صدر للقاص والباحث خالد الخضري رواية بعنوان «رعشة جسد» ، وقد سبق أن صدرت بعنوان مختلف في نفس العام، كما أشارت إلى ذلك الببلوجرافيا عن الرواية السعودية للعام 2011م للباحث خالد اليوسف. هذه الرواية، حققت انتشاراً جيداً، ونفدت طبعتها الأولى خلال أقل من عام، وتنوي دار النشر إعادة طباعتها في طبعة ثانية. هناك قصة ارتبطت بالرواية، التي كتبها الخضري في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وفقدت منه بعد أن تم السطو على سيارته وسرق جهاز الحاسوب الخاص به. حول هذه الامور وقضايا أخرى كان لنا هذا الحوار مع الخضري : ما حكاية رواية «رعشة جسد» التي نعرف أن لها قصة نشرت في الصحف، خاصة بعد أن فقدتها لسنوات، ثم قمت بطباعتها بعنوانين مختلفين، عربيا ومحليا ؟ - «رعشة جسد» لها قصة، فقد كتبتها خلال العامين 1996 1997م، ونشرت حينها على حلقات بجريدة الهدف الكويتية ، وكانت الرواية تحمل عنوان «جوانا» وفقدت بعد أن تعرضت لحادث سرقة جهاز الحاسوب الخاص بي من سيارتي، الذي كانت الرواية به، مع ملفات هامة أخرى، وبعد أن انتقل عملي من الطائف إلى الرياض وجدت زوجتي الرواية في إحدى «السيديهات» ففرحت كثيراً ونصحني بعض أصدقائي بطباعتها، فطبعت في طبعة عربية بالقاهرة، لكنها لم توزع محلياً بشكل جيد، فكانت الفكرة أن نعيد طباعتها محلياً، وفعلاً طبعت وكان لزاماً علينا أن نعتبرها طبعة أولى، بحكم أن «جوانا» لم تفسح محلياً، واقترح علي أحد المسؤولين في دار النشر أن نغير العنوان، فاتفقنا على العنوان الجديد «رعشة جسد» وبعد الفسح، طبعت كطبعة أولى، 2011م، ونفدت الطبعة في وقت قصير . الرواية هي الاولى لك وقد سبقتها عدة مجموعات قصصية .. فماذا تناولت الرواية ؟ - تتناول الرواية حوارا داخليا لبطلها يطرح الكثير من التساؤلات حول العادات والتقاليد التي تربى عليها البطل، التي جعلته يكتشف أن هناك رؤية وطريقة تفكير مختلفة عند انتقاله في رحلة بحث عن النسيان في الدول الشرق آسيوية، ومن خلال الأحداث المتعددة في الرواية يبدأ في التخلص من كثير من الأفكار، بمساعدة بطلة الرواية التي تعرف عليها هناك. الرواية تكشف عددا من الجوانب لحياة الشباب واهتماماتهم التي تظهر بشكل جلي أثناء السفر، وتسلط الضوء على الحرية التي تتحقق للشباب خارج البلاد، التي تجعلهم غير قادرين على الاختيار وعلى لملمة رغباتهم التي تجعل بعضهم يسقط في هوة الرغبات المكبوتة. ماذا عن التحول من كتابة القصة القصيرة للرواية، خاصة أن هناك توجها كبيرا في الفترة الأخيرة، من الكتاب نحو الرواية، ؟ - التحول من القصة إلى الرواية، أنا لا أعبتره تحولاً، بحكم أنها كتابة سردية، وحتى الشعراء أنفسهم كتب كثير منهم الرواية، فهم الكتابة لا يعرف جنساً أدبياً مع أنني أرى أن كتاب القصة القصيرة هم الأقرب لكتابة الرواية، وهناك كتاب سعوديون متمكنون في عالم الرواية، والساحة تكتظ الآن بالكثير من الأعمال الروائية التي لا تستحق أن يلتفت إليها، ولا تستحق قيمة الورق الذي طبعت عليه، وبالذات في الروايات النسائية، وفي اعتقادي أن الزمن كفيل بغربلة كل ذلك ولن يظل سوى العمل المتميز. ** ماذا عن دور المؤسسات الثقافية في دعم المبدعين، ونشر نتاجهم الكتابي، سواء كانت أندية أدبية أو غيرها ؟ - أعتقد أن هذه المسألة من المسائل الشائكة، حيث إن المؤسسات الثقافية في واد، والمثقف والمبدع في واد آخر، ولهذا نجد أن عدداً كبيرة من المثقفين فضلوا الابتعاد واعتزال المؤسسات الثقافية، ونحن نعرف جميعاً أن علاقة أي كاتب بمثل هذه المؤسسات تخضع للمصالح، وللعلاقات الشخصية. هذا واقع ملموس، أنا شخصياً طبعت من خلال الأندية الأدبية أكثر من إصدار، لكنني لا أتحدث عن نفسي، بل أتحدث عن أولئك الكتاب الذين لا يلتفت إليهم أحد. الكتابة في ظل الانشغال الإعلامي، كيف تتمكن من التوفيق بينها وبين عملك الإعلامي، خاصة أن الصحافة غالباً تزاحم العمل الإبداعي؟ أؤمن تماماً بأن هناك فرقا كبيرا بين اللغة الصحفية، واللغة الأدبية في الكتابة، ولي محاضرة تقارن بينهما، فاللغة الصحفية لغة مباشرة تماماً، ولا تقبل أن تكون مراوغة أو ذات أكثر من دلالة كما هو الحال الذي ينبغي أن تكون عليه اللغة الأدبية، وهذا هو الفارق بكل بساطة، لهذا يقع كثير من ممتهني العمل الصحفي، من المبدعين والكتاب في هذا المأزق، فتخنقهم اللغة المباشرة، وقد تؤدي بالبعض إلى فقدان التوازن، ومن ثم كتابة أعمال إبداعية بلغة صحفية، وهذا التوازن ليس من السهل أن يحققه أي شخص، لذا علينا أن نفرق وأن نعمل على تحريض أنفسنا على الكتابة، وإيجاد أجواء تساعد على حضور الحالة الكتابية الإبداعية.