أثار تصريح الفنان عبدالله إدريس في أحد اللقاءات الصحفية حول مكانة الفنانات التشكيليات السعوديات ردود أفعال معارضة لدى التشكيليات حيث رأى إدريس حضورهن الخارجي والداخلي في المعارض والمشاركات التشكيلية أمراً شكلياً يعبر عن مجرّد ادعاء لدعم المرأة، في حين رأت التشكيليات عدم دقة هذا الكلام . تعميم الناقدة التشكيلية فوزية الصاعدي قالت: لو نظرنا لبدايات ظهور المرأة وحضورها في الفن التشكيلي السعودي وكان ذلك في نهاية الستينات (1968م ) وهي بداية مقاربة لبداية الفنان التشكيلي (الرجل) وللمرأة السعودية دوران مهمان في التشكيل كلاهما إيجابي وفعال وهما : إما ملهمة للفنان التشكيلي، أو منتجة للفن. وأضافت الصاعدي مؤكدة: يمكن القول إن حضور الفنانة أو الفنان التشكيلي في فئتين: - فئة تمتلك قدرات إبداعية عالية ولها حضورها الجاد ومشاركتها الفعالة في العديد من المسابقات والمعارض وحصدت العديد من الجوائز. - فئة يقل فيها المستوى الإبداعي فالإبداع الفني قسمان مكملان لبعضهما نصفه موهبة والنصف الآخر تجربة وخبرة تكتسب بالتعلم والممارسة. إلا أننا لا نستطيع تعميم الجزء على الكل فهناك العديد من الأسماء النسائية التي استطاعت بكل جدارة إيجاد موقع لها على خريطة التشكيل السعودي بما تمتلك من الوعي والثقافة التي أهلتها لهذا التفوق. حضور دولي الفنانة أمل فلمبان أكّدت أن عبدالله بن إدريس فنان كبير له تقديره وأنها تتفق معه في أن التشكيليات قلة ولكنها تختلف معه في جانب آخر وهو أنّ التشكيليات الحقيقيات موجودات أيضاً وليس وجودهن شكلياً «وإلا لما حققن جوائز عالمية كجائزة مزاد كريستي بدبي، ولا حصلن على جائزة تجميل مكة بمشاركة 22 دولة، ولو جاملتنا المملكة فلن تجاملنا الدول الأخرى. فهناك فنانات غير معروفات في المملكة ويتم دعوتهن في الدول الأخرى، وفي الخارج وفي أوروبا بالذات لا توجد مجاملة». وقالت إن اختيار الوزارة لا يقتصر على أسماء معينة وبعض ما تختاره لا يفهمه المتلقي العادي. وحول المسابقات التي تنظمها الوزارة قالت فلمبان إنها جدية إلى درجة تجعل الفنانات يتخّوفن من دخولها. تجاهل الجيد التشكيلية السعودية رحمة علي رأت أنّ مشاركة بعض الفنانات التشكيليات في المعارض الدولية دون المستوى بسبب مجاملات البعض وتجاهل البعض الآخر، وهذا شيء نقر به وتم تجاوزه الآن، بدليل فوز البعض من الفنانات التشكيليات بجوائز في بيناليات ومشاركات خارجية كالفنانة أمل فلمبان وكذا مشاركات دولية مشرفه للفنانة علا حجازي ومنى القصبي وشاليمار شربتلي وفوزية عبداللطيف ونجلاء السليم وتغريد البقشي وحنان باحمدان التي عرضت أعمالها في مزادات عالمية في صالة سوذبي الشهيرة في لندن عام 2010م وقبل ذلك عام 2007م . كل هؤلاء قدمن صورة مشرفة للفنانة التشكيلية السعودية وهناك الكثير ممن شاركن في معارض في الخارج واشاد بأعمالهن العديد من النقاد في الوطن العربي وحول العالم. فترة سابقة التشكيلية نوال السريحي قالت: قد أتفق مع رأي بعض الزملاء في وجود مشاركات متواضعة لبعض الفنانات التشكيليات السعوديات في المعارض الدولية دون المستوى المأمول ولكن هذا كان في فترة معينة وانتهت، وسببه يعود للمشرفين على تنظيم هذه الفعاليات حيث يتم اختيار