أكد الشاعر والمنشد شايع بن فارس العيافي أن الثقافة العربية تأصلت على الاهتمام بالشعر وفنونه، وهو ما ساهم في الإقبال الكبير على المسابقات الشعرية في المملكة والإمارات. وكشف العيافي المبدع في فن «المنكوس» الأسباب التي جعلت هذا النوع من الفنون لا يأخذ نصيبه في الانتشار عربيا، مشيرا إلى أن الجيل الشاب عليه مسؤولية نقل تراثه وفنه وثقافته إلى جميع أنحاء المعمورة. » فن المنكوس * ما هو الاختلاف بين فن المنكوس والشعر النبطي؟ - فن المنكوس هو من الفنون الفلكلورية بمنطقة الخليج، يحمل في طياته الكثير من الشجن، ويعتبر من الفن الصوتي بخلاف الشعر النبطي الذي يعتمد على الإنشاد، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن). * وما سبب تسميته بهذا الاسم؟ - ترجع تسميته إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت، وهناك من يطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى حركة طائر الورقاء، الذي كان البدو يستدلون من حركته على قدوم فصل الصيف، إذ إنّ تغريد الطائر يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث أن ينخفض كلما نزل لسطح الأرض. » فلكلور محلي * ألا تلاحظ بأن فن المنكوس ليس مشهورا كغيره من الفنون؟ - السبب في ذلك يعود لعدم تحقيق دول الخليج طفرة في نقل مثل تلك الفنون الفلكلورية للإعلام إلا في الوقت القريب، لذلك نهدف لتوصيل ذلك الفن لجميع أرجاء الوطن العربي. * إلى أي مدى هناك اهتمام بتعليم وتدريس الشعر في مدارسنا؟ - هناك اهتمام بالشعر وفنونه متأصل في ثقافة مجتمعاتنا العربية بشكل عام لأنها ثقافة صعب على أي مواطن عربي التنصل منها، وهذا يظهر جليا في وجود مسابقات شعرية في السعودية والإمارات. * هل ما زال الشعر ديوان العرب؟ - نعم، فنحن تربينا على وجود حس عربي تجاه الفنون الشعرية، ونأمل من شباب الجيل الجديد عدم الخجل من فلكلوره وتراثه الثقافي والأدبي والشعري، وذلك لأنها نابعة من الأرض التي يعيش عليها. » الذائقة باقية * كيف ترى الذائقة الشعرية لدى الجيل الجديد؟ وهل تقلصت؟ - أعتقد أنها موجودة ولكنها تعود إلى طبيعة البيئة، فدائما ما نجد الأشخاص الذين يعيشون في الأرياف والبدو لديهم مفردات عذبة مقارنة بسكان المدن. * ما هو بيت الشعر الذي تستشهد به في حياتك؟ ولماذا؟ - «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق» وذلك لأننا نعاني من تهميش الأم وإهمال دورها في المجتمع بشكل عام. * ما نوع الشعر الذي تفضله عربيا أو عالميا؟ - أنا أحب الشعر العربي سواء الجاهلي أو الإسلامي أو التجارب الجديدة ليس كمطلع وباحث بل كمتذوق للشعر. * إلى أي مدى تعنى الدولة بالثقافة وخاصة الشعر؟ - في دول الخليج صاروا يقدمونها كثقافة مصدرة تخدم البلد مثل المسابقات الشعرية التي تجد اهتماما قويا بكل ما تعنيه الكلمة من قوة، أما بالنسبة للقيادة السياسية فهم يهتمون بمحاولة تقديم تراث البلد بشكل عام، لأن الاعتزاز به هو امتداد بالأصول والجذور وهو اهتمام فطري لكل إنسان طبيعي.