كل ما أعرفه.. أن الإشارة الحمراء أضاءت بشدة عندما أمسكت قلمي لأكتب أسطري المعتادة مع مطلع كل أسبوع.. لكنني هزمت في أكثر من محاولة لإزاحة اليأس من طريقي.. واستسلمت حينها لمنطق السقوط والعجز والكسل.. ربما لأننا نستعد لإجازة العيد.. وثقافتنا منذ الصغر الغياب عن المدرسة قبل يومين أو ثلاثة عندما تقترب الإجازة.. ولا أعرف هل ما زالت هذه الظاهرة مستمرة أم أن التطور محاها من أجندة ثقافتنا..!! رذاذ مطر هطل على مخيّلتي يذكّرنا بفوز الثلاثي القادسية والنهضة والخليج وخسارة الجيل في دوري الأولى على اعتبار أنهم من الساحل الشرقي الذي نسبح في مياهه.. لكن قلمي همس لي بأن الفكرة لا تكفي لحرث الزرع في أرض ناصعة البياض وهي الورقة.. وحرفي أصابه الوهن.. وعباراتي تسير ببطء.. تبحث عن فكرة أخرى..!! فجأة.. تذكّرت أن النهوض بعد السقوط.. يبعث على التصميم والإرادة.. ويفتح آفاقًا جديدة.. ويمنح الفكرة.. ويزيل العبرة.. فرفعت السماعة أسأل عن يد الخليج التي قالوا إنها عادت للوهج من جديد.. لكنني فوجئت بأن الأهلي لعب فيها كما "تلعب النار في الحطب" وأنها كسرت من جديد.. وتأكدت حينها أغنية عدوية "حبة فوق وحبة تحت"..!! لا أعرف لماذا انتابني شعور بالخمول يوم أمس.. وأنا أنتقل من ضفة لأخرى.. أنتظر الولادة القيصرية لإتمام هذه المقالة.. التي يبدو أنها متأثرة جدًا بالعرف السائد في مجتمعنا بأن الجمعة يوم راحة وليس يوم عمل..!! ياليتني بقيتُ على خمولي وكسلي.. ولم أجتهد للخروج بهذه الاستفهامات التي أوجعتني كثيرًا .. فالندماء أشغلوني كثيرًا .. وأوجعوا رأسي.. وأنا متأكد عزيزي القارئ من أنني أزعجت في مطلع أسبوع جديد ..!! باختصار لقد جلست قبالة ندمائي الدائمين.. والممسكين بكل حواسي ليل نهار.. صباح ومساء.. في صحوي ونومي.. أحدهم لا يفارقني أبدًا.. فهو عيني ولساني وسوطي وقوتي وضعفي.. القلم والورق والكيبورد.. لكن هذه الأدوات بدون فكر والعقل تبقى معطلة.. مهما "خربشت" على الورقة.. أو عبثت بمفاتيح الكيبورد ..!! نديمي الأول قلمي.. والثاني الفتاة الجميلة التي لا تقاوم في بياضها ورقتي البيضاء فوق مكتبي.. ونديمي الثالث وهو الأصعب عقلي الذي لا يفارقني .. أما النديم الرابع فهو النفس التي تقودني للشر والخير معًا..!! تساءلت مع ندمائي: هل يعقل أن يتحوّل التعصّب لقاعدة وغيره إلى استثناء؟! وهل يُعقل أن يكون الظن هو الرقم الأبرز في تعاملاتنا في المجال الرياضي.. وحسن الظن في خبر كان؟! هل يُعقل أن تتحوّل الانتخابات للعبة كبيرة عبر مؤامرة مدروسة هي قناعة تامة.. وأن وجودها لتطوير الرياضة المحلية لا يعدو أكثر من نكتة سمجة؟! هل يعقل أن تتحوّل العقلانية لضعف والهمجية لعنوان البطولة؟!! ماذا يحدث في انقلاب الصورة والمشهد على خشبة المسرح الرياضي.. ألم يحن التفكير بصوت عالٍ ومرتفع.. ألم يحن حتى لتعطيل هذا المد الجنوني نحو الانزلاق في اللا معقول وترك المعقول.. ألم يحن الوقت لتصحيح المسار المائل..؟! هكذا خُيّل لي مع ندمائي.. ونحن نتابع تلك الفصول على خشبة المسرح الرياضي.. التي ما زالت تواصل لغة الخروج عن النص حتى في القضايا الصغيرة.. والغريب أن الاعتراف بالخطأ أصبح من المحرمات للأفراد واللجان والهيئات والمؤسسات.. كل يرمي الكرة في ملعب الآخر ..!! من يُعيد العربة للسكة.. ومن يخفف الآلالم .. ويجلب الدواء لهذا الداء الذي بدأ ينتشر في الجسد الرياضي بسرعة الصاروخ.. دون أن يجد له "باتريوت" يتصدى له.. وينقذ الموقف من الشظايا التي أصبحت تحرق وتهدم.. بل وتعمي العيون وتغيب العقل..؟! من يقنع الآخر بأن العملية الانتخابية ليست "مسرحية".. ومن يبادر ليعلن للملأ أن الكرة السعودية تعاني كثيرًا.. وأن ريكارد يجتهد كثيرًا لإعادة الوهج للكرة السعودية..!! ياليتني بقيتُ على خمولي وكسلي.. ولم أجتهد للخروج بهذه الاستفهامات التي أوجعتني كثيرًا .. فالندماء أشغلوني كثيرًا .. وأوجعوا رأسي.. وأنا متأكد عزيزي القارئ من أنني أزعجت في مطلع أسبوع جديد ..!!