استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة في عاصمتها أبو ظبي الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص وهي رياضة عالمية للرياضيين من ذوي الإعاقة الذهنية والحدث الرئيسي والأكبر على مستوى عالمي، ويهدف هذا الحدث إلى إظهار مهارات وطاقة كامنة من خلال النشاط البدني، وإذا نظرنا من أبعاده الإنسانية فإنه ليس مجرد حدث رياضي عالمي فحسب بل يمثل للمشاركين لحظة مهمة لتكريم قدراتهم وإنجازاتهم، ومنطلقاً لتحقيق المزيد من الاستقلالية وبلوغ أقصى طاقاتهم في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والرياضية. والمختلف في الألعاب العالمية بأبوظبي 2019 مشاركة أولمبياد سعوديات، وهي اللحظة التاريخية التي سوف ترسم ملامح الحياة الجديدة لأصحاب «الهمم» كما يحلو للبعض تسميتهم، فالإمارات وكعادتها لديها شغف التميز واهتمام كبير من أعلى رأس في السلطة بهذا الحدث، من حيث المتابعة والتجهيزات الكبيرة ودعوات لرؤساء بعض الدول لحضور الافتتاح ومتابعة المنافسة حتى آخر يوم في الألعاب العالمية، ومن ناحية التجهيزات الإعلامية لم تشهد أي الأولمبياد الخاص مثلها من قبل، مع مشاركة دولية واسعة تضم أكثر من 7500 رياضي يمثلون أكثر من 190 دولة وعدد المنظمين ما يقارب 21 ألف متطوع، وتغطية إعلامية على مدار الساعة تلمس قصص وإنجازات الرياضيين للملايين من المتابعين حول العالم، وحيث إن المشاركة السعودية زادت عن المشاركات السابقة في الأولمبياد الخاص بإضافة 21 لاعبة و29 لاعباً يشاركون في 9 ألعاب رياضية تشمل كرة السلة، والبوتشي، وألعاب القوى، ورفع الأثقال، والتزلج، والسباحة، والترايثلون، وتنس الطاولة، والبولينج. ولم تكن مشاركة فتيات السعودية من ذوات الإعاقة سهلة بل كان علينا إقناع أسرة الفتاة المشاركة بأنها واجب وطني، ولكي تطمئن أكثر اعتمدت الأولمبياد السعودي الخاص مرافقا لكل فتاة سواء الأم أو الأب ليكون مرافقا لها طوال أيام المنافسات، وأظهرت هذه المشاركة صوراً جميلة عشنا لحظةً بلحظة كل تفاصيلها من خلال التغطيات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي، لحظات عاشتها الأسرة وهم يشاهدون فتياتهم في المحفل العالمي لأول مرة، يحصدن إنجازاتهن بقدراتهن، ورأينا دموع فرح العائلات في المدرجات بمشاهدة بناتهم وأبنائهم وهم على منصات التتويج، ستظل عالقة في أذهانهم لسنوات، الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية-أبو ظبي 2019، أظهر صوراً نادرة من التنافسية العالية، لبناتنا وهن يشاركن لأول مرة وبقدراتهن ومهاراتهن وهن يتخطين فكرة الإعاقة إلى الاندماج مع حماس وصيحات الجماهير وفرحة عارمة من أسر اللاعبات، كانت الحصيلة 40 ميدالية حصدتها السعودية من الذكور والإناث. وأخيراً... لا يسعنا إلا أن نشكر كل من ساهم وشارك وذلل كل الصعاب لمشاركة بناتنا من ذوات الإعاقة في هذا المحفل العالمي، وما نطمح له الآن هو إنشاء أندية خاصة تحت مظلة الهيئة العامة للرياضة لبناتنا ليكُتشف مواهبهن وقدراتهن ولينضممن مع زميلاتهن السابقات، فللرياضة دور كبير في تحسين نفسيتهن والحد من تفاقم الإعاقة.