أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول دور قوات بلاده في مراقبة إيران، الجدل في العراق بين مؤيدي نظام طهران، والرافضين لنفوذها في بلادهم، معتبرين أن وجود قوات أمريكية يحفظ التوازن وأمن المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي. » تصريحات «برهم» وقال الرئيس العراقي برهم صالح أمس الإثنين: إن الرئيس الأمريكي لم يطلب إذنا من العراق لتقوم القوات الموجودة على أراضيه ب«مراقبة إيران»، في حين أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أنه تسلم طلبا لإعادة تنظيم انتشار القوات الأمريكية في العراق. وكانت كيانات سياسية موالية لإيران، طرحت الشهر الماضي تقديم مشروع إلى البرلمان لإخراج القوات الأمريكية من العراق، فيما أعلن قائد عصائب أهل الحق الموالية لإيران أمس، أن بإمكانهم إخراج القوات الأمريكية من العراق «بليلةٍ ظلماءْ.» » حماية المناطق وشددت النائبة في اللجنة المالية العراقية، محاسن حمدون في تصريح ل«اليوم»، على أهمية وجود القوات الأمريكية في العراق معللة ذلك بأن التواجد الأمريكي يحمي بعض المناطق من «داعش» خاصة المحافظات المحررة حديثاً، فهذه المناطق تحتاج إلى قوة عسكرية تحميها، ولا يمكن أن يكون هناك انسحاب للقوات الأمريكية من داخل العراق. وأشارت إلى اعترافهم بوجود هذه القوات، ولكن ترفض أن يكون العراق ساحة لمراقبة الدول الأخرى. » تخوف عراقي بدوره تخوف المحلل السياسي العراقي غانم العابد في تصريح ل«اليوم» من أن يكون هناك صدام عسكري ما بين أمريكاوإيران على أرض العراق، على خلفية العقوبات الاقتصادية على إيران، بسبب الملف النووي الإيراني، وتصاعد الحرب الإعلامية بينهما والدعوات التي تقف خلفها إيران لإخراج القوات الأمريكية من العراق. وأوضح العابد أن هناك محاولات إيرانية للسيطرة على الجانب «السني» في الوقت الذي نرى فيه عزوفا «شيعيا» كبيرا عن جناح إيران. وعلّق العابد قائلاً: «هناك بعض الخطوات التي نفذتها إيران منذ ما يقارب العام، تتمثل برفع الخطوط الحمراء عن بعض الشخصيات السنية والسماح لها بالمشاركة بالعملية السياسية»، وأضاف: «هؤلاء السنّة الذين رفعت عنهم الخطوط الحمراء يتمثلون بخلفية واحدة، بأنهم كان لهم دور في أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، لهذا أصبح هناك خشية من أن يكون هؤلاء أشبه ببندقية سنية مستأجرة يقاتلون الأمريكيين بالإنابة عن الإيرانيين داخل العراق، وتحديداً في المحافظات السنية».