في بلدنا بوسعك - عملياً - أن تمارس كثيرا من المهن دون ان تمتلك ترخيصاً أو تصريحاً. أعرف أن رسميين سيخرجون لي أنظمة ولوائح عن عدم صحة ذلك.. نعم، على الورق! الدليل أن شخصاً يأتي للبلد بمهنة محددة فيمارس أخرى، وبعد أن يعرف البلد بصورة أفضل فقد يبدأ نشاطاً تجاريا وصناعيا وينشط في تدوير النفايات ويعرج على بعض الأنشطة الخدمية، يمارس كل ذلك بصورة غير رسمية ودون اضطراره للحصول على أي ترخيص من أي جهة، اللهم رخصة العمل واقامة! لا أفهم مثلا سبب اكتظاظ سوق السمك بغير الباعة السعوديين؟ ولا أفهم أصلاً لماذا يوجد في حراج الأسماك من يزايد من غير المواطنين ؟ قلت مراراً وأكرر ليس هناك ما يمنع ان يعمل الوافد ويكد ، لكن ضمن الحدود النظامية، وضمن مهنته، وبشرط ألا يتحول إلى متسبب وتاجر وصناعي ومستثمر مستتر دون الحصول على التراخيص الضرورية .. فهو إن لم يحصل على التراخيص يخالف الأنظمة وهو أمر يجب ألا يسمح به لأي أحد، وفوق ذلك فهو يتهرب من دفع الضرائب المتوجبة عليه نتيجة لممارسته أعمالا تجارية وتحقيقه أرباحاً. أزور أسواق الأسماك كلما سنحت لي الفرصة فأجدها تعج بالباعة الوافدين، لعل السبب أن المواطن صاحب المحل قرر أن يشتغل في نشاط آخر ويسلم المحل لبائع وافد، أو لعله أجر المحل من الباطن لذلك العامل فكيف اذا كانت تلك الأرباح غير مشروعة باعتبار أنها نتجت عن أنشطة غير نظامية؟! ولا أفهم لماذا لا تنتفض مصلحة الزكاة والدخل لتلاحق مليارات عديدة بوسعها أن تجمعها نتيجة لمخالفات فادحة واضحة لنظام الزكاة والدخل من قبل وافدين قرروا أن يقيموا منشآت اقتصادية وشركات تعيش خارج الكنف التنظيمي، لكنها - أي تلك المنشآت والشركات - تحقق دخلاً وتحول أموالاً وتحركها للداخل والخارج دون الاكتراث باحتساب وعاء زكوي أو ضريبي؟! أزور أسواق الأسماك كلما سنحت لي الفرصة فأجدها تعج بالباعة الوافدين، لعل السبب أن المواطن صاحب المحل قرر أن يشتغل في نشاط آخر ويسلم المحل لبائع وافد، أو لعله أجر المحل من الباطن لذلك العامل. لكني لاحظت ان المحلات المزدهرة يباشرها أصحابها فينمون العلاقة بالزبائن فتروج تجارتهم. في سلطنة عمان مثلاً لا يمتلك أحد قارب صيد إلا مواطن، ولا يصيد إلا مواطن، أي لا يدخل عرض البحر إلا أصحاب قوارب الصيد المرخصة وأن يكون كل من عليها مواطن مرخص له بممارسة الصيد .. ذلك في الصيد القاعي والسطحي، وعدد الصياديين المسجلين يناهز الخمسين ألفا، وعندما تدخل سوق السمك هنا ستجد كل شيء فيه عمانياً : الباعة والأسماك ومن صاد الأسماك وحرَّج عليها ومن وضعها على البسطة! أقترح أن نتعلم من تجربتهم. توتير: @ihsanbuhulaiga