عندما تنظر للأسماء والتشكيلة والدكة لا يمكن أن تصدق أن هذا الفريق يبتعد بفارق 13 نقطة عن المتصدر، ولكن عندما تشاهد ما يقدمه على أرض الملعب فلن تستغرب أبدًا، فتغيير المدرب بآخر لم يغيّر من شكل وشخصية أو أداء الفريق. في كلاسيكو الجوهرة دانت السيطرة على الكرة للأهلي في معظم دقائق المباراة، ولكن أي متابع للمباراة كان سيشعر بأن النصر أقرب للتسجيل، وهذا ما حدث مع نهاية الشوط الأول، ورغم ضغط الأهلي في بداية الثاني وعودته بالنتيجة إلا أن النصر سرعان ما استعاد تقدمه، وبعدها تحوّل الأهلي إلى فوضى واجتهادات فردية عشوائية، ووقف فوساتي مكتوف اليدين ولم يكن في قدرته إضافة الجديد، ولو ركز النصر قليلًا في هجماته المرتدة لأصبحت النتيجة ثقيلة على الأهلي، ولكن فيتوريا كان حريصًا على حماية مرماه أكثر من حرصه على زيادة الغلة فاكتفى بالدفاع المركّز وحقق مراده. الإعلام والجماهير خضراء الميول كانت انهزامية قبل اللقاء ولم يكن لديها أي رد فعل بعد الخسارة فتعاملوا معها وكأنها من المسلمات، فالأهلي دخل المباراة بدون ضغوطات، على عكس النصر الذي دخل وعلى عاتقه عدم التعثر، ولكن داخل الملعب كان النصر هو الأهدأ والأكثر ثقة وحقق ما يريد بالإصرار والحماس مقابل فتور ولا مبالاة من نجوم الراقي. على بعد 10 مراحل من النهاية لا يزال الأهلي (حسابيًا) منافسًا على الدوري، ولكن واقعيًا هو بعيد بسنوات ضوئية عن الظفر به، فالمنافسة حاليًا انحصرت في قطبي الرياض فقط، والرقم 6 سيكون معرضًا للتغيير مع الجولات القادمة، فالمتصدر الهلال وملاحقه النصر يغردان خارج السرب ويمتلك كلاهما الفرصة للظفر باللقب، وتبقى قدرة أي منهما في المحافظة على ثقافة الفوز، وعدم إضاعة النقاط السهلة هو الفيصل فيمن سيكون فارس هذا الموسم. يحتاج الكثير من الإعلاميين ومنسوبي الأندية إلى محاضرات تثقيفية في ماهية تقنية الVAR وكيفية استخدامها، وبصرف النظر عن الرضا أو السخط عنها إلا أن الواقع يقول إن نسبة الأخطاء التحكيمية في هذا الموسم قليلة جدًا مقارنة بالمواسم السابقة، وبما أن القرار النهائي بصافرة حكم الساحة فستكون هناك أخطاء بلا منازع ولكنها تقنية تحقق أعلى معدلات العدالة التحكيمية. الأهلي رغم كل الأسماء اللامعة لكنه للأسف للخلف در، مع كل الأماني للجميع بالتوفيق.