عبرها دون الحاجة لوجوده ضمن نفس النطاق أو الدولة أو الشبكة ودون أي تكلفة تذكر. من جانبه أوضح الأكاديمي المتخصص في هندسة الاتصالات نهاد الجبوري أن برامج الاتصال الصوتي والمرئي الحديثة تختلف عن خدمات الاتصال المرئي التقليدية التي تستخدم شبكات «CDMA» التي لا يتجاوز فيها معدل نقل البيانات 384 كيلو بت بالثانية في أفضل الحالات ، لكن ما يميز برامج الاتصال الحديثة على شبكة الإنترنت هو ارتفاع معدل نقل البيانات، فسرعات الإنترنت المتوافرة في الهواتف الحديثة التي تعتمد على كل من نطاق «HSDPA» و «HSUPA» و»HSPA+» بسرعات تتراوح بين 7.2 و 42 ميغا بت في الثانية . وأشار الجبوري إلى أن برامج الاتصال المجاني تعمل بشكل أساسي على تقنية « VOIP» التي تعتمد على بروتوكول الإنترنت «IP»، إذ تعمل هذه التقنية على تحويل الإشارات المستمرة « Analog Signals» من الهاتف إلى إشارات رقمية « Digital Signals» يتم تقسيمها ثم إرسالها على شكل حزم رقمية في عدة مسارات عبر نفس شبكة الهاتف أو من خلال الإنترنت «Wi-Fi» وعند وصول هذه الحزم إلى الوجهة المطلوبة تقوم بإعادة تجميع الحزم المرسلة وتحويلها إلى أصوات وصور كي يتم سماعها ومشاهدتها بشكل واضح على عكس الاتصالات المعتادة فهي تستخدم مسارا واحدا. من جهته أشار محمد الرشيد أحد مستخدمي الهواتف الذكية إلى أن الحل الذي قدمته الشركات المصنّعة للهواتف الذكية للمستخدمين ألغى مشكلة عدم إمكانية إجراء مكالمة الفيديو بين مزودي خدمة الاتصالات المختلفة في بادئ الأمر، كما أكد ارتفاع تكلفة مكالمات الفيديو بين الشبكات المختلفة سواء كانت محلية أو دولية ، حيث تتراوح بين ريال ونصف و سبعة ريالات للدقيقة، على عكس إجرائها ضمن الشبكة ذاتها والتي تتراوح بين 50 هللة و 80 هللة للدقيقة ، وبذلك قامت بعض الشركات بتطوير هواتف تعتمد على تطبيقات الاتصال عبر الإنترنت والتي ألغت فارق الأسعار بين الشبكات المختلفة ولم تعد الحاجة لصرف مبالغ طائلة للاتصال المرئي.