قدر المدير العام لشركة مايكروسوفت العربية المهندس سمير نعمان، حجم سوق تقنية المعلومات في السعودية ب26.3 بليون ريال (7 بلايين دولار)، وقال إن المملكة تستحوذ على 40 في المئة من سوق التقنية في منطقة الشرق الأوسط. وقال نعمان في حوار ل «الحياة»: «إن السوق لا تزال في بدايتها، ومن المتوقع أن تنمو بمعدلات كبيرة، خصوصاً أن العامين الماضيين حدث فيهما تطور كبير في مجال التقنية»، متوقعاً نسب نمو تتراوح ما بين 12 و 13 في المئة في مجال تقنية المعلومات في السعودية، وأن يصل النمو إلى 13 في المئة في قطاع البرمجيات. وتطرق المدير العام لشركة مايكروسوفت العربية، إلى معوقات سوق تقنية المعلومات في السعودية، ملخصاً إياها في نقطتين الأولى شح الكوادر البشرية العاملة في مجال التقنية، وهي أكبر معوقات تقنية المعلومات، إذ إن الجامعات السعودية تدرس طلالها تقنية متواجدة قبل أربع سنوات، ولم تراع التطورات المتسارعة في هذا المجال، مشيراً إلى أن النقطة الثاني تتعلق بموضوع حفظ حقوق المؤلف. وكشف أن سوق القرصنة في السعودية يقدر بنحو 1.9 بليون ريال (500 مليون دولار)، وهي ذاتها الخسائر التي تحدث في سوق تقنية المعلومات في قطاع الأعمال، هذا بخلاف الخسائر في أجهزة الأفراد. وهنا نص الحوار: ما حجم استثمارات قطاع تقنية المعلومات في السعودية؟ - السوق السعودية تستحوذ على 40 في المئة من حجم سوق منطقة الشرق الأوسط، ولدينا استثمارات ضخمة في تقنية المعلومات، ومن الصعب تحديد الأرقام بالدقة المطلوبة، خصوصاً أن غالبية الشركات وكذلك الجهات الحكومية التي تستثمر في مجال تقنية المعلومات لا تفصح عن معلوماتها بشكل كامل. ونسبة 40 في المئة هي عبارة عن الاستثمارات المنشورة في السوق للجميع، وهي تقدر ب 7 بلايين دولار (26.3 بليون ريال)، وهذه تشمل جميع الاستثمارات في مجال التقنية سواء كانت أجهزة ومعدات والخدمات والبنية التحتية، في حين يقدر حجم الاستثمار في البرمجيات في السعودية بنحو 700 مليون دولار. ما التوقعات المستقبلية لنسب النمو في مجال تقنية المعلومات في السعودية؟ - تعد سوق تقنية المعلومات من الأسواق الناشئة لدينا في السعودية، ولا نزال في بدايات استخدام التقنية، والسوق هنا واسعة وتنمو بمعدلات كبيرة، خصوصاً أن العامين الماضيين شهدا تطوراً كبيراً في مجال التقنية، لاسيما في التعاملات الإلكترونية والتي تحرص جهات حكومية كثيرة على تقديمها كنوع من الخدمات المميزة التي لم تكن متواجدة قبل خمس سنوات، ما أسهم في تحقيق العبء على المواطن الذي يستطيع أخذ مواعيد مراجعة لإدارات حكومية عدة عبر مواقعها في الإنترنت، ويذهب بحسب الموعد من دون الحاجة إلى الانتظار ساعات، كما كان يحدث في السابق، وهذا جزء من التعاملات الحكومية الإلكترونية الظاهرة. ويوجد تعاملات كبيرة إلكترونية داخلية بين الجهات الحكومية سواء على مستوى العاملين في الجهة ذاتها أم على مستوى تعاملاتها مع الجهات الأخرى، ونحن كما ذكرت سابقاً في البدايات، إذ من المتوقع أن تكون جميع تعاملات الأفراد والشركات وكذلك الجهات الحكومية إلكترونية بالكامل. إذا ما تقديركم لنسب النمو في هذا القطاع؟ - لدينا نسبة نمو تتراوح ما بين 12 إلى 13 في المئة في مجال تقنية المعلومات في السعودية، وفي مجال البرمجيات يصل النمو إلى 13 في المئة لدينا. ما المعوقات التي تعيق سوق تقنية المعلومات؟ - معوقات سوق تقنية المعلومات في السعودية تتلخص في نقطتين، الأولى تخص الكوادر البشرية العاملة في مجال التقنية، إذ إن لدينا شحاً في هذا الكوادر من الجنسين، وهذا يعد أكبر المعوقات لتقنية المعلومات. أما النقطة الثانية فتتلخص في حفظ حقوق المؤلف، إذ إن السوق السعودية تعاني من القرصنة بشكل كبير، ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن عمل برامج، إذ إن البرنامج الذي يكلف آلاف الريالات يمكن قرصنته وبيعه بمبالغ زهيدة لا تجاوز عشرة ريالات. ولكن السعودية أصدرت قانون لحماية الفكرية؟ - نعم، لدينا قانون للحماية الفكرية وحفظ حقوق الملكية، ولكن لا بد من تطبيق هذا القوانين، إضافة إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع بمشكلات القرصنة. ما مشكلات القرصنة؟ - للقرصنة مشكلات عدة، غير إنها تعد سرقة للحقوق الفكرية بل تتعدى ذلك إلى مشكلات أمنية واجتماعية، إذ إن غالبية البرنامج المقرصنة تحتوي على فيروسات يمكن من خلالها اختراق الأجهزة، وهذا قد يسبب في حدوث سرقات لمعلومات الأشخاص المحفوظة على أجهزتهم الخاصة. كما أن استخدام تلك البرامج المضروبة جعل السعودية في قائمة الدول العشر الأولى لدول التي يتم فيها اختراق لأجهزتها الإلكترونية وسرقة المعلومات منها، إذ تتسبب القرصنة في اختراق الأجهزة من خارج السعودية واستخدامها في عمليات مشبوهة يمكن أن تصل لأمن الدولة، وهي قضايا أمنية خطيرة. وكم تبلغ قيمة سوق القرصنة في السعودية؟ - سوق القرصنة في السعودية يقدر ما بين 400 إلى 500 مليون دولار، وهي ذاتها خسائر تحدث في سوق تقنية المعلومات في قطاع الأعمال، إضافة إلى الخسائر في أجهزة الأفراد. هل تعد منافساً لكم؟ - بالطبع تعد القرصنة من أكبر المنافسين، خصوصاً أنها مسروقة ولا تكلف أصحابها إلا ثلاثة ريالات في حين تباع ب15 أو 10 ريالات، ويعد هذا مكسباً عالياً لهم. ما الوسائل والإجراءات التي اتبعتها شركات البرمجة للحد من القرصنة وآثارها السلبية؟ - السياسة في تقنية المعلومات والبرمجيات هو وعي المستهلك، إذ لا بد من تنمية وعي المستهلك وعدم استخدام البرامج المسروقة «المقرصنة» أو التي لا تحمل ترخيصاً داخل السعودية. أشرتم إلى أن سوق تقنية المعلومات توفر فرصاً كبيرة للشبان السعوديين؟ ما تقديراتكم؟ - حددت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في دراسة لها أن عدد الوظائف لدينا ثلاثة آلاف وظيفة شاغرة في مجال تقنية المعلومات، ومن المتوقع أن تصل إلى 30 ألفاً في 2014، وهذه الأرقام محسوب في داخلها الطلاب الذين ابتعثو للخارج لدراسة تقنية المعلومات، إضافة إلى الطلاب الذين يدرسون داخل السعودية. أين يكمن إشكال عدم وجود كوادر مؤهلة؟ - مما لا شك فيه أن لدينا نقصاً في الكوادر، ولدينا أقسام تدرس علوم تقنية المعلومات، ولكن الإشكال يكمن في المناهج، إذ نرى أن جامعات تدرس تقنية متواجدة قبل أربع سنوات على سبيل المثال ولم تراع التطورات المتسارعة في هذا المجال لا سيما وأن هذا المجال في تطور مستمر وبشكل يومي، ويمكن لنا التعامل مع مخرجات التعليم التي تدرس علوم تقنية محدثة قريباً، ولكن من الصعوبة أخذ مخرجات تعليم درس تقنية معلومات قديمة ولم تحدث مناهجها وتتماشى مع سوق العمل. ما أحدث التطورات الحاصلة في الحوسبة السحابية؟ - الحوسية السحابية هي المستقبل لتقنية المعلومات لأنها تعمل على فتح المجال أمام الجميع لاستخدام الحوسبة في القطاعات كافة سواء خاصة أم حكومية، فعلى مستوى الشركات لدينا في السعودية إشكال لدى غالبية الشركات، هي عدم إيجاد الكوادر المؤهلة والمدربة بشكل ممتاز للعمل في مجال تقنية المعلومات، ومع وجود ما يعرف بالحوسبة الحساسة فهي تمنح تلك الشركات المقدرة على استخدام تقنية المعلومات بشكل كبير، خصوصاً أنها تقدم خدمات مميزة وتسهيلات متعددة للمستخدم، كما أن النظام الجديد يوفر على المستخدم اقتناء عدد كبير من الأجهزة الخاصة بالتقنية. ما أبرز مميزات هذا التطور التقني؟ - تمنح الحوسبة الحسابية الشركات والمؤسسات الحكومية الحرية في اختيار عدد العاملين على البرنامج مع إمكان إضافة آخرين أو تقليص عدد المستخدمين بحسب الحاجة، وهي توفر للشركات عدم شراء «سيرفرات» خاصة بها، خصوصاً أن عدم وجود «السيرفرات» يعد مشكلة للشركة أو المؤسسة، كما أن مستخدمي هذه التقنية يستطيعون زيادة عدد الموظفين، كما أنها توفر لهم موظفين متخصصين في تقنية المعلومات. هل هنالك تقديرات لنسب التوفير؟ - تقنية الحوسبة السحابية تعمل على توفير ما بين 30 إلى 40 في المئة للقطاع المستثمر في مجال التقنية، كما أنها تمنح الشركة الاستمرارية في العمل من دون تعطيل كما يحدث في حال تعطيل سيرفرات الشركة، إذ إن الحوسبة السحابية تعمل على تغطية جميع المناطق في العالم حتى لو حدث عطل في أحد خوادمها. ونظام الحوسبة السحابية يمنح أماناً وخصوصية لمعلومات الشركات، إذ إنها تحفظ المعلومات وقاعدة البيانات الخاصة بالشركة في مكان آمن، ويمكن استردادها في أي وقت سواء حدث عطل في النظام أم حريق داخل مقر الشركة مثلاً، وهذا يعطي المستخدم الحرية والسهولة في الوصول لقاعدة بيانات الأعمال وإنهاء الأعمال من أي جهاز وأي مكان يتواجد فيه، وهذا لم يكن متواجداً قبل إيجاد تقنية الحوسبة السحابية. والتطور الحديث في نظام الحوسبة السحابية يعطي المستخدم حق الأمان في حفظ قاعدة بيانات أمن المعلومات في الحوسبة السحابية، وعند الحديث عن هذه التقنية نحن نتحدث عن مئات الآلاف من الخوادم التي تُخزن فيها المعلومات سواء الخاصة أم معلومات الجهات القطاعات المختلفة سواء خاصة أم حكومية. ما خدمات الحوسبة السحابية؟ -تعمل هذه التقنية على تحديث إصدارات الأجهزة بشكل تلقائي، إضافة إلى حفظ المعلومات وقاعدة البيانات للمشتركين. وماذا عن درجات الأمان والحماية لوقاية المواقع الإلكترونية من الاختراق؟ - هناك درجات عالية من أمن المعلومات في تقنية الحوسبة السحابية إذ يتم حفظ القاعدة البيانات في أجزاء متفرقة وجميع المواقع الإلكترونية سواء خاصة أم حكومية يمكن أن تتعرض لاختراق من «الهاكرز»، ولكن الأساس الذي يبنى عليه التقنية الحديثة يعتمد على حفظ آمن للمعلومات، ويتم ذلك على جزئين، الأول: أنه في حال تسبب الهاكر لتعطيل العمل في الموقع، هنا يكون لدى أصحاب الموقع نسخة أخرى من قاعدة البيانات يمكن استرجاعها من دون تعطيل لأعمالهم بسبب الاختراق. أما الجزء الثاني فهو الأمن، إذ تستطيع التقنية الحديث السيطرة على أمن المعلومات من خلال حفظ قاعدة البيانات في أجزاء مختلفة من الخادم، وبهذا لا يستطيع المخترق الوصول إلى قاعدة البيانات بالكامل وتصبح سرقة المعلومات شيئاً من المستحيل.