* تنازعته الأفكار أخذ يقلّبها وهو لا يعرف أيها يختار..! يُقدِّم فكرة ويستبعد أخرى وصورة رفيقته لم تُغادر ذاكرته.. جمالها.. رقّتها.. أرستقراطيّتها.. هي صورة حقيقيّة لما كان يتخيّله في سيّدة أحلامه.. ورفيقة روحه. * يتذكر انكساراته السابقة.. وخيباته العاطفيّة.. كيف ينساها أو يمحوها من ذاكرته.. يخشى لذلك الجرح، فآلامه لم تندمل بعد، وندوبه لم تشف كليّة.. لكن، يُحدِّث نفسه ألا يُمكن أن تكون رفيقته بما رأى فيها من صفات هي المُخلّص له من كل تلك الذكريات السيئة.. والمنقذ الذي يقوده إلى طريق الخلاص. * لكن عقله الباطن يأبى إلا أن يُزاحمه تلك الأفكار، ويُعيد له شريط مأساته.. فيُردِّد مع نفسه ألا يُمكن أن تكون هذه اللحظة أيضًا رغم وهجها بداية لانكسار جديد.. وهل لديه القدرة على تحمّل ذلك..؟! * وهو في غمرة حيرته يسأل نفسه بعد أن يعود إلى واقعه.. هل يمكننا منطَقة الحب كقاعدة رياضية أو فيزيائية.. أم أنه غير ذلك..؟؟ * الحب كما يراه ويؤمن به.. ليس منطقًا أو معادلة رياضية على الإطلاق بل هو ومضة خفوق تنير شغاف القلب وتشرع أبوابه على مصراعيها للهيام في الآخر والانصهار اللا متناهي للأنا ونكران الذات.. هو حالة عشق سرمدية.. وارتقاء إلى فضاءات علوية بغير ما يمكن لماديات البشر تفسيره أو استيعابه.. هو حالة من حالات الجذب الصوفي والسكون السماوي. * يعرف أنه يعشق المغامرات ويهوى الإبحار إلى آفاق غير مرئية.. ويعرف أنه يهيم بلحظات الرومانسية.. وأنه في كثير من حالاته ما زال طفلًا صغيرًا يتلذذ بالحضن الدافئ.. ويغفو في اللمسة الرقيقة.. فهل ستكون رفيقته هي حضنه الدافئ وغفوته العذبة التي بعثها له القدر بغير أن يدرى..؟؟ * حيرته تلك أشغلت عليه أيامه وأسهرته لياليه، وفي ذات مساء وهو يتصفح بريده الإلكتروني وجد منها رسالة.. اندهش وإن لم يستغرب فقد وعدته في آخر حديثها الماضي بمراسلته إن وجدت الفرصة. * تقول له في رسالتها: “تعرف أنني أصبحت أعرف عنك الكثير وأنني لست في حاجة إلى قراءة فنجانك.. ألاحظ أنك تنفي بأنك لا تهتم بالمحيط والمجتمع من حولك لكني أشعر أن ذلك ليس مطابقًا للواقع.. أنت كائن حساس إلى ما وراء ما يعنيه الإحساس من معنى وهذا قد يؤثر فيك سلبًا وليس العكس.. برجك الهوائي يجعلك كورقة في مهب الريح تحتاج إلى سنديانة ضخمة تسندك من العواصف.. فاجعل تلك السنديانة روحك القوية والشفافة تتغلب على أي شيء قد ينال من أعصابك الحساسة”. * مال على كرسيه وتنفس بعمق وزفر زفرة راحة فكل كلمة قالتها تتماها مع شخصيته وتلك هي أسباب أزماته وانكساراته العاطفية.. فهل يترك قلبه الذي خفق لها يُسيّره.. أم يستسلم لعقله الذي طالما أتعبه في كثير من محطات حياته..؟؟ أم يترك نفسه للقدر ويُسلّم بما قد يأتيه به..؟؟ فاكس: 6718388 – جدة [email protected]