في البداية أود أن أوضح أنني لا أعرف معالي وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق الدكتور يوسف العثيمين إلا من خلال اجتماع في الرياض قبل عدة سنوات، جمع بعض كتاب الصحف السعودية مع الدكتور يوسف في وقت كان وزير الثقافة والإعلام بالنيابة. وكنت مدعوا كممثل لجريدة اليوم وجريدة العرب نيوز التي تصدر باللغة الإنجليزية. وقبل عدة أيام رأيت مقالا بجريدة عكاظ عن الإعلام السعودي كتبه الدكتور يوسف بعنوان: «الإعلام السعودي.. نافذة جديدة لتطويره» وبعدها رأيت مقالا آخر يرد على المقال، كتبه الأستاذ ساعد الحارثي بعنوان: «الإعلام السعودي: أين المشكلة؟».. وكلاهما يشكو من الإعلام. بعد اجتماع كتاب الرأي مع وزير الثقافة والإعلام بالنيابة، قمت بسؤال الوزير سؤالا جانبيا.. ماذا لو تم نشر مقال سياسي تحليلي لكاتب أمريكي في إحدى الصحف الغربية. وبعد ذلك تم تداول المقال بشكل كبير حول العالم. ولكن وبعد نشر المقال الذي كتبه الصحفي الأمريكي، قام كاتب سعودي بنشر مقال مشابه ومطابق له في إحدى الصحف السعودية، فهل سيعتبر ذلك توارد خواطر وتشابها في الرأي أم سيعتقد الدكتور يوسف العثيمين أن الكاتب السعودي قد قام بالاقتباس من الكاتب الأمريكي. ولكن الدكتور يوسف ابتسم ولم يرد. ومن عدم رده أحسست بمعرفة لجوابه.. ولكن ولعلم القارئ فقد حدث فيما يخص السؤال العكس تماما. فقد نشرت جريدة «العرب نيوز» مقالا لكاتب سعودي عن تحليل سياسي عن المنطقة، وتم تناقل المقال في مواقع كثيرة وتم مناقشته في كليات القيادة والأركان العسكرية في أمريكا. وبعدها بيوم واحد تقريبا قام اثنان من الكتاب والمحللين الأمريكان بنشر مقال مشابه ومطابق لمقال الكاتب السعودي في صحيفة أمريكية. ولكن - والغريب في الأمر - هو أن بعض مراكز البحث في أمريكا لاحظت التشابه في المقالين. ومعنى ذلك هو أننا لا نتابع، ولكن الغرب يتابع ما يتم تداوله لدينا. وأخيرا.. فما أريد قوله للدكتور يوسف العثيمين، إن ما يواجهه الإعلام السعودي هو أن لدينا مواهب إعلامية كثيرة لم يتم تسليط الضوء عليها تستطيع مجاراة أقلام الإعلام الغربي. وبعض هذه الأقلام متخصصون أكاديميا وكثير منهم لديهم المهارة الصحافية بالفطرة والخلفية الثقافية الكافية لمخاطبة الداخل والخارج. ولكن المشكلة لدينا تكمن في آلية التعيين وآلية صرف الموارد وآلية الاختيار. وبدون ذلك لن يتحرك إعلامنا من مكانه.