التفويض الجيد يحرّرك كي تصبح أكثر إنتاجية وأكثر إبداعًا، ويجبرك على أن تصبح أكثر تنظيمًا، ويعتبر حجر الزاوية لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية والحفاظ على حكمتك أثناء ضيق الوقت، وكما قال د. غازي القصيبي: افتح المجال أمام الآخرين، وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم. ولتزداد كفاءة ممارس التفويض ننصح بتفويض المهام الأصغر، وتحسين الثقة بينك وبين زملاء العمل، وبتطوير أولوية المهام. وعندما تقوم بالتفويض قم بإلقاء نظرة على فريقك، واعرف نقاط القوة والضعف، وقم بتكليف مَن لديهم أكبر عدد من المهارات الخاصة بالمهمة مع اتساقها، وتأكد من إدراج التعليمات والتفضيلات مع كل مهمة، وأدرج موعدًا نهائيًا وصارمًا لتسليم العمل. وعند افتقار شخص ما في فريقك إلى القدرة على تنفيذ مهمة معينة، اجعل التعليم جزءًا من عملية التفويض واعتبر الأمر استثمارًا، فعن طريق نقل هذه المهارات ستكون قد فتحت الباب أمام إسناد جميع المهام المماثلة لهذا الفرد في المستقبل. وبمجرد تفويض المهمة ثق بأن فريقك سيقوم بتنفيذها بطريقته الخاصة، ومع ذلك لا تخشَ من التدخل أحيانًا والتحقق من أن المهمة تسير وفقًا لمخططها، وأن الشخص لم يواجه أي عقبات، وهذا يحث على المزيد من الثقة والاحترام داخل فريقك، ويساعد على منع انقطاع الاتصال والفهم، وإذا قام موظفوك بأداء المهمة التي تم تكليفهم بها بشكل جيد، فوجّه الشكر لهم علنًا، وقدّم الثناء، أما إذا أدّوا المهمة بشكل غير كُفء فلا تخشَ من منحهم بعض النقد البنّاء، إنها فرصة حاسمة بالنسبة لك لتحديد ما إذا كنت توفر ما يكفي من المعلومات، والتأكد من أن الشخص المفوّض مناسب. التفويض ليس سهلًا دائمًا، وهذه العملية ليست دائمًا واضحة المعالم، ويجب أن تدرك أن العملية لن تكون مثالية، ولكن تعلّم من خبراتك وقم بإجراء تعديلات مستمرة للتحسين. سُئل نابليون: كيف استطعت أن تمنح الثقة في أفراد جيشك؟ فقال: كنت أرد بثلاث: مَنْ قال: لا أقدر، قلت له: حاول، ومَنْ قال: لا أعرف، قلت له: تعلّم، ومَنْ قال: مستحيل، قلت له: جرّب.