طالبات أو موهوبات في معارض دولية وسوء الاختيار هو السبب الرئيسي لضعف التمثيل في مناسبات مهمة أو معارض دولية. لكن المتابع اليوم يلمس مشاركة فنانات تشكيليات سعوديات يفخر بهن المحترف السعودي وهن من أصحاب التجارب الجادة في الساحة الفنية وحققن بالفعل جوائز ومراكز متقدمة في المعارض الخارجية وقمن بتمثيل الفن التشكيلي السعودي المعاصر خير تمثيل. وختمت السريحي بأن سجلت شكرها لوزير الثقافة والاعلام وإلى إدارة العلاقات الثقافية الدولية بالوزارة على دعمهم للفنانات التشكيليات السعوديات. قبل دعم الوزارة ونفت التشكيلية ريم الديني صحة القول بحضور شكلي للتشكيليات السعوديات قائم على دعم مصطنع من الوزارة مؤكدة وجود تشكيليات قبل وجود دعم الوزارة من أمثال صفية بنت بدر دون أن يكون لها أي صلة بدعم الوزارة، وكذلك نوال مصلي وفوزية عبد اللطيف. ولفتت الديني إلى أنّه من الصحيح أن هناك الكثير من التشكيليات وهذا موجود في أيّ مجال ولكن من يعمل على نفسه هو من يستمر. وأكّدت أن هذا لا يرتبط بالرجل أو المرأة فالثقافة الفنية غير موجودة في مجتمعنا وتحتاج إلى تثقيف الأجيال عبر الإعلام والمدرسة. وبخصوص مسابقات الوزارة قالت صحيح إن هذه المسابقات معاييرها غير واضحة بعض الأعمال متميزة وبعضها أتحفظ عليها. وختمت الديني مؤكدة قوة الفن السعودي متمنية من المسؤولين دعمه بالطريقة الصحيحة، واقترحت على سبيل المثال، أن يتم الاهتمام بجدة كمدينة سياحية وعمل متحف تشكيلي فيها وإشراك التشكيليين في صنع معلم من معالم البلد، وعمل معارض قوية في الخارج، فالمعارض القوية في الخارج لم تعملها الوزارة بل عملت بجهود شخصية. يقابل الرومانسية الناقدة التشكيلية الدكتورة عبير الصاعدي قالت: قد يعزى السبب في أن مشاركة الفنانات التشكيليات في المعارض الدولية دون المستوى، إلى عوامل عديدة، منها: أن التجارب التشكيلية المعاصرة سواء كانت في العالم العربي أو العالم الغربي شأنها شأن المجالات الأخرى تأثرت بتكنولوجيا ومتطلبات العصر، وبالتالي فإن فكر وتقنية التجارب الفنية المعاصرة في تلك الدول إذا ما تجاورت مكانياً مع التجارب التقليدية للتشكيليات والتي مازال بعضها متمسكاً بالأساليب التقليدية في الطرح والتنفيذ، فان هذا التباين الواضح يفضح ضعف التجارب المشاركة. وأضافت: الفن اليوم يعتمد على الفكر والعلم وبعض تجاربنا الفنية مازال متمسكاً بأهداب الرومانسية، إضافة إلى ذلك أن عملية اختيار المشاركات غالباً لا تخضع للجان متخصصة في الحكم والتقييم، ولنا في تجربة التشكيليين في (Art Dubai) خير مثال، فإما أن تصادفك لوحة تقرب من قطع الأنتيك من القرن الماضي وقد يطلق البعض عليها (تراثيات)، وإما تجارب فنية معاصرة في الخامة والأسلوب محاكاة للأسلوب الغربي المعاصر واستجابة له ولكنها بلا روح ولا هوية وينقصها الفكر المتعمق. مجرد ترخيص ورفضت الفنانة بدرية الناصر الفكرة مؤكدة وصول فنانات سعوديات إلى العالمية بجدارة، متسائلة «منذ متى كانت الوزارة مسؤولة عن معارض الفنانات حتى يقال إن حضور التشكيليات شكلي بسببها؟! هي لا تفعل شيئا سوى إجازة المعارض. ودعت الناصر إلى إقامة صالة عرض متخصصة، لأن جمعية الثقافة والفنون ليست متخصصة كصالة العرض.