عمل العديد من الشباب في صناعة السينما كهواة رغم عدم وجود هذه الصناعة في المملكة خلال العقود الماضية، عدد منهم الآن باتوا محترفين يطمحون إلى المساهمة في تأسيس صناعة السينما بالمملكة في المستقبل، فالعمل بهذا القطاع سواء كان بالإخراج أو الإنتاج، لا بد أن يحقق متطلبات هذا الفن من ألفه إلى يائه ولا يكفي أن يكون هاويا، بل عليه أن يكون ملما ودارسا ومجتهدا ليكون أحد المؤثرين في عالم السينما، وهذا ما أكده عدد من السينمائيين، الذين تحدثوا عن بداية مشوارهم في صناعة السينما. » ممدوح سالم أوضح المخرج السينمائي ممدوح سالم أن بدايته كانت من خلال تنظيم أول مهرجان سينمائي في 2006 مهرجان جدة للعروض المرئية، الذي سمي بهذا الاسم لأن السينما كانت ممنوعة في تلك الفترة، وأشار إلى أنه صنع أول فيلم له بعنوان «ليلة البدر» وعرض في العديد من المهرجانات السينمائية والمناسبات الثقافية وكرم عن الفيلم في روسيا، وتبنت حينها وزارة الثقافة والإعلام مشاركة الأفلام السعودية ضمن الأيام والأسابيع الثقافية، التي تقيمها الوزارة في الخارج، وأصبحت المملكة تشارك في المهرجانات السينمائية الدولية بشكل رسمي من خلال ترشيح الأفلام السعودية. » محمد سلمان من جانبه، قال المخرج محمد سلمان: إنه من الصعب جدا تحديد البداية، فإذا كان المقصود بالبداية هو تلك اللحظة، التى قررت أن أكون مخرجا فهي تبدأ من مغامراتنا الأولى مع الكاميرا المنزلية، إذ كنا نأخذ كاميرا والدي -رحمة الله عليه- ونسجل مشاهد النهار ونشاهدها في الليل، ثم نعيد الكرة مرة أخرى في اليوم الثاني ونعيد التسجيل على نفس الشريط، ولم يكن مسموحا لنا سوى استخدام شريط واحد فقط، أم هي بداية جمع بوسترات الأفلام، التى كانت تعرض داخل أسوار أرامكو، فبعد نهاية عرض كل فيلم كنت أحتفظ بالبوستر، وكانت مرحلة لاستكشاف الكاميرا كبرت لتتحول إلى شغف يدفعك لتلقي بنفسك في مشهد ما، هذا الحلم لم يكن سهلا، حيث لم يكن هناك إنترنت ولا سينما، ولم يكن من السهل أن تقنع والديك بأنك تريد الذهاب إلى أمريكا لتدرس السينما، فكان القرار الأقرب أن أدرس الفنون الجميلة بجامعة الملك سعود. » يعقوب المرزوق وقال المخرج والمنتج السينمائي يعقوب المرزوق إنه لا يزال يتذكر البداية في مشوار السينما، عن طريق الكتابة والتمثيل في عام 2004، حين تواصل معه المخرج هشام العبدي مبدياً رغبته في إنتاج فيلم سينمائي، وأن لديه فكرة الفيلم حول أسطورة محلية تتحدث عن «عين الحياة» الموجودة في جبل القارة بالأحساء، وبدأنا في كتابة السيناريو والتواصل مع الممثلين واختيار مواقع التمثيل والبدء بالبروفات ثم التصوير، وكان أغلب التصوير بكاميرا منزلية وشارك في التمثيل معي الفنان حسين اليحيى ومحمد الحواج وإبراهيم الشريط، وقام بالإخراج والمونتاج المخرج هشام العبدي ليخرج أول فيلم سينمائي للمجموعة تحت اسم «عين الحياة»، وحقق الفيلم انتشارا واسعا رغم عدم وجود مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك، وهذا ما دفعنا لتقديم المزيد. وأضاف إن أولى محاولاته لإخراج فيلم سينمائي كان مع فيلم «السيكل» للسينارست عباس الحايك، وكانت مشاركتي الأولى بمهرجان الخليج السينمائي 2012. » عبدالرحمن صندقجي وقال المخرج عبدالرحمن صندقجي: إن بدايته كانت مع التصوير بكاميرا الهاتف المحمول أثناء دراسته الجامعية، عبر تصوير مقاطع قصيرة وبثها على قناتي في موقع يوتيوب ليتاح للآخرين مشاهدتها، بعد ذلك أتيحت لي فرصة صناعة فيلم وثائقي للجامعة حول تقنية النانو، وشاركت به خلال مؤتمر طلابي لوزارة التعليم العالي وتم تكريم الفيلم، ومن هناك كانت انطلاقة الشغف والحب للسينما والأفلام، وبعد التخرج في الجامعة كانت صناعة الأفلام هو الهدف الذي اخترته، بعدها جاءت الفرصة كي أنتج أفلاما وثائقية لبعض القنوات، وحظيت أفلامي باهتمام واسع وتناولته مقالات نقدية عديدة وصلت إلى حدود الستين مقالا في الصحف العربية والعالمية، ومن ثم عملت على مشاريع سينمائية تجارية ووثائقية وصولا إلى فيلم «الزهايمر»، ومن ثم جاء إنتاج سلسلة من الأفلام، التي عرضت في مهرجانات محلية وعربية وعالمية.