جاء لافتا في معرض الرياض الدولي للكتاب الأخير حضور الكاتب والقاص سعد الدوسري -أحد أهم أسماء كتاب القصة خلال حقبة الثمانينيات- روائيا رغم أن كثيرين في الساحة قرأوا روايته منذ كتابتها وتوزيع مسودتها قبل عشرين عاما. لماذا لم يطبعها الدوسري إلى الآن؟ لماذا تأخرت ؟ (الوطن) ساءلت الدوسري - المقل في أحاديثه الصحفية حتى الندرة - فكان هذا الحوار : المعروف لدى أبناء جيلك ومن تلاهم ، أن روايتك الرياض نوفمبر 90 مكتوبة منذ أكثر من عشرين عاما ،ً فلماذا تأخرت في طباعتها ؟ وهل لتأخرك علاقة بعدم ثقتك؟أم أن لذلك علاقة بتحولات شخصية؟ أم لعدم ثقتك بالقارئ آنذاك؟ طباعة رواية الرياض نوفمبر 90، مَّرتْ بعدد من العوائق ، منذ 1995م ( أي بعد ثلاث سنوات من كتابتها) وحتى 2010 م . و هناك وثائق رسمية بيني و بين دار الساقي، وبيني و بين نادي الرياض الأدبي ، تثبت ذلك . هذه الوثائق ستؤكد أنني لست مَنْ تأخر في طباعتها . هل أضفت إلى مسودة روايتك الرياض نوفمبر90 التي وزعتها على بعض الأصدقاء وقت انتهائك من كتابة المسودة الأولى قبل عقدين ؟ وماذا حذفت كذلك؟ إذا كنتِ تقصدين روحَ النص و بناءَهُ الدرامي ، فأظن أنَّ ، ناشر رواية الرياض نوفمبر 90 ، حسن ياغي والذي قرأها عام 1992 م ، واستمرَّ يحاول إقناعي بطباعتها ، حتى طبعها عام 2011 م ، هو أفضل مَنْ سيجيب عن هذا السؤال. أما التفاصيل اللغوية والأسلوبية ، فإن أي كاتب سيظلُّ يغيِّر في بعضها قبل النشر، و حتى في الطبعات التي تلي الطبعة الأولى لكتابه . عن روايتك الرياض نوفمبر 90 ، قال الدكتور الغذامي إنها لو صدرت قبل عشرين عاماً لأحدثت ضجة كبرى، فهل يعني بذلك ألاَّ تُحدِث الرواية ضجة بصدورها الآن؟ أنا لا يهمني الضجيج ، والضجيج لا يهمُّهُ أمثالي . سعد ، لماذا انقطعت عن الوسط الثقافي، خاصةً أنك ممن يتحلى بصلات ثقافية وثيقة ؟ هل للأمر علاقة ببعض التحولات الفكرية الخاصة أوالعامة ، أم ماذا بالضبط؟ أنا لا أحب الإجابة عن الأسئلة الشخصية ، لأنها لا تهم القاريء في شيء ، لكنني سأجيب عن هذا السؤال بالذات، لأنه يتكررأمامي كثيراً. ببساطة ، فإن انقطاعي متعلق بطبيعة الوظيفة التي كنت أعمل بها، و التي تتطلب أن أكون على تواصل معها على مدار الساعة ، طيلة أيام الأسبوع . هذه الوظيفة بدأتها عام 1986 م وانتهيت منها قبل أشهر. إلى أين وصلت في تأليفك المختلف لقصص الأطفال ومسرحياتهم ؟ وهل سنقرأ رواية تخص الطفل بها ؟ أصدرت 12 عملاً للأطفال بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، و وزارة الثقافة والإعلام ، ومكتبة الملك عبدالعزيزالعامة ، والشركة السعودية للأبحاث والتسويق . وسأظل أرحب بالتعاون مع أية جهة تحتفل بالكتابة للطفل، خاصة أن لدي العديد من الأعمال الجاهزة ، و من بينها قصة طويلة عنوانها " ذئب النهار " . ماذا أضاف لك العمود الصحفي اليومي، وتنقُلك بين قراء صحيفتين من المنطقة نفسها؟ عمودي اليومي" باتجاه الأبيض " هو نافذتي التي أطل منها ، منذ ثلاثين عاماً، على قضايا الناس وهمومهم . أما تنقلاتي، فلست مسؤولاً عنها.المسؤول عنها رؤساء التحرير. في ظل الثورات الشعبية العربية الحالية ، هل تقصدَّت أن تقع روايتك موقعها مع ما يحدث الآن؟ الكائن المتفاعِل مع ما حوله، هو الذي يصنع الحدث. و هو نفسه، الذي قد يكون جزءًا هامشياً منه . ماذا يمكن أن تخبرالمتلقي عن روايتك الثانية " مواطيء الوقت " التي لم تطبع بعد؟ ومالذي يدعوك إلى المماطلة في طباعة مؤلفاتك رغم أنك لا تفعلها مع ما تؤلف من كتب ملونة وقصص للأطفال؟ هل للأمر صلة بشريحة التلقي ونوعها ؟ أم لذلك علاقة برقيبك الشخصي ؟ أنا لا أعبأ بالرقيب ، سواء أثناء الكتابة أوبعد الانتهاء منها .أعبأ فقط بالقاريء ، مهما كانت الشريحة التي ينتمي لها.أما توقيت النشر، فهو مرهون عندي بتوفر دار النشر التي تحترم أعمالي، و تضعها في المكان اللائق بها عربياً . " دهناء و قناديل ومقصلة " ما طقوس كتابتها وفي أي سنة كتبتها ؟ وما تأثير الزمن الفاصل بين الانتهاء من كتابة العمل والتأخر في طباعته مع تنامي وعي المبدع وحيرته بين فترة الكتابة ونمو تحولاته فيما بعد؟ ومتى ستُطِل هذه المجموعة؟. هذه المجموعة تضم القصص التي كتبتها بعد مجموعتي الثانية " بلاط السيدة الأخيرة " التي أصدرتُها عن دار الشروق بعمَّان 1989 م ، وقبل البدء بكتابة رواية الرياض نوفمبر 90 . وكل هذه النصوص ، اطَّلعَ عليها ، في حينها ، زملاء في الوسط الثقافي المحلي والعربي . كنت أنتظر أن تَصْدُر رواية الرياض نوفمبر 90 (التي حَبَسني القراءُ في سجنها ) لكي أُخْلي سبيلَ بقية أعمالي .