مكاسب كبيرة جناها المنتخب السعودي من مواجهتيه الوديتين الدوليتين لمنتخبي إسبانيا والأرجنتين؛ ففي حين كان الأداء في الأولى مخيبا وغلب الخوف والرهبة وضعف التركيز وصعوبة تحكم اللاعبين في الكرة ما أدى لظهور غير مشرف وخسارة ثقيلة أمام نجوم أبطال العالم؛ لكنها من دون شك لم تخلُ من فائدة؛ فما قدمه "الأخضر" الأسبوع الماضي أمام الأرجنتين بقيادة ميسي وأغويرو وهو الذي ضم عناصر سعودية شابة بدوا واثقين من أنفسهم بقدر كبير يشعرك بالاستفادة المثلى من نتاج الأداء الهزيل أمام إسبانيا، كما أن الدفاع السعودي لعب بتنظيم عال مع التوفيق الذي صاحب أداء حارس المرمى، والنتيجة السلبية التي خرج بها المنتخب أمام الأرجنتين ليست المكسب الأهم؛ بل القناعة بأن بناء منتخب سعودي جديد يعيد للكرة "الخضراء" وهجها من الممكن أن يتحقق خلال سنوات قليلة، والمشوار نحو الوصول لهذا الطموح لن يرى النور إلا بقناعة المسؤولين بأن غالب اللاعبين الذين اعتُمد عليهم في كأس أمم آسيا والتصفيات المؤهلة لكأس العالم واللتين خرجت السعودية من منافستيهما بأسلوب محبط لم يعد من المناسب استمرارهم، والاعتقاد الكامل بأن جيلا جديدا يجب أن يمنح الفرصة. لقد قتلت المجاملات المنتخب السعودي وتسببت في حرمانه من مواهب ربما تكون أكثر فائدة، في مقابل سيطرة أسماء لامعة احتكرت مراكزها ووقفت في وجوه الصغار الطامحين بدعم من جاملوهم سنوات على حساب منتخب الوطن. أخذ المدرب الهولندي رايكارد فترة طويلة في متابعة الدوري السعودي، واختار أكثر من 60 لاعبا لمعسكرات ومباريات ودية وهو عدد كبير، لكن طالما أن القضية تغيير جلد فريق كان بطلا لآسيا فمن المهم أن يواصل عمله بعد أن وصل لتشكيل مقنع للقائمة التي واجهت الأرجنتين، وقدم مع العناصر الشابة أداء جميلا أجبر كل المتابعين على التصفيق، وسيكون من المناسب استثمار دورة كأس الخليج المقبلة بالبحرين لخوضها بهذا الفريق الأول والاعتماد عليها لبناء مجموعة مستقرة وصولا للانسجام المطلوب. اعتدنا أن يكون الجهاز الفني ضحية أي إخفاق لمنتخباتنا وأنديتنا، ما نراه مع رايكارد مغاير تماما، استمراره كان قرارا جريئا، واختيارات الهولندي جريئة بالاعتماد على الشباب، ترك المجاملات والجرأة وحدها و(تطنيش) من سيسعون لإعادة الأسماء اللامعة هي الخطوة الأولى نحو عودة أمجاد المنتخب السعودي.